اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الإثنين (24 يونيو/ حزيران 2013) أن شرطة بلاده التي تتعرض لانتقادات واسعة حول العالم بسبب عنف تدخلها لمواجهة المتظاهرين المناهضة للحكومة مؤخراً نفذت «ملحمة بطولية».
وصرح أردوغان في حفل لتوزيع الشهادات في مدرسة الشرطة في أنقرة أن «الشرطة التركية كتبت ملحمة بطولية (...) قوات شرطتنا اجتازت بنجاح امتحان ديموقراطية».
في أثناء كلمته انتقد رئيس الوزراء مجدداً عدداً من دول الاتحاد الأوروبي التي نددت بقمع الشرطة في تركيا ولا سيما ألمانيا.
وقال «إن شرطتنا ضحية لإطلاق النار وترد بالغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء. إذا راجعوا تشريعات الاتحاد الاوروبي فسيجدون أنه من أكثر الحقوق الطبيعية الممنوحة للشرطة (...) التي تحركت بأكبر قدر من ضبط النفس والهدوء».
وأدت حركة الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام منذ 2002 والتي انطلقت في 31 مارس إلى مقتل أربعة هم ثلاثة متظاهرين وشرطي وإصابة نحو 8000 شخص من بينهم 60 إصاباتهم خطرة.
وأشار تقرير للشرطة نقلته صحيفة «ملييت» الليبرالية الأحد أن 2,5 ملايين شخص شاركوا في التظاهرات في جميع أنحاء تركيا منذ مايو. وتم توقيف نحو 5000 منهم بحسب التقرير.
من جهته حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أندرس فوغ راسموسن، تركيا - أحد أعضاء الحلف - على احترام القيم الديمقراطية.
جاء ذلك لدى وصول راسموسن إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
وقال راسموسن «نعتبره أمراً مسلماً به أن ترتقي جميع الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى المبادئ الديمقراطية الأساسية وتسمح بالمظاهرات السلمية وحق التعبير بحرية عن وجهات النظر السياسية «.
من جانب آخر، يعتزم رؤساء الكتل الكبرى في البرلمان الأوروبي (الثلثاء) إقرار إجراء مفاوضات جديدة مع حكومات الاتحاد الأوروبي بشأن الخطة المالية للتكتل في الفترة بين 2014 حتى 2020. جاء ذلك وفقاً لمعلومات وردت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم الاثنين في بروكسل. وقال الوزير التركي للشئون الأوروبية، إيجمين باجيس، في تصريحات لصحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية: «تركيا لديها أيضاً خيارات أخرى»، موضحاً أن هناك احتياج متبادل بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. وأضاف باجيس: «ليس من العدل عرقلة فتح فصل مفاوضات جديد، وهو فصل فني، بسبب معوقات سياسية». يذكر أن تصريحات باجيس التي أدلى بها الخميس الماضي أدت إلى استياء في ألمانيا، استدعي على إثرها السفير التركي في برلين.
من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت في برلين: «هناك علاقة وثيقة جداً وودية بين ألمانيا وتركيا»، مؤكداً على دور ملايين من المواطنين المنحدرين من تركيا في ألمانيا كجسر بين البلدين.
يذكر أن مصادر في الحكومة الألمانية شككت في إمكانية فتح فصل جديد من المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب التصدي العنيف للشرطة التركية ضد المتظاهرين في تركيا.
واعترف زايبرت بأن «هناك وضعاً صعباً في تركيا حالياً»، إلا أنه أكد أن هذا لن يغير شيئاً من العلاقات الثنائية الإيجابية.
العدد 3944 - الإثنين 24 يونيو 2013م الموافق 15 شعبان 1434هـ
يا منتقم
اي ملحمة بطولية الا قمع بطولي