قالت هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين إن إدانته بجرائم ضد الإنسانية والحكم بالإعدام الذي اصدر بحقه كان سياسيا وغير قانوني وهم لم يتوقعوا أن يطرأ أي تغيير على الحكم في الاستئناف.

وذكر رئيس فريق الدفاع خليل الدليمي «لا نعتمد كثيرا على الاستئناف». وقالت المحامية بشرى الخليل في عمان «هذه مهزلة للعدالة والحكم يصدر عن قضاء غير شرعي خلقه الاحتلال الذي لا يمكن أن يوفر محكمة عادلة».

وقال عبر الهاتف من بغداد إن هيئة الدفاع ستستأنف الحكم مع أنهم متأكدون من أن حكم الاستئناف سيكون منحازا وله دواع سياسية ويفتقد إلى الموضوعية كما هو حال المحكمة. وتابع «كما كان النطق مسيسا فإن التمييز (الاستئناف) أيضاً سيكون منحازا».

وقال الدليمي إن صدام قال لمحاميه خلال محادثة قصيرة قبل البدء بإجراءات الجلسة والنطق بالحكم انه توقع الحكم بالإعدام. وأضاف «قال الرئيس انه كان متوقعا من اليوم الأول للمحاكمة انه سيدان لأنها مسيسة وتهدف للانتقام وإثارة الطائفية ولتمزيق العراق». وأوضح الدليمي مقتبسا عن صدام دقائق قبل دخوله إلى قاعة المحكمة «ماذا تتوقع من عدوك». وقال محام آخر حضر الجلسة إن الحكم كان استنتاجا مسبقا من قبل محكمة كانت أدانت صدام حتى قبل إصدار الحكم عليه. وقال ودود فوزي شمس الدين عبر الهاتف من بغداد «حكم معد سلفا وتسويق للانتخابات الأميركية وبوش وأول محاكمة الحكم يصدر فيها بدون أسباب. الأحكام جاهزة بدون أن تتطرق إلى أسباب الحكم». وتابع «في أي حال المحكمة أساسا هي ليست مشروعة. ماذا تتوقع من كيان غير شرعي للاحتلال الذي لم يخلقه فقط بل سيطر عليه وأعلن الإحكام».

«العفو» تنتقد الحكم بالإعدام

لندن - د ب أ

انتقدت منظمة العفو الدولية بشدة الحكم قائلة إن «المحاكمة شابتها أخطاء خطيرة». وقال مدير المنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مالكوم سمارت: «كان يتعين أن تكون هذه المحاكمة إسهاماً كبيراً نحو إرساء العدالة وحكم القانون في العراق وضمان الحقيقة والمسئولية عن الانتهاكات الشديدة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في ظل حكم صدام». وأضاف «في الواقع كانت (المحاكمة) أمراً غير منصف شابه أخطاء خطيرة تشكك في قدرة المحكمة بتشكيلها الحالي على إدارة العدالة بشكل منصف وطبقاً للمعايير الدولية». وأشار سمارت إلى أن كل متهم لديه حق الحصول على محاكمة عادلة التي هي نفسها في بعض الأحيان «تم تجاهلها بانتظام عبر عقود من طغيان صدام». وأوضح أن «المحاكمة كانت فرصة ضائعة وازدادت سوءاً بعقوبة الإعدام فيما كان يمكن أن يكون فرصة لاستعادة الحق الأساسي لمحاكمة عادلة وضمان تحمّل المسئولية عن جرائم الماضي». وتابع أن «(العفو الدولية) ستتابع عن كثب مرحلة استئناف الحكم الصادر في حق صدام».

...واشنطن تنفي تزامنه مع الانتخابات

كروفورد - أ ف ب

نفى المتحدث باسم البيت الأبيض طوني سنو أن يكون توقيت الحكم حدد لخدمة مصالح الحزب الجمهوري الأميركي في الانتخابات البرلمانية بعد غد (الثلثاء) مشدداً على استقلالية القضاء العراقي.

وسخر سنو حين سأله صحافي ما إذا كان المسئولون الأميركيون والعراقيون قاموا بتوقيت الحكم لمساعدة مؤيدي الرئيس جورج بوش المرشحين للانتخابات. وسأله «هل تقول لي أن النظام القضائي العراقي يحضر لنا مفاجأة» قبل الانتخابات وذلك على متن الطائرة التي أقلت الرئيس الأميركي إلى تكساس.

وأضاف «الأمر الأهم هو أن العراق يملك نظاماً قضائياً مستقلاً». وتابع «نتحدث عن عراق يمكنه الدفاع عن نفسه وحكم نفسه وكما ترون شهدنا تقدماً حين يتعلق الأمر بالجانب العسكري، ليس فقط بالنسبة لقوات الأمن العراقية وإنما أيضاً في مجال القضاء».

وأوضح «هذه الأمور حيوية لبناء ديمقراطية تكون قادرة على تلبية احتياجاتها وتحظى بثقة ودعم الشعب»