يعبر العديد من السوريين عن ارتياحهم لتراجع شبح الضربة العسكرية، ولو موقتا، نتيجة الاقتراح الروسي حول الاسلحة الكيميائية السورية، وبعضهم، "قفز من الفرح"، بحسب ما يروي محام في دمشق.

وقال نبيل، احد تجار دمشق، وهو يتنهد بارتياح ظاهر "لقد نجونا"، في اشارة الى ارجاء ولو موقت للضربة الاميركية بعد اعلان دمشق تاييدها للمبادرة الروسية.

واحدثت موسكو مفاجأة الاثنين لدى تقدمها باقتراح يقضي بوضح الاسلحة الكيميائية السورية تحت اشراف دولي، ثم التخلص منها.

وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اشار الى ان من شان تسليم الاسلحة الكيميائية السورية تجنيب نظام الرئيس بشار الاسد الضربة العسكرية.

وقال المحامي الذي رفض الكشف عن اسمه لفرانس برس "عندما شاهدت زوجتي الخبر حول العرض الروسي (على التلفزيون)، قفزت فرحا، وكذلك فعل الاولاد".
واضاف "اليوم، ذهبت الى قصر العدل... كان الجو احتفاليا. الموظفون كانوا يتبادلون التهاني، وقال لي احدهم +هذه نهاية الحرب+. الروس والاميركيون اتفقوا على الاسلحة الكيميائية وقريبا سيتفقون على وضع حد للحرب".

وسواء كانوا من المعارضين او الموالين للنظام، عبر كل الاشخاص الذين التقتهم وكالة فرانس برس عن تنفسهم الصعداء.

وقال الخياط ابو حسين "الضربة تأجلت. كان يمكن ان تحدث دمارا هائلا"، مضيفا "كل صاروخ كان يمكن ان يسقط على مركز عسكري يكلف مليون دولار".
واضاف "من شان هذه الصواريخ ان تزلزل الارض في دمشق".

الا ان احد باعة الفاكهة والخضار في حي شعلان الدمشقي يبدي شكوكا "شكرا لله، لن تكون هناك ضربات. لكننا خائفون. في هذا البلد، لا نعرف متى يضرب الموت".

وقال تاجر آخر في حي السبع بحرات في وسط دمشق بصوت خافت "لا حرب. نحن سالمون. رئيسنا (بشار الاسد) تصرف بحكمة. والا لكانت التداعيات الاقتصادية اكثر خطورة".
الا انه راى ان الغرب لن يترك سوريا ترتاح. "سيجدون ذرائع جديدة ليضربوا".

وقال نبيل في شارع الصالحية في موقف واضح معاد للنظام "لقد اثبت النظام انه يمتلك اسلحة كيميائية وانه سيتخلى عنها"، قبل ان يستدرك "غير ان تدخلا عسكريا سيتسبب بمزيد من القتلى والدمار".

وتابع "يمكن للوضع ان يتفلت من اي ضوابط في بلد يعيش حربا" منذ سنتين ونصف السنة، معتبرا ان تسليم الاسلحة الكيميائية مقابل وقف الضربات "فكرة جيدة".

وقتل اكثر من 110 الاف شخص في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار/مارس 2011، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واتهمت المعارضة السورية والغرب النظام بتنفيذ هجوم كيميائي في ريف دمشق في 21 آب/اغسطس تسبب بمقتل المئات. وبدات الولايات المتحدة على الاثر تهدد بتنفيذ ضربة عسكرية للنظام ردا على تجاوزه "الخط الاحمر" باستخدام الكيميائي ضد شعبه.

في حي باب توما، قالت نبيلة الظواهري، مدرسة لغة انكليزية، خلال مشاركتها في ماتم لخمسة اشخاص من بلدة معلولا المسيحية قتلوا في اشتباكات شهدتها البلدة الاسبوع الماضي، "بالطبع انا سعيدة، كل ما يمكن ان يوقف الحرب يفرحني".

واضافت الظواهري وقد بدت عيناها متورمتين من البكاء "نحن بشر. على الناس ان يتواصلوا بالكلام لا بالقتال. عندما سمعت انه لن تكون هناك ضربات، قلت لنفسي: على الاقل لن يكون هناك مزيد من الضحايا".

وفيما كان عناصر من اللجان الشعبية الموالية للنظام يطلقون النار في الهواء تحية للقتلى، صرخت "ما نفع ذلك؟ اطلاق النار يرعب الناس. قولوا للعالم اجمع اننا نريد السلام".