دخلت قوات الحكومة الصومالية مقديشو أمس بعد أن تخلى مقاتلو «اتحاد المحاكم الإسلامية» عن العاصمة بعد ستة أشهر من سيطرتهم عليها قبل تقدم القوات الحكومية المدعومة من إثيوبيا.
وكان هروب الإسلاميين تحولاً مثيراً، ورحب بعض سكان مقديشو الخائفين من اندلاع مزيد من العنف في المدينة بوصول القوات الحكومية في حين اختبأ آخرون. وذكر المتحدث باسم الحكومة عبدالرحمن ديناري أن الحكومة أعلنت حال الطوارئ للسيطرة على الأمن والاستقرار. فيما قال رئيس المجلس التنفيذي لقوات «المحاكم» شريف شيخ أحمد لقناة «الجزيرة» الفضائية: «سحبنا قواتنا من مقديشو ولا توجد هناك قوات تابعة للمحاكم الإسلامية». وأضاف أن «المحاكم» تريد أن تجنب سكان مقديشو القصف الإثيوبي.
وأكد رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي أن قواته كبدت «المحاكم» خسائر بشرية باهظة قدرها ما بين 2 إلى 3 آلاف قتيل و4 إلى 5 آلاف جريح وأنها قضت تماماً عليها. وأضاف انه «لم يعد هناك وجود لما يسمى بـ (اتحاد المحاكم الإسلامية) ولم يتبقَ منه إلا فلول نقوم بتعقبها إلى أن تغادر الأراضي الصومالية».
افغوي، أديس أبابا - أ ف ب، أ ش أ
أكد رئيس الوزراء الصومالي علي محمد جيدي أمس في افغوي (20 كلم غرب مقديشو) أن القوات الحكومية الصومالية المدعومة من إثيوبيا دخلت «الكثير من القطاعات» في مقديشو التي انسحبت منها قوات المحاكم الإسلامية.
وقال جيدي للصحافيين قبل أن يلتقي قادة محليين في افغوي «نحن موجودون فعلا في مقديشو في العديد من القطاعات». وأضاف «أريد تنظيم التنسيق بين القوات (الحكومية) والمسئولين (المحليين) للسيطرة على مقديشو».
وكانت المحاكم الإسلامية أعلنت صباح أمس سحب قواتها من مقديشو التي كانت تسيطر عليها منذ يونيو/ حزيران 2006. وذكرت قناة «الجزيرة» الإخبارية أن قوات «اتحاد المحاكم الإسلامية» سحبت مقاتليها من مقديشو بعد سيطرة القوات الإثيوبية عليها. وقال رئيس المجلس التنفيذي لقوات اتحاد المحاكم شريف شيخ أحمد: «سحبنا قواتنا من مقديشو ولا يوجد هناك قوات تابعة للمحاكم الإسلامية». وأضاف أن اتحاد المحاكم الإسلامية يريد أن يجنب سكان مقديشيو القصف الإثيوبي. وقال إن الاتحاد ترك مقديشيو «لئلا يحدث قصف كبير في داخلها لأن القوات الإثيوبية تمارس إبادة على الشعب الصومالي».
من جانب آخر، خبأ المسلحون الزي العسكري وبدأت قوات المحاكم يعاودون الظهور في شوارع العاصمة والتزم السكان منازلهم. وعادت مقديشو إلى أيام الفوضى فيما يبدو. وقال مقاتل سابق من مجلس المحاكم «لقد هزمنا. نزعت الزي العسكري. غالبية زملائي ارتدوا أيضا ملابس مدنية». وأضاف «فر غالبية زعمائنا. لم أعد جنديا في المحاكم الإسلامية».
فيما أكد الناطق باسم الحكومة الصومالية عبدالرحمن ديناري أن زعماء المحاكم الإسلامية فروا من معاقلهم إلى ميناء كيسمايو الجنوبي.
وقال ديناري ـ في تصريح لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) أمس ـ إن قواتنا تسيطر بالفعل على مقديشو وذلك بعد سيطرتنا على الطرق الرئيسية خارج المدنية، مضيفا أن الحكومة الصومالية المؤقتة تسيطر الآن على 95 في المئة من أراضي الصومال بعد أسبوع من الحرب. وأضاف الناطق باسم الحكومة أن الحكومة ملتزمة بقرار العفو عن كل المقاتلين الإسلاميين الذين يلقون السلاح، مشيرا في الوقت نفسه أن حكومته ستلاحق المتشددين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب الإسلاميين لتقديمهم للعدالة. وناشد ديناري دول الجوار كافة تقديم المساعدات للقوات الحكومية من أجل القبض على الزعماء الإسلاميون.
ومن جانبه أعلن وزير الشئون الخارجية الصومالي إسماعيل محمود هورة أن الحكومة الانتقالية تخطط الآن بأن تمر المرحلة الراهنة في البلاد بطريقة سلمية وبناء الإدارات المدنية المطلوبة في المدن الصومالية التي تم السيطرة عليها.
ونفى هورة قدرة المحاكم الإسلامية على المواجهة أو الصمود في هذه الحرب، مشيرا إلى أن وصولها إلى مقربه من مدينة بيداوا مقر الحكومة الانتقالية نتيجة لعدم وجود تصدي لها إذ كنا نرغب في الحوار معها. وأضاف أن الحكومة الانتقالية رأت أن المحاكم لا ترغب في إجراء المفاوضات وأنها لا تعرف إلا لغة السلاح، مؤكدا أن المحاكم الإسلامية لا تمتلك القوة العسكرية ولا الشعبية للتمكن من السيطرة وثبوت نفسها.
من جهة أخرى، كشف رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي عن أن قواته كبدت المحاكم الإسلامية خسائر بشرية باهظة قدرها ما بين 2 إلى 3 آلاف قتيل و 4 إلى 5 آلاف جريح وأنها قضت تماما عليها بعد انسحاب مقاتليها عائدين إلى قبائلهم وفرار ما تبقى من كبار قادتها ومعاونيهم من الإرهابيين والجهاديين الدوليين وفلول القوات الإريترية على حد قوله.
وقال زيناوي في مؤتمر صحافي عقده أمس للصحافيين الأجانب إنه لم يعد هناك وجود لما يسمى باتحاد المحاكم الإسلامية ولم يتبق منه إلا فلول نقوم بتعقبها إلى أن تغادر الأراضي الصومالية، وعلينا إلى جانب ذلك مساعدة الحكومة المؤقتة على استتباب الأمن في مقديشو».
وجدد رئيس الوزراء الإثيوبي تأكيده على أن العملية العسكرية التي نفذتها قواته أخيرا في الصومال محدودة للغاية، وأنها ستنسحب فور إنجازها بالكامل ربما في خلال أسابيع قليلة إن لم يكن خلال أيام، وذلك بما يتماشى مع دعوة الاتحاد الإفريقي في اجتماعه التشاوري أمس الأول لإثيوبيا بسحب قواتها من هناك . وردا على سؤال عن حجم الخسائر البشرية بين القوات الإثيوبية، قال زيناوي إنها ليست كبيرة ربما تكون بضع مئات، لكنه لم يكشف عن عددها بالضبط?
العدد 1575 - الخميس 28 ديسمبر 2006م الموافق 07 ذي الحجة 1427هـ