قتل ثلاثة جنود من القوات الدولية أمس الأول الخميس (19 ديسمبر/ كانون الأول 2013) في هجوم على قاعدة للأمم المتحدة في جنوب السودان في وقت نشر الرئيس الأميركي باراك أوباما في هذا البلد 45 عسكرياً محذراً من أنه وصل «إلى شفير هاوية» الحرب الأهلية.

من جانبه دعا النائب السابق لرئيس جنوب السودان رياك مشار المتهم بالوقوف خلف المعارك الجارية منذ يوم الأحد الماضي بين فصائل متناحرة من الجيش، إلى الإطاحة بالرئيس سلفاكير ميارديت، مؤكداً أنه لن يقبل بالدخول في مفاوضات إلا إذا كانت تتناول شروط رحيله.

وقتل ثلاثة عناصر هنود من القوة الدولية أمس الأول في الهجوم على قاعدة للأمم المتحدة في أكوبو بولاية جونقلي (شرق البلاد)، على ما أعلن السفير الهندي لدى الأمم المتحدة أسوكي موكيرجي من نيويورك، فيما أفادت الأمم المتحدة إنها فقدت الاتصال مع قاعدتها.

وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أيد قيام هذه الدولة التي انشقت عن السودان في يوليو/ تموز 2011، مساء الخميس إن البلاد وصلت «إلى شفير هاوية» الحرب الأهلية. وأعلن في رسالة إلى الكونغرس نشرت مساء أمس الأول إنه تم نشر 45 جندياً أميركياً الأربعاء الماضي في جنوب السودان لضمان أمن الرعايا الأميركيين. وأشار إلى أنهم سيبقون في هذا البلد طالما أن ذلك ضروري.

وحذر في بيان منفصل بأن «المعارك الأخيرة تهدد بإغراق جنوب السودان مجدداً في الأيام الحالكة التي عاشها في الماضي» داعياً إلى الوقف الفوري «للمعارك الهادفة إلى تسوية حسابات سياسية وزعزعة استقرار الحكومة».

وأعلنت وزارة الخارجية أن واشنطن علقت نشاطات سفارتها وأجلت الخميس 130 شخصاً بعدما كانت أجلت في اليوم السابق 150 شخصاً. وأوفد الاتحاد الإفريقي في الوقت نفسه بعثة مؤلفة من عدة وزراء من دول شرق إفريقيا إلى جنوب السودان.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإثيوبي تيدروس أدهانوم إن محادثات أجريت بين سلفاكير والوسطاء الأفارقة تتطور بشكل جيد. وأبلغ أدهانوم الذي يرأس كذلك هيئة التنمية الحكومة (إيجاد) للصحافيين في جوبا أمس «عقدنا اجتماعاً مثمراً للغاية مع الرئيس سلفاكير وسنواصل المشاورات».

من جانبها قالت حكومة جنوب السودان أمس إنها مستعدة للحوار مع خصومها للحيلولة دون عودة الحرب. وقال وزير الخارجية بارنابا ماريال بنجامين لوكالة «رويترز»: «الرئيس سلفاكير كان يقول دوماً إنه لا يريد لشعبه أن يعود للحرب مرة أخرى... لهذا السبب تتفاوض الحكومة مع كثير من جماعات الميليشيات».