شهد العراق أمس السبت (21 سبتمبر/ أيلول 2013) يوماً دامياً جديداً يضاف إلى سلسلة أعمال القتل العشوائي التي تطال كل أوجه الحياة في هذا البلد الذي تمزقه الحروب منذ عقود، حيث قتل 69 شخصاً في هجمات متفرقة بينهم 57 في بغداد.
وفي تفاصيل هذه الهجمات، قالت مصادر أمنية وطبية مسئولة لوكالة «فرانس برس» إن تفجيراً متزامناً لسيارتين مفخختين وقع عند نحو الساعة 17,30 بالتوقيت المحلي (14,30 تغ) مستهدفاً معزين في اليوم الثالث من مجلس عزاء في مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية في شرق بغداد.
وأكد ضابط برتبة عقيد في الشرطة ومصدر طبي رسمي مقتل 57 شخصاً على الأقل وإصابة 128 بجروح في هذا الهجوم الذي جاء بعد يوم من مقتل 18 شخصاً في تفجير مزدوج استهدف مصلين داخل مسجد سني قرب مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد).
وفي وقت سابق أمس، قتل تسعة عناصر أمن بينهم أربعة قضوا في هجوم نفذه خمسة انتحاريين ضد مقر أمني في محافظة صلاح الدين، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية ورسمية «فرانس برس».
وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن «أربعة من قوات سوات (قوات التدخل السريع) قتلوا وأصيب خامس بجروح في هجوم نفذه خمسة انتحاريين ضد مقر لقوات سوات في منطقة تبعد 20 كلم شمال بيجي» (شمال بغداد).
وأضاف المصدر أن المهاجمين الذين قتل أحدهم برصاص الأمن كانوا يرتدون زي قوات التدخل السريع، وأن معظم أفراد هذه القوة الذين عادة ما يتواجدون داخل المقر كانوا في مهمة خارجه حين وقع الهجوم صباح أمس.
وفي الموصل (شمال بغداد)، قتل مسلحون مجهولون حارسي سجن وشرطي، فيما قتل جنديان في انفجار عبوة ناسفة، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.
كما عثرت الشرطة العراقية على جثة مسئول محلي في كركوك (شمال بغداد) بعد ساعات على اختطافه صباح أمس، بينما قتل حارس لمحافظ نينوى أثيل النجيفي في هجوم في الموصل.
وجاءت هذه الهجمات بعد توقيع قادة البلاد الخميس على وثيقة شرف لمنع الاقتتال، في مؤتمر حضره كبار المسئولين من الشيعة والسنة والأكراد.
وقال رئيس البرلمان أسامة النجيفي في بيان تعليقاً على هجوم مدينة الصدر إن «مدبري هذه الجريمة النكراء يسعون إلى إثارة الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار، وللأسف توغلت الجماعات الإرهابية في المحافظات العراقية كافة ولم تستثن أي منطقة أو مكون وهذا دليل واضح أن المؤامرة على العراق كبيرة وخطيرة».
وحذر من جهته الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من أن «استهداف السنة أو العكس قد يؤدي بالعراق إلى هاوية سحيقة لا يمكنه الخروج منها، وهي خيانة للأمانة التي في أعناقنا وهي الحفاظ على العراق والعراقيين».
وتابع «أهيب بالعراقيين أجمع ممن نتوخى منهم الحس الديني والوطني والإنساني أن يكونوا على قدر المسئولية وأن يحموا الدم العراقي مهما كان دينه أو طائفته، وأن يحكموا العقل والمنطق على المصالح».
كما دعا «منظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد جلسة طارئة من أجل وضع حلول ناجعة وفورية وإلا سنصل إلى ما لا يحمد عقباه».
العدد 4033 - السبت 21 سبتمبر 2013م الموافق 16 ذي القعدة 1434هـ