كشف استطلاع حكومي للرأي أن أربعة أخماس المهاجرين المسلمين في إسبانيا يشعرون بأنهم مندمجون بشكل جيد مع الحياة وسعداء هناك.

وأظهر الاستطلاع الذي استقصى آراء 1500 شخص من المهاجرين المسلمين وصدر الخميس 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 أن 80 في المئة منهم مندمجون بشكل جيد، وأن ثلاثة أرباعهم تقريباً سعداء بالعيش في إسبانيا، وقال 83 في المئة منهم إنهم لا يجدون صعوبة في ممارسة شعائر دينهم.

وبينما قال 85 في المئة من المستطلع آراؤهم إنه من الممكن تماماً أن يكون الشخص مسلماً صالحاً ومواطناً إسبانياً صالحاً في الوقت نفسه، وعن أن العنف «غير مقبول على الإطلاق» كوسيلة للدفاع عن الدين لم يوافق 4 في المئة على ذلك.

وقال خوسيه خوان توهاريا من معهد «متروسكوبيا» الذي أجرى الاستطلاع «في أي قطاع من المجتمع، في كل الدول تجد دائماً ما يتراوح بين 3 و5 في المئة متطرفين مثل حليقي الرؤوس (النازيين الجدد) وغيرهم؛ لذلك فهذه النتيجة لا تعتبر رديئة على الإطلاق».

ويعتبر هذا الرقم أقل مما في بريطانيا؛ إذ أوضح استطلاع أجراه معهد بوبولوس في وقت سابق من هذا العام أن 7 في المئة من المسلمين هناك أعربوا عن اعتقادهم أن الهجمات ضد المدنيين يمكن تبريرها في ظل ظروف معينة.

وارتفعت هذه النسبة إلى 10في المئة إذا كان الهدف مبنى حكومياً أو موظفين حكوميين أو من الشرطة أو الجيش.

وتعليقاً على الاستطلاع قال وزير الداخلية الإسباني الفريدو بيريث روبالكابا إنه يظهر أن المسلمين يشعرون شعور المواطنين الإسبان نفسه تجاه الحياة في البلاد.

وأضاف «في الواقع ان المسلمين لديهم ثقة أكبر في الحكومة من الإسبان؛ إذ أعطوها 6.5 من عشرة فيما يتعلق بالثقة مقارنة بنحو 3.5 في المئة فقط من الاسبان».

صعوبات كبيرة

وخلافاً لما أظهره استطلاع معهد متروسكوبيا، كشفت استطلاعات أخرى للرأي عن صعوبات كبيرة تعترض المهاجرين المسلمين في الاندماج في المجتمع الإسباني.

وقال استطلاع أجرته أخيراً مؤسسة «ميركا ستار وطاييس للاتصال والإعلام» إن اثنين من بين ثلاثة مهاجرين يجدون مشكلات في الاندماج في المجتمع الإسباني، وهو ما يشكل نسبة 70 في المئة من عموم المهاجرين، إلا أنه مع ذلك فقد أوضح 80 في المئة منهم أنهم يشعرون أن المجتمع الإسباني يقبلهم.

وأضاف الاستطلاع أن غالبية المهاجرين المنحدرين من دول إسلامية يلقون صعوبة في الاندماج.

وتشعر المسلمات في إسبانيا بأنهن أقل قبولاً من طرف الإسبان، فيما عبرت نسبة مهمة من المتعلمات أنهن لا يجدن صعوبات كبيرة في الاندماج.

طريقة غير متناسبة

عالم الاجتماع الإسباني لويس فيرناندو بيلتيش، قال في تعليقه على نتائج الاستطلاع، إن: «طريقة العيش الغربية لا تناسب هؤلاء الذين عبروا عن وجود مشكلات في مسألة اندماجهم».

وأضاف بيلتيش أنه على رغم إصرار الكثيرين من هؤلاء على الاندماج، فإن ذلك لا يتم من دون مشكلات، مشيراً إلى أن كبار السن من المسلمين يجدون صعوبات أكثر في الاندماج، مقارنة مع الشباب، وخصوصاً من بين المتعلمين.

وجاءت استطلاعات الرأي عن المسلمين في وقت ذكرت فيه صحف إسبانية أن تحذيرات تلقتها إسبانيا من طرف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي من احتمال حدوث تفجيرات جديدة شبيهة بتلك التي عرفتها العاصمة مدريد قبل أكثر من عامين، والتي أدت إلى نحو 200 قتيل في تفجيرات طالت عدة قطارات.

وقالت صحيفة «لاجازيتا دي لوس نيغوسيوس» إن التحذيرات تضمنت «وصول مقاتلين سابقين في العراق وأفغانستان إلى إسبانيا، من دون الكشف عن عددهم، وانهم يحملون خبرات قتالية كبيرة».

ويصل عدد المسلمين في إسبانيا إلى نحو المليون، بحسب أرقام شبه رسمية، فيما تقول هيئات وجمعيات مدنية إن العدد يصل إلى نحو المليون ونصف المليون إذا تم الأخذ في الاعتبار المهاجرين الذين لا يحوزون إلى الآن الوثائق القانونية للإقامة?