استشهد 20 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال وجرح أكثر من أربعين آخرين في قصف إسرائيلي استهدف فجر أمس بيت حانون شمال قطاع غزة، ما حدا بالفصائل الفلسطينية إلى الدعوة إلى استئناف العمليات داخل «إسرائيل»، كما استشهد شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا جنوب بيت حانون، بينما استشهد ناشطان فلسطينيان بصاروخ طائرة عسكرية إسرائيلية أطلقته على مدينة غزة، ما رفع عدد الشهداء في غزة إلى 23.
وبلغ إجمالي الشهداء في الضفة الغربية وغزة 28 فلسطينياً، إذ قتلت القوات الإسرائيلية أمس أيضاً في بلدة اليامون غرب مدينة جنين بالضفة الغربية، خمسة فلسطينيين هم أربعة نشطاء في كتائب «شهداء الأقصى» ومدني.
ورداً على القصف دعت قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية المجاهدين في كل مكان إلى العودة إلى العمليات داخل «إسرائيل».
من جهته، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع عاجل «لوقف المجازر ضد شعبنا وتحمل مسئولياته». وأعلن هنية تعليق المحادثات بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وفي البحرين، أدان وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بشدة المجزرة البشعة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بيت حانون أمس والتي أدت إلى استشهاد الكثير من المدنيين الأبرياء من بينهم عدد من النساء والأطفال.
ودعا إلى ضرورة التحرك السريع للمجتمع، وفي ساعة متأخرة من ليل أمس وافق مجلس الأمن على اقتراح قطري بعقد جلسة طارئة لمناقشة تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية.
الأراضي المحتلة، جنيف - أ ف ب، د ب أ
استشهد 20 فلسطينياً بينهم نساء وأطفال وجرح أكثر من 40 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف فجر أمس بيت حانون شمال قطاع غزة ما حدا بالفصائل الفلسطينية إلى الدعوة إلى استئناف العمليات «الاستشهادية» داخل «إسرائيل». كما أكدت مصادر طبية أن شاباً فلسطينياً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي شرق بلدة بيت لاهيا جنوب بيت حانون، ما رفع عدد الشهداء في غزة إلى 21. وبلغ إجمالي الشهداء في الضفة الغربية وغزة 26 فلسطينياً؛ إذ قتلت القوات الإسرائيلية أمس أيضاً في بلدة اليامون غرب مدينة جنين بالضفة الغربية 5 فلسطينيين هم 4 ناشطين في كتائب «شهداء الأقصى» المنبثقة عن حركة فتح ومدني.
وفي القدس أمر وزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيرتس الجيش بفتح تحقيق فوراً لتحديد أسباب استشهاد 20 فلسطينياً في بيت حانون. وزعمت متحدثة باسم الجيش أن القصف استهدف قطاعاً أطلقت منه قذائف على جنوب «إسرائيل». وأضافت نتحقق من تأكيدات الفلسطينيين التي تفيد أن أشخاصاً لا علاقة لهم بإطلاق الصواريخ أصيبوا في القصف.
ورداً على القصف دعا القيادي في «حماس» نزار ريان «المجاهدين في كل مكان إلى العودة إلى العمليات الاستشهادية داخل (إسرائيل) (...) في حيفا وتل أبيب ويافا وكل البلاد رداً على الجرائم والمجازر الإسرائيلية». كما دعت حركة فتح جناحها العسكري والأجنحة العسكرية للفصائل الأخرى إلى استئناف العمليات «الاستشهادية» داخل «إسرائيل» رداً على «المجازر» الإسرائيلية. ودعا المتحدث باسم «فتح» جمال عبيد «كتائب الأقصى في قطاع غزة والضفة الغربية وإخواننا في الأجنحة العسكرية للفصائل الأخرى» إلى «الثأر لدماء شهداء المجازر الإسرائيلية واستئناف العمليات الاستشهادية داخل أرضنا المحتلة في العام 1948».
وبدأت الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية بمختلف انتماءاتها قصف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المحاذية للقطاع بالصواريخ محلية الصنع. من جهته، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية مجلس الأمن الدولي إلى عقد اجتماع عاجل «لوقف المجازر ضد شعبنا وتحمل مسئولياته في وقف المجازر». وأدان عباس «بشدة المجزرة الرهيبة والبشعة والمروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا في بيت حانون». وندد الرئيس الفلسطيني بـ«الصمت الدولي» إزاء «المذابح» الإسرائيلية مطالباً المجتمع الدولي والعرب بوضع حد لها.
