العدد 1522 - الأحد 05 نوفمبر 2006م الموافق 13 شوال 1427هـ

«نسويات» مسلمات يرفضن «استفراد» الرجال بتأويل القرآن

سيبحثن التفسير «الذكوري» للشريعة في مؤتمر بإسبانيا

تجتمع عدد من الناشطات المسلمات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في العالم الإسلامي في مؤتمر بمدينة برشلونة في شمال شرق إسبانيا هذا الأسبوع لمواجهة ما يعتبرنه تأويلا «ذكوريا» للشريعة الإسلامية أدى إلى الانتقاص من حقوقهن وإلى شيوع العنف ضد الزوجات.

ويأتي هذا المؤتمر الذي يعقد من 3 إلى 5 نوفمبر/تشرين الثاني في برشلونة (شمال شرق اسبانيا)، استمرارا للقاء سبقه في برشلونة أيضا في 2005 واختتم بالدعوة إلى «جهاد من أجل مساواة الجنسين».

وأوضح عبد النور برادو وهو أحد منظمي المؤتمر أن المؤتمر يهدف إلى «مواصلة العمل من خلال حركة ناشطات مسلمات تزيد تناميا».

وتقول ناشطات حقوق المرأة في العالم الإسلامي إن الحركة «النسوية الإسلامية» ماضية نحو التوسع في الدول الإسلامية وان كانت لا تحظى بانتشار كبير إذ مازالت رائداتها يلاقين اعتراضات في كثير من الدول الإسلامية من قبل ناشطات إسلاميات أخريات.

وترى الناشطات في هذا المجال وهن من نساء المدن اللواتي أعدن قراءة القرآن وفق نظرة خاصة، انه لا يجب ان يبرر الإسلام الممارسات الثقافية التي تنتقص من النساء لاسيما التي يمليها رجال يستفردون بتأويل النصوص المقدسة. ويأملن أيضا في مكافحة التمييز بين الرجل والمرأة في القانون الإسلامي الخاص بالعائلة.

وأضاف برادو «أدركنا أن عدة منظمات نسائية إسلامية تأسست خلال السنوات الأخيرة وترغب في مكافحة التمييز والدفاع عن النساء في إطار الإسلام كما هو الحال في ماليزيا ونيجيريا وباكستان»، وقال يجب إن يساهم هذا المؤتمر «في تعزيز التيار النسائي الإسلامي كحركة تتجاوز الدول من خلال إقامة شبكة منظمات تنشط ميدانيا في مجال حقوق المرأة في الإسلام».

وستساهم النقاشات في تحليل «موضوعات أساسية تخص وضع المرأة في العالم الإسلامي مثل تعدد الزوجات والحقوق الجنسية ودور النساء كمفكرات ومثقفات».

وتشارك في اجتماع برشلونة خبيرات من 18 بلدا مثل الباكستانية شاهين سردار علي المتخصصة في مشكلات العقوبات الجسدية والمستشارة لدى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، كما تشارك الإيرانية نايرة توحيدي التي نشطت في الحركات النسائية والتيار الإسلامي في إيران وفالنتين مقدم مديرة قسم المساواة ومكافحة التمييز في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

وتنظم المؤتمر جمعية إسلامية إسبانية اسمها «لا خونتا اسلاميكا كاتالانا» (الهيئة الإسلامية الكاتالونية) المرتبطة «بلا خونتا اسلاميكا دي اسبانيا».

ويرتقب مشاركة 400 امرأة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا وايطاليا واليونان والنرويج وكذلك من باكستان والمغرب وتونس والجزائر والولايات المتحدة. ويشارك كذلك في مؤتمر برشلونة أستاذات جامعيات وممثلات عن مؤسسات ومنظمات غير حكومية وجمعيات نسائية اسبانية.

وأوضحت الإيرانية نايرة توحيدي «أتيت لأرى كيف تعمل الناشطات النسائيات في مختلف المجالات وما هي استراتيجيتهن لتطوير القوانين المواتية للرجال والتي تفرض عليهن التمييز في كل بلد وكيف تلعب دورا لاحتواء التيار الإسلامي المتطرف». لكنها تعتبر، شأنها شأن مسلمات أخريات أن المعركة قد تكون طويلة المدى.

وقالت إن «النساء في إيران على غرار عدة دول إسلامية أخرى يواجهن تحديات ومشكلات من أكبرها اليوم الصعوبات الاقتصادية والبطالة التي تطال عددا متزايدا من الحاصلات على الشهادات».

وتخشى نايرة توحيدي من أن «تحاول الحكومة الإيرانية الإسلامية الحالية فرض المزيد من القيود السياسية والاجتماعية (...) وتأمل ألا يكون خطابها العسكري والمناهض للغرب متزامنا مع دعوات لوضع المرأة في دور تقليدي أكثر مما هي عليه» الآن

العدد 1522 - الأحد 05 نوفمبر 2006م الموافق 13 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً