العدد 1566 - الثلثاء 19 ديسمبر 2006م الموافق 28 ذي القعدة 1427هـ

البصري: المطر كشف عن أخطاء فنية في تصميم شوارع المملكة

رحمة يطالب «الأشغال» بتحمّل مسئولية «أزمة الأمطار»

أكد عضو المجلس البلدي لبلدية المنامة ممثل الدائرة الثامنة صادق البصري، أن تساقط الأمطار في الأيام القليلة الماضية كشف عن أخطاء فنية في تصميم كثير من الشوارع في محافظة العاصمة، وخصوصاً في القرى التي بقيت تعاني تجمع المياه وتحول شوارعها إلى مستنقعات. فيما طالب عضو المجلس البلدي صادق رحمة وزارة الأشغال والإسكان بتحمّل المسئولية والعمل على رفع معاناة الأهالي وعدم التعذر بأعذار لا مكان لها من الصحة.

ومن جهته، قال البصري: «الأخطاء الفنية واضحة في الدائرة الثامنة وغيرها من المناطق، فنرى الأمطار تتجمع بصورة كبيرة في جانب من الشارع بينما تقع فتحات المجاري في ناحية أخرى، هذا بالإضافة إلى غياب مسألة مهمة جداً وهي الصيانة الدورية التي تسبق سقوط الأمطار لفتحات المجاري ومياه الصرف الصحي». واستطرد «شارع بلاد القديم الرئيسي - الذي تم إنشاؤه أخيراً - شهد تجمعات لمياه الأمطار ولم تجد المياه أي مصرف غير التجمع في إحدى جهاته؛ وذلك لنقص الصيانة قبل سقوط الأمطار»، مشيراً إلى أن سقوط الأمطار الكثيف كشف عن غياب لجنة الكوارث أو الطوارئ، وخصوصاً أن كثيراً من البيوت بقيت من دون كهرباء واضطر أهلها إلى هجرها أو البقاء فيها وتحمّل الوضع، ونحن في المجلس البلدي نطالب بإشراكنا في هذه اللجنة؛ لنكون على قرب مما يجري وسبق لأعضاء المجلس أن تقدموا بهذا الطلب».

البيوت تسبح في مستنقعات الأمطار

وتطرق البصري إلى معاناة الأهالي في الدائرة الثامنة من العاصمة ولاسيما أنها مليئة بالبيوت المتهالكة، فتساقط الأمطار حول البيوت أدى ظهور إلى مستنقعات للمياه وتعطيل الكهرباء وفساد الأطعمة وخسائر مادية في الأثاث والممتلكات. وقام عضو المجلس بزيارات متتابعة للمنازل المتضررة في الدائرة واطلع على الوضع عن كثب.

وأوضح البصري أن الأهالي صبوا جام غضبهم على العضو البلدي وكانوا يصرون على ذهابه إلى بيوتهم، لافتاً إلى أنه أجرى مجموعة من الاتصالات مع المسئولين في الوزارات المختصة؛ للوقوف على الوضع المأسوي للأهالي بعد أن غرقت الشوارع والبيوت بساكنيها، على حد قوله.

ونوه إلى أنه لم يحدث أي تحرك جدي من جانب الجهات المعنية وذلك نظراً إلى نقص شاحنات شفط المياه ونقص الإمكانات، على اعتبار أن الوزارة المعنية كانت تعيش حالاً من الاستنفار بعد أن اجتاحت موجة من الأمطار المملكةَ في الأسبوع الماضي». وأوضح البصري أن «نادي الاتحاد الذي يحوي مجموعةً من الملاعب الرملية تحول إلى بحيرات من الأمطار على مدى واسع من مرمى النظر، ما يعني حرمان الفرق الرياضية من التدريب لفترة طويلة إضافة إلى وجود الأراضي الرملية التي تتحول إلى مستنقعات لا يمكن المرور عليها وتختلط مع المياه المتجمعة في الشوارع».

وأضاف البصري أن «الدولة تخلصت من هموم الناس وألقتها على كاهل الأعضاء البلديين الذين تحولوا إلى لجنة كوارث متحركة، فما إن تسقط الأمطار أو يحدث أي عطب في أحد الشوارع حتى يتم استدعاء العضو البلدي ومحاسبته على كل ما يجري، وهذا يؤثر بالضرورة على مهماته ويعوق من إنجازاته ولاسيما مع نقص الكادر الوظيفي والإمكانات وحدود الصلاحيات». وقال: «ما يزيد من صعوبة المشكلة أن العضو البلدي يعلم علم اليقين أنه لا يمتلك الحل ويعرف أن صلاحياته لا تخوله أن يتحرك في اتجاه خدمة الأهالي».

رحمة: «الأشغال» هي المسئول الأول

ومن جانبه، استنكر رحمة تصريح وزارة «الأشغال» بشأن ارتفاع كلفة عمل مصارف للمياه والمجاري في بعض المناطق، معتبراً ذلك تصريحاً غير مسئول وفيه تمييز واضح بين مناطق وأخرى، وأضاف «إذا كانت خدمات البنى التحتية واجباً على الدولة فمن المفترض أن يحاسب من يتفوه بهذه التصريحات». وبيّن رحمة أن ما جاء في تصريح أحد المسئولين في الصحافة بأن وزارة «الأشغال» غير مسئولة عن شفط مياه الأمطار وأنه ليس من اختصاص الوزارة غير صحيح؛ لأن وزارة «الأشغال» هي من صمم المجاري ومصارف مياه الأمطار، إلا أن هذه المصارف لم يتم تنظيفها وتهيئتها للأمطار وحدث ما حدث، وعلى وزارة «الأشغال» أن تعمل على شفط الأمطار تفادياً لتفاقم الأزمة. واتفق رحمة مع البصري في مسألة الأخطاء في التصاميم في بعض شوارع المملكة، وهو ما يفسره تجمع مياه الأمطار في ناحية فيما تقع المصارف في ناحية أخرى «وهو قصور واضح في التصميم وعدم دراية، وأدت عدم تسوية الشوارع بصورة دقيقة إلى وقوعنا في هذه المشكلة». وأضاف «كان على الأجهزة التنفيذية أن تهب بكامل عدتها وعتادها في لجنة الطوارئ، وللأسف إن هذه اللجنة موجودة ولكن لم نرَ منها أي عمل على أرض الواقع، وهناك مسألة أخرى فلو عمل الدفاع المدني على المساهمة في رفع هذه المعاناة بالتعاون مع بقية الجهات المعنية لاستطعنا أن نتفادى الكثير ولما كان الوضع على ما هو عليه الآن».

ودعا رحمة وزارة «الأشغال» إلى النظر في الاعتبار إلى المناطق المنسية وأن يتم تطوير وصيانة الشوارع بشكل كامل «وليس على طريقة التجزئة، وعلى وزارة (الكهرباء) أن تتابع المقاولين الذين يحفرون الشوارع لتبديل الكابلات وتصليح تسريبات المياه?

العدد 1566 - الثلثاء 19 ديسمبر 2006م الموافق 28 ذي القعدة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً