العدد 4152 - السبت 18 يناير 2014م الموافق 17 ربيع الاول 1435هـ

ارتفاع حصيلة تفجير كابول إلى 21 قتيلاً بينهم موظفون في الأمم المتحدة

«طالبان» تعلن مسئوليتها عن الهجوم... والمجتمع الدولي يدين بشدة

بعض آثار الدمار الذي خلفه التفجير - REUTERS
بعض آثار الدمار الذي خلفه التفجير - REUTERS

شنت مجموعة من «طالبان» مساء أمس الأول (الجمعة) هجوماً دامياً وصفه المجتمع الدولي بالعنف «المريع وغير المبرر» على مطعم لبناني يقصده دبلوماسيون وعاملون أجانب في المجال الإنساني عموماً في كابول وقتلت 21 شخصاً على الأقل كما أعلنت الشرطة صباح أمس السبت (18 يناير/ كانون الثاني 2014).

وقال قائد شرطة كابول محمد ظاهر لوكالة فرانس برس «إن الحصيلة الأخيرة تشير إلى أن 21 شخصاً قتلوا، هم 13 أجنبياً وثمانية أفغان»، موضحاً أن الهجوم أسفر أيضاً عن سقوط خمسة جرحى.

وفي عداد الضحايا أميركيان وبريطانيان وكنديان ولبنانيان: ممثل لصندوق النقد الدولي وصاحب المطعم الذي قتله المهاجمون فيما كان يحاول الدفاع عن نفسه.

كما قتل عضو دنماركي في قوة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي (يوبول) ومسئول روسي من الأمم المتحدة.

وفي الإجمال خسرت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان اربعة موظفين.

وقد استهدف الهجوم «مطعم لبنان» الواقع في وسط كابول والذي يقصده الدبلوماسيون والمستشارون والعاملون في المنظمات الإنسانية وأجانب آخرون يقيمون في العاصمة الأفغانية.

فبعيد الساعة 19:00 من مساء الجمعة بالتوقيت المحلي (14,30 ت غ)، قام انتحاري بتفجير نفسه امام الابواب المصفحة للمطعم.

ثم تمكن مهاجمان آخران وسط حالة الارتباك التي أثارها التفجير القوي الذي سمع صداه في كل وسط مدينة كابول، من الدخول إلى المطعم وفتحا النار عشوائياً على الزبائن قبل أن يقتلا بدورهما بيد القوات الخاصة الأفغانية.

ونجح عتيق الله، أحد مسئولي المطعم من الهرب من الباب الخلفي وروى لـ «فرانس برس»: «الساعة الواحدة فجرا اعادتنا الشرطة الى المطعم للتعرف على المقربين منا».

وقال «كانت الدماء في كل مكان، على الطاولات والكراسي. يبدو أن المهاجمين أطلقوا النار عن قرب».

وصباح السبت كان حضور الشرطة كثيفاً حول المطعم الذي تحطم مدخله كلياً بفعل الانفجار، على ما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس».

كما غطى الحطام والزجاج المتناثر الشارع الهادئ المحاذي للمطعم الذي يضم على جانبيه فيلات فخمة، ولحقت أضرار بسيارات عدة متوقفة في المنطقة.

ويشن متمردو «طالبان» بانتظام هجمات في كابول تستهدف بشكل خاص رموز السلطة، لكن من النادر جدا أن يستهدفوا أماكن عامة يرتادها مدنيون غربيون.

وأكد المتحدث باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد أن هدف الهجوم على «مطعم لبنان» هو «الانتقام» لمقتل مدنيين أفغان أثناء مواجهات وقعت الأربعاء في ولاية بروان شمال كابول بين «طالبان» والقوات الأفغانية وحلف شمال الأطلسي.

واتهمت الرئاسة الأفغانية القوات الأميركية بأنها قتلت ثمانية مدنيين بينهم سبعة أطفال في تلك المواجهات.

وقد دان المجتمع الدولي هجوم الجمعة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه أن «هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين غير مقبولة على الإطلاق وهي انتهاك فاضح للقانون الإنساني الدولي».

واكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون «أدين بشدة هذا العنف المريع وغير المبرر».

وفي موسكو شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية إلكسندر لوكاشيفيتش على أن الاعتداء «يؤكد تنامي قوة الخطر الإرهابي في أفغانستان» ودعا المجتمع الدولي إلى تشكيل جبهة واحدة «ضد قوى الشر في أفغانستان وكذلك في كل مكان في العالم».

واعتبر قائد القوة الدولية التابعة لحلف شمال «الأطلسي» في أفغانستان (إيساف) الجنرال الأميركي جوزف دنفورد أن هذا الهجوم «يدل مرة أخرى على ازدراء «طالبان» بالحياة البشرية ويعطي فكرة عن نواياهم بالنسبة لمستقبل أفغانستان».

ويخوض متمردو «طالبان» الذين طردوا من الحكم في كابول في 2001 على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، تمرداً دامياً في أفغانستان، ومحاولات مفاوضات السلام لم تفض حتى الآن إلى أي نتيجة ملموسة.

ويثير استمرار اعمال العنف القلق مع اقتراب موعد انسحاب قوة «ايساف» من أفغانستان بحلول نهاية هذا العام. فضلاً عن ذلك، فإن هذا الانسحاب سيجري في ظرف سياسي حساس فيما من المقرر إجراء انتخابات رئاسية في الخامس من أبريل المقبل.

العدد 4152 - السبت 18 يناير 2014م الموافق 17 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً