أفاد المدير العام في هيئة تنظيم الاتصالات (الهيئة) في البحرين، محمد بوبشيت، أن الهيئة بدأت مراجعة أسعار الخدمات «بالجملة» التي تقدّمها الشركات الرئيسية الثلاث العاملة في المملكة على شبكاتها.

كما بيّن بوبشيت أن أسعار الإنترنت استمرت في النزول التدريجي خلال الخمس سنوات الماضية؛ إذ بلغت نسبة الانخفاض في الأسعار بين 12 و15 في المئة، في وقت أظهرت فيه دراسة أن أسعار الإنترنت البحرين هي الأقل بالمقارنة مع الدول الأوروبية.

وكان بوبشيت يتحدث إلى الصحافيين بفندق الموفنبك؛ إذ تُعقد ورشة عمل عن النموذج الاقتصادي على حساب كلفة الخدمات التي تقدّمها شركات مصنّفه لديها قوّة تحكّم في السوق (Significant market power) «وبالتالي فإن الهيئة تحدّد الأسواق النسبية مثل سوق البرودباند وسوق الهاتف النقال».

وأوضح أن «الهيئة» تحدّد من هي الشركات التي لديها قوة التحكّم في السوق «وأي شركة يتم تحديدها بأنها قوية يطلب منها تقديم عرض مرجعي (Reference Offer) للأسعار بالجملة؛ إذ يطلب من الشركة إعداد الأسعار بناء على نموذج حساب الكلفة، وأن أحد النماذج المستخدمة في تشريع الاتصالات هو لاريك (LRIC)».

وأضاف أن الهيئة تقوم بمراجعة الأسعار المقدّمة من قبل الشركات، وحساب كلفة الشركة بناء على هذا النموذج، ومن خلالها يتم الاتفاق مع الشركة التي تم تحديدها بأنها قوية لتقديم هذه الأسعار.

وشرح بوبشيت أنه «عندما نتحدث عن الهاتف النقال، فإن لدينا 3 شركات تعتبر لديها قوة تحكّم في السوق على شبكاتها بحيث يتم تحديد الأسعار على شبكتها، وعند طلب الخدمات بالجملة من الشركة فإنها ملزمة بالأسعار المحدّدة لها من قبل الهيئة».

وبيّن أنه تم تصنيف 3 شركات بأنها محتكرة على شبكاتها وهي: زين البحرين، وشركة البحرين للاتصالات (بتلكو) وشركة فيفا السعودية «وبالتالي يطلب منها بأن تقدّم العروض المرجعية. (بتلكو) قدّمت العروض من اليوم الأول، وكذلك زين البحرين، والعمل جارٍ على إنهاء العروض المرجعية لشركة فيفا، وتتم الآن المراحل النهائية للمراجعة».

وتطرّق بوبشيت إلى خدمات الإنترنت الثابت فذكر أن «بتلكو» هي الشركة الوحيدة التي لديها قوة التحكّم في السوق.

وأضاف «لا بد من القيام بمراجعة دورية للأسواق وبالتالي يتم الآن دراسة وضع سوق البرودباند في البحرين بحيث يكون هناك احتمال كبير بألاَّ يتم تصنيف بتلكو بأن لديها قوّة تحكّم في السوق لوجود منافسة فعّالة بين المزوّدين للبرودباند في البحرين. نحن نحدّد أسعار البيع بالجملة وليس أسعار التجزئة المقدّمة للزبائن».

من ناحية أخرى أفاد بوبشيت أنه على مدى الخمس سنوات الماضية فإن أسعار الانترنت في نزول تدريجي؛ إذ بلغ بين 12 و15 في المئة «ولابد أن ينزل أكثر لأن كلفة التكنولوجيا المستخدمة تهبط، والطاقة الاستيعابية للأجهزة تكبر، وبالتالي فإن كلفة تحديث الشبكة أصبحت أقل من السابق».

كما قال، إنه في آخر دراسة قامت بها «الهيئة» على مستوى العالم العربي (Price Benchmarking report) «رأينا أن البحرين في المركز الأول في أسعار الإنترنت، وأسعار الصوت، وأسعار خدمات الهاتف النقال بالمقارنة مع الدول الأوروبية».

وأوضح بوبشيت أن المنافسة في البحرين «جِدُّ قوية وفعّالة بمعنى الكلمة؛ إذ إن هناك منافسة على تقديم أقل الأسعار وأفضل الخدمات وهذه معادلة صعبة»، بعد أن تم فتح السوق في العام 2003 للمنافسة من قبل مختلف الشركات.

وذكر أن البحرين قطعت شوطاً في مجال إيجاد المنافسة وتطويرها الدائم، «وبالتالي يتم حالياً إعادة دراسة الأسواق من جديد. بعض الأسواق كانت محتكرة لبتلكو ولكن بدأ هذا الاحتكار يتلاشى يوماً بعد يوم. قريباً بعض الأسواق ستحرّر تماماً، وهو ما يسمى باللغة الانجليزية من regulation إلى deregulation».

وأضاف أن الهيئة، التي تشرف على قطاع الاتصالات في البحرين، ستقوم خلال هذا الأسبوع بنشر تقرير مفصّل عن «وضع السوق وإحصاءات عن السوق».

كما أفاد بأن الهيئة مازالت تناقش المرحلة الثانية من نقل الأرقام بين المشغّلين بحيث يتم اختصار وقت التحويل إلى يوم واحد بدلاً من 3 أيام.