أعلن وزير شئون الأسرى الفلسطيني وصفي كبها أمس أنه «تم الاتفاق على كل شيء» بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة ومنها اسم رئيس الوزراء القادم بعد التقدم الذي تحقق في الاتصالات بين مسئولين في حركة «حماس» والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال الوزير من «حماس» إنه «من المقرر أن يعقد اليوم (أمس) أو غداً (اليوم) لقاء بين الرئيس عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية، إذ من المقرر أن يعلن الرئيس اسم رئيس الحكومة الجديد الذي سيكلفه تشكيل الحكومة». وأضاف «تم الاتفاق على البرنامج ووصلت الأمور والمشاورات إلى مرحلتها الأخيرة».
إلا أن الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم نفى الأنباء التي تحدثت عن قرب التوصل إلى تشكيل حكومة من الكفاءات برئاسة شخصية مستقلة، مؤكداً تمسك حركته بتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال برهوم: «إن الحديث عن قرب موافقة (حماس) على التنازل عن رئاسة الحكومة الجديدة لصالح تكليف شخصية مستقلة تشكيل حكومة من الكفاءات (غير صحيح)». وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه قال: «إن الرئيس محمود عباس بانتظار رد نهائي من (حماس) على تشكيل حكومة كفاءات برئاسة شخصية مستقلة وإن تقدماً في الموقف طرأ في هذا السياق».
وفي سياق الوضع الميداني، استشهد فلسطيني أمس يدعى حسام محمد عبيد (27 عاماً) وهو أحد أفراد الأمن الوطني الفلسطيني بنيران الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة الذي يشهد عملية عسكرية واسعة منذ الأربعاء الماضي.
وكان مهدي الحمادين (25 عاماً) استشهد في وقت سابق أمس إثر إصابته برصاص الجنود الإسرائيليين في بيت حانون. كما توفي عمار عمر (23 عاماً) فجر أمس إثر إصابته ليلة السبت الماضي برصاص إسرائيلي في بيت حانون أيضاً.
وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أمس أن العملية ستتواصل.
من جهة أخرى، طالب زعيم الحزب اليساري المعارض «ميريتس» يوسي بيلين بالوقف الفوري لهذه العملية التي يرى أن «من شأنها تعزيز موقف رئيس الوزراء الفلسطيني». كما عبّر هذا النائب عن خشيته أن يدفع هذا الهجوم الجديد بالفلسطينيين إلى تنفيذ عمليات جديدة داخل «إسرائيل».
إلى ذلك، أفاد مصدر مسئول في الجامعة العربية أمس أن استعدادات تجرى لعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية للبحث في الوضع المتدهور في غزة.
وقال المصدر إن مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة سيعقدون اليوم (الإثنين) اجتماعا للبحث في تحديد موعد للاجتماع الطارئ للوزراء الذي يتوقع أن يكون في وقت قريب.
وفي موضوع آخر، أثارت تصريحات نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي افيغدور ليبرمان بشأن ضرورة الفصل بين اليهود والعرب في «إسرائيل» والاقتداء بقبرص، ردود فعل حادة في «إسرائيل». كما صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس بأن تصريحات ليبرمان لا تعبر عن مواقف الحكومة الإسرائيلية.
وكان ليبرمان اعتبر في حديث إلى صحيفة «صانداي تليغراف» البريطانية عرب «إسرائيل» البالغ تعدادهم 1.25 مليون نسمة «مشكلةً» ويتعين فصلهم عن الدولة اليهودية.
وعلّق وزير السياحة إسحق هرتسوغ على كلام ليبرمان بالقول: «كلام ليبرمان غير مقبول. كل الذين يعرفون الترتيبات في قبرص يدركون أنها لا يمكن أن تطبق في (إسرائيل)». وأضاف هرتسوغ «نأمل من رئيس الوزراء اتخاذ مواقف حازمة جدا من هذه التصريحات».
ودعا عدد من النواب العرب في «إسرائيل» إلى إقالة ليبرمان. وقال النائب طلب الصانع من الحزب الديمقراطي العربي: «على رئيس الحكومة إقالته على الفور»، مضيفاً أن «تصريحاته العنصرية تدفع بنا نحو نظام تمييز عنصري». من جهته، قال النائب أحمد الطيبي: «إن العرب هم ملح الأرض وليبرمان هو محتل».
وعاد ليبرمان وكرر كلاما مماثلا في تصريح للإذاعة العسكرية الإسرائيلية وقال: «لابد من اللجوء إلى تبادل الأراضي والسكان لتكون لنا دولة يهودية متجانسة، كما يحق للفلسطينيين أن تكون لهم دولتهم المتجانسة من دون يهود»
العدد 1522 - الأحد 05 نوفمبر 2006م الموافق 13 شوال 1427هـ