العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ

«الكريسماس» عيد للإخاء والحب والسعادة

«سانتا كلوز» زار أطفال العالم وليس المسيحيين فقط

احتفل مسيحيو العالم بعيد الميلاد (الكريسماس) يوم أمس، ولم تقتصر مظاهر الفرحة على المسيحيين فحسب، بل شملت الكثير من بلدان العالم، إذ غالباً ما تتحول مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة إلى صورة من صور السلام العالمي بين الديانات والطوائف كافة.

عيد الميلاد أو يوم الميلاد أو الكريسماس هو يوم عطلة دولي للاحتفال بميلاد النبي عيسى (ع)، ويقتصر المسيحيون على تسمية هذا اليوم بميلاد السيد المسيح.

وتتنوع مظاهر الاحتفال في اعطاء الهدايا، ووضع شجرة الميلاد، وتمثيل شخصية بابا نويل الاسطورية، والاجتماعات العائلية.

ويختصر اسم عيد الميلاد «Xmas» لأن الحرف الروماني «X» الذي يشبه الحرف اليوناني «X» الذي هو «chi» أي مختصر لاسم المسيح بالعبرية (كريستوس).

أصل عطلة عيد الميلاد

ومع العلم أن ولادة المسيح غير معروفة، فإن المسيحيين فضلوا تاريخ 25 ديسمبر/ كانون الأول على غيره من الأيام. وقد وضع الرومان هذا التاريخ، إذ يشكل تسعة أشهر من ذكرى البشارة - بشارة الملاك لمريم - التي تصادف 25 مارس/ آذار. في العصور الوسطى كان الاحتفال بعيد الميلاد يعد احتفالاً ثانوياً أو لا يتم الاحتفال به أبداً.

وفي سنة 220، أعلن اللاهوتي تيرتلين Tertullian أن المسيح توفي في 25 مارس من سنة 29 بعد الميلاد وقام من بين الأموات بعد 3 أيام. يفضل الدارسون الحديثون وضع تاريخ الصلب في 3 أبريل من سنة 33 بعد الميلاد.

عيد الميلاد في العصور الوسطى وبعض الاحتفالات الشتوية المتعلقة به

واعتبر 25 ديسمبر ميلاداً للمسيح لأول مرة في القرن الرابع الميلادي زمن حكم الامبراطور قسطنطين، فقد اختار قسطنطين هذا اليوم كميلاد للمسيح، لأن الروم في ذلك الوقت كانوا يحتفلون باليوم نفسه كولادة لإله الشمس (سول إنفكتوس)، الذي كان يسمى بعيد «الساتورناليا». لقد كان يوم 25 ديسمبر عيداً لغالبية الشعوب الوثنية القديمة التي عبدت الشمس، فقد احتفلوا بذلك اليوم لأنه من بعد يوم 25 ديسمبر يزداد طول النهار يوماً بعد يوم خلال السنة.

ومن الشعوب التي احتفلت بالخامس والعشرين من ديسمبر قبل المسيحية: في الشرق الأقصى احتفل الصينيون بـ 25 ديسمبر كعيد ميلاد ربهم جانغ تي. وابتهج قدماء الفرس في اليوم نفسه، ولكن احتفالاً بميلاد الإله البشري ميثرا. أما الهندوس فقد احتفلوا بولادة الإله الهندوسي كريشنا. «كريس» الإله الكلداني أيضاً وُلد في اليوم نفسه. وعاش في آسيا الصغرى بفريجيا (تركيا حالياً) وقبل المسيح بخمسة قرون المخلص «أتيس» الذي ولدته «نانا» في يوم 25 ديسمبر.

الأنجلوساكسون وهم جدود الشعب الإنجليزي كانوا يحتفلون قبل مجيء المسيحية بـ 25 ديسمبر على أنه ميلاد إلههم جاو وابول. هذا اليوم أيضاً كان بهيجاً على الروس القدماء فهو يوم مقدس يُدعى عيد كوليادا. وكانت النساء في يوم 25 ديسمبر باليونان القديم تغمرهن الفرحة وهن يغنين بصوت عال: «يولد لنا ابن هذا اليوم!» وكان ذلك يقصد به ديونيسس الابن المولود للإله الأكبر.

وأما عن احتفال الأرثوذوكس بيوم 6 يناير/ كانون الثاني لأنه اليوم نفسه الذي ولد فيه الإله «أيون» بالإسكندرية، وكذلك الإله «تموز» ببابل القديمة. بل ويعلم المؤرخون اليوم أن يسوع لم يولد في السنة الأولى من القرن الأول الميلادي بل أربع سنين قبلها (أي 4 ق. م).

أيام أخرى للاحتفال

سانتا كلوز أو بابا نويل يحتفل به المسيحيون سواء كانوا كاثوليكاً أم بروتستانتاً في كل يوم 25 ديسمبر من كل سنة بينما يحتفل به بعض فرق الأرثوذوكس في كل يوم 6 يناير وكذلك بعض الأرمينيين، فهم يعتبرونه اليوم الذي ولد فيه المسيح. ويحتفل في أوروبا الشرقية بميلاد المسيح في 7 يناير.

بابا نويل «سانتا كلوز»

قصة بابا نويل مستمدة من قصة القديس نيقولاوس وهو اسقف «ميرا» الذي عاش في القرن الرابع الميلادي، ويقال إن المطران نيقولاوس كان يقوم ليلاً بتوزيع الهدايا والمؤن للفقراء ولعائلات المحتاجين من دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل.

أما ما يتعلق بـ «بابا نويل» فهي من الفرنسية وتعني «أب الميلاد»، إذ يتخيل الناس بابا نويل شيخاً حسناً ذا لحية بيضاء كالثلج ويرتدي ملابس حمراء اللون، وصاحب جسم قوي شديد، راكباً عربة سحرية تجرها غزلان ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من المداخن أو دخوله من النوافذ وشقوق الأبواب?

العدد 1572 - الإثنين 25 ديسمبر 2006م الموافق 04 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً