اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس أن حكم الإعدام الذي صدر على الرئيس المخلوع صدام حسين هو حكم على «حقبة مظلمة».
وقال المالكي في كلمة موجهة إلى الشعب العراقي نقلها تلفزيون «العراقية» الحكومي إن حكم الإعدام الذي صدر هو «انتصار لضحايا شهداء مجزرة الدجيل» واعتبره أيضا حكما على «حقبة مظلمة» وليس على «شخص».
وأضاف أن «الحكم على الديكتاتور يعد إنصافا لعوائل ضحايا مجزرة الدجيل وانتصارا لجميع ضحايا النظام البائد». وتابع أن الحكم «يمثل نهاية مرحلة سوداء وبداية مرحلة جديدة لبناء عراق حر ديمقراطي اتحادي يسود فيه حكم القانون ودولة المؤسسات ويتساوى فيه الجميع».
واعتبر أن «حكم الإعدام على مجرم كصدام وأعوانه لا يمثل عندي شيئا كبيرا وإن إعدامه لا يساوي قطرة من دم المرجع الشهيد السيدمحمد باقر الصدر أو الشهيد السيدمحمد صادق الصدر أو الشهداء من آل الحكيم وشهداء الدعوة الإسلامية والشهداء العلماء الشيخ عبدالعزيز البدري والشيخ ناظم العاصي أو أي شهيد من أبناء العراق من الكرد والتركمان والكلدوآشوريين».
واعتبر المالكي أيضاً «الحكم على رأس النظام البائد لا يمثل حكما على شخص إنما على حقبة مظلمة لم يشهد لها تاريخ العراق مثيلا». وأضاف «لقد تعامل القضاء بكل شفافية ونزاهة في محكمة جنائية مع حاكم أرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب. لقد أعدم خيرة العلماء والمثقفين والأكاديميين والمفكرين».
وتابع أن «صدام هو أسوأ حاكم في تاريخ العراق فهو الوحيد الذي قتل هذا الكم الهائل من أبناء الشعب كما ان حزبه هو أسوأ حزب في تاريخ العراق أيضا كونه الأداة القمعية التي استهدفت الشعب على مدى 35 عاماً ولايزال يبطش به من خلال العمليات الإرهابية التي ينفذها الصداميون وحلفاؤهم التكفيريون».
وقال المالكي أيضاً «هذا المصير هو لكل من تجاوز على حرمة المواطنين وسفك الدماء الطاهرة وأنتهك الحرمات وهذه النهاية المهينة لكل من عرض الوطن إلى سلسلة من المحن والآلام والتمزق والحروب الطائشة التي كادت أن تمزق نسيجه الاجتماعي وسلامة أرضه وهدر ثرواته وتسخيرها على أوهامه وأحلامه المريضة وشراء الذمم والضمائر والأقلام والفضائيات المأجورة».
وتابع «لا تحصى الأرواح البريئة التي أزهقت في حروبه ومغامراته، في حرب طائشة مرة ضد الجمهورية الإسلامية ومثلها في غزو الكويت إضافة إلى ما كان قد تسبب بانهيار الدولة ومؤسساتها ودخول البلاد في حال من الفوضى بعد ما كان المجرمون مقربين منه وبعدما أصبح حزبه حزب البعث قطعانا من الوحوش والقتلة المتمرسين».
كما قالت الحكومة العراقية إن صدام حصل على ما يستحقه ولكن عضوا بارزا من السنة في البرلمان وصف الحكم بأنه سياسي.
وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة «الحكم كان متوقعا... انه ابسط ما ينفذ بحق صدام... ولا توجد عقوبة فوق هذا لان حجم الجريمة كان كبيرا». فيما قال برلماني سني بارز رفض نشر اسمه خشية التعرض لأعمال انتقامية انه «حكم سياسي من محكمة سياسية»
العدد 1522 - الأحد 05 نوفمبر 2006م الموافق 13 شوال 1427هـ