طالبت حملة «تمرد» التي أطلقت الدعوة إلى سحب الثقة من الرئيس الإسلامي محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، ملايين المصريين بالتظاهر والاعتصام والعصيان المدني اعتباراً من الأحد (30 يونيو/ حزسران 2013) فيما أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن القلق إزاء الأوضاع في مصر داعياً مرسي إلى حوار «بناء أكثر» مع المعارضة.
وأعلنت حملة «تمرد» أنها جمعت أكثر من 22 مليون توقيع على استمارتها المطالبة بسحب الثقة من الرئيس الإسلامي محمد مرسي.
وقال المتحدث باسم الحملة، محمود بدر في مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافيين المصرية إن الحملة «جمعت 22 مليوناً و134 ألفاً و465 توقيعاً على مطلب سحب الثقة من الرئيس» محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأضاف أن هذة التوقيعات لن يكون لها قيمة كبيرة «بدون تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني يحميها».
وبحسب هذه الأرقام فإن «تمرد» جمعت توقيعات من نحو نصف عدد الناخبين المصريين البالغ نحو 51 مليون ناخب.
وأكد بدر أنه يدعو «الـ 22 مليون مصري الموقعين» على الاستمارة إلى التظاهر السلمي اليوم (الأحد) كما هو مقرر منذ أسابيع عدة في الذكرى الأولى لتولي الرئيس مرسي السلطة في 30 يونيو إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية بعد إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحته ثورة 25 يناير/ كانون الثاني2011. وكان مرسي حصل في هذه الانتخابات على أكثر من 13 مليون صوت.
وفي بريتوريا، عبر الرئيس الأميركي باراك أوباما السبت عن قلقه إزاء الاضطرابات في مصر ودعا مرسي إلى التصرف بشكل «بناء» أكثر. وقال أوباما في مؤتمر صحافي في بريتوريا «نحن نتابع الوضع بقلق» موضحاً أن الحكومة الأميركية اتخذت إجراءات لضمان أمن سفارتها وقنصلياتها وموظفيها الدبلوماسيين في مصر.
وما زال متظاهرون منتشرين منذ صباح السبت في القاهرة في المواقع التي تجمع فيها آلاف الأشخاص الجمعة، أي ميدان التحرير للمعارضين لمرسي ومحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر لمؤيديه.
ونصبت عشرات الخيم في ميدان التحرير حيث يدعو المعارضون إلى «ثورة ثانية». كما أمضى ناشطون إسلاميون الليل أمام جامع رابعة العدوية بعدما توجهوا إليه بالآلاف الجمعة للمرة الثانية خلال أسبوع.
واستقال ثمانية على الأقل من أعضاء الأحزاب غير الإسلامية في مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان التي تتولى سلطة التشريع حالياً في غياب مجلس النواب) من المجلس رسمياً دعماً للتظاهرات المعارضة للرئيس مرسي. وأكد إيهاب الخراط رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى أن «22 عضواً على الأقل قدموا استقالاتهم». وقال الخراط لـ «فرانس برس»: «استقلنا تضامناً مع 22 مليون مصري قرروا سحب الثقة من الرئيس مرسي».
وقتل مجهولون بعد ظهر أمس (السبت) في مدينة العريش بشمال سيناء ضابط شرطة كبيراً يعمل مفتشاً للداخلية في شمال سيناء، بحسب ما أفاد مصدر أمني.
وارتفعت حصيلة الاشتباكات التي وقعت خلال الأيام الثلاثة الاخيرة بين أنصار الرئيس المصري ومعارضيه في أكثر من محافظة إلى ثمانية قتلى، بحسب مصادر طبية إثر وفاة شخص السبت متأثراً بجروح أصيب بها خلال صدامات عنيفة شهدتها الجمعة مدينة الإسكندرية (شمال). وعكست الصحف الانقسام في البلاد التي يسودها جو سياسي متوتر تزيد الأزمة الاقتصادية من حدته.
وعنونت صحيفة «المصري اليوم» المستقلة «جو الثورة يعود إلى ميدان التحرير» الذي شهد التجمعات التي أفضت إلى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك مطلع 2011. وخوفاً من أعمال عنف خلال تظاهرات اليوم (الأحد) انتشر الجيش في المدن الرئيسية لحماية مؤسسات الدولة ومنشآتها الحيوية.
واتهم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي في كلمة أمام المتظاهرين مساء الجمعة جبهة الإنقاذ بالتدبير لانقلاب على الشرعية. وأضاف «هذا اسمه انقلاب ولن نسمح به ولو على رقابنا».
العدد 3949 - السبت 29 يونيو 2013م الموافق 20 شعبان 1434هـ