قتل تنظيم «الدولة الإسلامية» خلال أسبوعين أكثر من 700 فرد من عشيرة سنية حاولت التمرد ضده شرق سورية، في حين طالبت المعارضة أمس واشنطن بتدخل في سورية ضد التنظيم المتطرف ونظام الرئيس بشار الأسد، على غرار ضرباتها الجوية في العراق.
وتأتي هذه المناشدة بينما يجد مقاتلو المعارضة في حلب (شمال) أنفسهم بين فكي كماشة، مع مواصلة عناصر «الدولة الإسلامية» التقدم على حسابهم قرب الحدود التركية، ومحاولة قوات النظام التقدم نحو مناطق في شمال المدينة، تشرف على أحياء يسيطرون عليها.
وبعد أكثر من أسبوعين على اندلاع معارك بين «الدولة الإسلامية» التي باتت تسيطر بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وعشيرة الشعيطات السنية التي «انتفضت» ضدها، أفاد المرصد السبت عن مقتل أكثر من 700 شخص من العشيرة على يد التنظيم المتطرف، في حين لايزال مصير نحو 1800 آخرين مجهولاً.
وقال المرصد إن غالبية القتلى سقطوا «في بلدات غرانيج وابو حمام والكشكية التي يقطنها مواطنون من أبناء (عشيرة) الشعيطات»، موضحاً أن «نحو مئة من هؤلاء هم من أبناء العشيرة المسلحين، في حين أن الباقين هم من الرجال المدنيين».
وأكد أن المدنيين «أما أعدموا بعد الأسر أو قتلوا فوراً» أثناء هجوم التنظيم على البلدات الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.
وسيطر التنظيم الذي عرف عنه تطبيقه المتشدد للشريعة الإسلامية وتنفيذه إعدامات ميدانية بحق معارضيه، تدريجياً على مجمل دير الزور في النصف الثاني من يونيو/حزيران، بعد انسحاب مقاتلي المعارضة ومبايعة عدد كبير منهم إياه، كان آخرهم عشيرة الشعيطات بموجب اتفاق شرطه عدم التعرض لأبنائها، بحسب المرصد.
إلا أن معارك اندلعت بين الطرفين منذ 31 يوليو/تموز، اثر قيام «الدولة الإسلامية» بخطف ثلاثة من أبناء الشعيطات. وأدت المعارك إلى مقتل العشرات وتهجير أكثر من خمسة آلاف شخص، بحسب المرصد.
وغداة «انتفاضة» العشيرة، انسحب التنظيم من البلدات الثلاث، قبل أن يشن عناصره هجوماً مضاداً ويسيطروا عليها في التاسع من أغسطس/آب والعاشر منه، بحسب المرصد.
وعلاوة على سيطرته شبه التامة على دير الزور والرقة (شمال)، تقدم التنظيم هذا الأسبوع شمال حلب، حيث يخوض مقاتلو المعارضة معركة دفاع عن بلدة مارع، أحد معاقلهم الأساسية قرب الحدود التركية.
وقد تؤدي سيطرة التنظيم على مارع ومدينة اعزاز الحدودية القريبة منها، إلى توجيه ضربة قاصمة للمقاتلين عبر قطع خط إمداد رئيسي لهم.
وأفاد المرصد أمس عن «احتدام المعارك» بين الطرفين في محيط مارع، معقل «الجبهة الإسلامية»، أكبر تشكيلات المعارضة المسلحة التي تخوض معارك ضد النظام، و»الدولة الإسلامية» منذ مطلع يناير/ كانون الثاني.
وفي موازاة تقدم «الدولة الإسلامية»، يواجه مقاتلو المعارضة هجوماً من القوات النظامية على الأطراف الشرقية والشمالية الشرقية لمدينة حلب.
وبحسب المرصد، شنت القوات النظامية مساء الجمعة «هجوماً عنيفاً استمر حتى الفجر، باتجاه مخيم حندرات وتلة الكندي الاستراتيجية»، مشيراً إلى أن هذه التلة تتيح للنظام السيطرة بالنار على الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب، والتي تتعرض يوميا لقصف من الطيران.
وحذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مساء الجمعة من تقدم «الدولة الإسلامية» في ريف حلب، معتبراً في بيان أن «خطر هذا التنظيم في العراق وسورية كل لا يتجزأ».
ودعا الائتلاف السبت عبر رئيسه هادي البحرة الولايات المتحدة، إلى التعامل مع الوضع السوري كما تتعامل مع العراقي، في إشارة غير مباشرة إلى الغارات الجوية التي تنفذها واشنطن في شمال العراق منذ أسبوع.
وقال خلال مؤتمر صحافي في تركيا «إنني وباسم الإنسانية أدعو الأمم المتحدة وجميع الدول المؤمنة بالحرية وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن يتعاملوا مع الوضع في سورية، كما تعاملوا مع الوضع في كردستان العراق، فالمسببات واحدة والعدو واحد ولا يجوز الكيل بمكيالين».
ودعا إلى التدخل «بشكل سريع لوقف المجازر التي ترتكبها عصابات الإرهاب الداعشي (في إشارة إلى «الدولة الإسلامية») والأسدي بحق الشعب السوري المظلوم».
ميدانيا في دمشق، قتل شخص وأصيب 29 آخرون على الأقل بسقوط قذائف هاون مصدرها معاقل المعارضين قرب العاصمة، بحسب المرصد.
العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ
هذا النصر غاتي
تقاسم النصر قبل النصر الله اكبر الله اكبر تكبيرر