وأعلن الحداد الوطني العام لمدة 3 أيام وتنكيس الأعلام على الوزارات والمؤسسات الرسمية. كذلك دعا هنية في تصريحات لصحافيين قبيل اجتماع طارئ لحكومته في غزة، مجلس الأمن إلى الانعقاد بشكل عاجل لوقف هذه المجازر ضد الشعب الفلسطيني. وأعلن هنية تعليق المحادثات بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الحكومة ستحرص على تعزيز تنسيق الجهود مع السيد الرئيس أبومازن (محمود عباس) لتفعيل الجهود الإقليمية والدولية لوقف المجازر الإسرائيلية ونزيف الدم الفلسطيني». وطالب الناطق الرسمي باسم الحكومة غازي حمد «بضرورة فرض عقوبات على (إسرائيل) من قبل المجتمع الدولي»، مشدداً على «ضرورة التحرك العربي وخصوصاً الجامعة العربية لحماية الشعب الفلسطيني. وتقديم كل المساعدات العاجلة لإغاثة المنكوبين». كذلك صرح حمد بأن «إسرائيل» يجب أن «تمحى من الوجود». وشيعت جماهير فلسطينية غفيرة في جنازة حاشدة شارك فيها الآلاف أمس جثامين الشهداء. وعم الإضراب العام والحداد في غزة؛ إذ قام طلاب المدارس بالخروج في مسيرات حاشدة توجهوا إلى مستشفى الشفاء للتبرع بالدم وتقديم المساعدات للجرحى في حين أغلقت المحلات التجارية أبوابها وقامت المساجد بإذاعة آيات من القرآن الكريم عبر مكبرات للصوت.
وفي الجانب الإسرائيلي، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس عن أسفهما لمقتل وجرح عشرات الفلسطينيين في بلدة بيت حانون. وعرض أولمرت وبيرتس على السلطة الفلسطينية تقديم مساعدات إنسانية طارئة وعلاج طبي فوري للجرحى. وكانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني اعتبرت أن أحداثاً مؤسفة مثل مقتل وجرح عشرات الفلسطينيين أمس جراء القصف المدفعي الإسرائيلي «تقع أثناء الحرب». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن ليفني أعربت عن أسفها لمقتل وجرح عشرات الفلسطينيين في بلدة بيت حانون.
ورداً على الصراع المتأجج في غزة قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة علنية اليوم الخميس للسماح لكل من «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية بشرح الموقف. وفي وقت سابق طالبت قطر بتمرير مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار ويدعو «القوات المحتلة إلى وقف فوري لعدوانها ضد المدنيين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة». وفي جنيف قال مبعوث الأمم المتحدة لشئون حقوق الانسان جون دوجارد في هذا الشأن «لقد حان الوقت كي يتخذ مجلس الأمن قراراً ... الفشل في التحرك هذه المرة سيلحق أبلغ الضرر بسمعة مجلس الأمن».
القدس المحتلة - د ب أ
نقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أمس نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن التحقيق الأولي داخل الجيش الإسرائيلي يظهر أن المدفعجي الذي قصف بيت حانون «أخطأ» في تقدير مكان الهدف المراد قصفه بمسافة كيلومتر، وفي رواية أخرى بنصف كيلومتر على الأقل، وهو ما يثير استهجان خبراء المدفعية وذهول وزير الدفاع الإسرائيلي بيرتس والمراسلين الصحافيين العسكريين في «إسرائيل». ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (معاً) عن مصادر صحافية إسرائيلية أن انتقادات شديدة تثار الآن بشأن القصف الذي خلف نتائج مأسوية، ولاسيما ان الضحايا هم من الأطفال والنساء الذين كانوا ينامون في منازل فقيرة ويستعدون للذهاب إلى المدرسة. وبحسب المصادر فإن المدفعجي أخطأ في تحديد هدف القصف فأطلق القذائف الحية باتجاه خاطئ يصل لمسافة كيلومتر، علماً أن نتائج مأسوية أخرى كانت دفعت بـ «إسرائيل» الى وقف القصف المدفعي باتجاه أكثر مناطق الازدحام السكاني في العالم (قطاع غزة) بالمدفعية الثقيلة
العدد 1525 - الأربعاء 08 نوفمبر 2006م الموافق 16 شوال 1427هـ