العدد 5326 - الخميس 06 أبريل 2017م الموافق 09 رجب 1438هـ

جناحي: مناهج «التربية الإسلامية» تعارض قيم التسامح... ويتوجب تغييرها

عبدالله جناحي
عبدالله جناحي

قال القيادي في جمعية العمل الوطني الديمقراطي «وعد»، عبدالله جناحي: «إن مناهج مادة التربية الاسلامية في المدارس الحكومية تتعارض مع قيم التسامح والتعددية والدولة المدنية»، داعياً إلى «تغيير هذه المناهج بشكل جذري».

وأضاف جناحي «المطلوب إعادة النظر بشكل جذري في مناهج التربية الاسلامية لتتوافق مع فكرة الدولة المدنية الديمقراطية».

جاء ذلك في حلقة حوارية عقدت في مقر جمعية وعد، في ام الحصم، مساء الأربعاء (5 ابريل/ نيسان 2017)، تحت عنوان «التسامح الثقافة الغائبة».

وفي بداية حديثه، ذكر جناحي أن «وزارة التربية بدأت بوضع استراتيجيات جديدة للتعليم الوطني، منها وثيقة تطوير اساسيات التعليم وتتكون من 12 جانبا، ولكن لا يوجد اي محور فيها يتعلق بالتسامح والتعددية».

وأردف «اكثر عنوان بارز لعدم وجود تسامح في القطاع التعليمي هو وجود معهدين سني وجعفري، حيث ظل المعهد السني يعمل لعقود لوحده، الى ان تولى جلالة الملك الحكم، وتم الاعلان من قبل وزير التربية في العام 2001، تهيئة الامور لتدريس المذاهب الخمسة، وتم الترحيب بهذه الخطوة واعتبرت خطوة تؤدي الى التسامح، ولكن بعد 6 اشهر من هذا الاعلان، تراجعت الوزارة عن خطوة تدريس المذاهب الخمسة، وتم الاعلان عن تأسيس المعهد الجعفري مقابل المعهد السني».

واستدرك «رغم وجود مناهج تتحدث عن حقوق الانسان والتسامح، الا اننا وجدنا ان قيم التسامح كلها انهارت بعد العام 2011، وهذا يدلل على هشاشة هذه القيم، وبدا واضحا انه لم تكن هناك قيم قوية تؤكد على التسامح، لذلك اوصت اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق بتوصيتين في هذا الجانب، الاولى تتعلق بإعادة كل الطلاب المفصولين، والثانية، وضع برامج في كافة المراحل التعليمية تعزز قيم التسامح وحقوق الانسان، وهذا يدلل على انه لم تكن هناك قيم قوية تدعمها الوزارة قبل العام 2011».

وذكر «في كتب التربية للمواطنة وجدنا الكثير من قيم التسامح، الا ان بعض كتب التربية الاسلامية فيها تعارض مع هذا التوجه، وهذا يؤدي الى تناقض في التربية التي يفترض ان يكتسبها الطالب في المدارس الوطنية».

وأفاد جناحي «هناك كتاب للتربية الاسلامية يدرس في المرحلة الثانوية اسمه الاسلام والقضايا المعاصرة، يؤكد على عقوبات كقطع اليد للسارق وغيرها من العقوبات الجسدية، ما يتعارض مع قيم حقوق الانسان».

وواصل «تم خلق وعي لدى الطالب لكي لا يحترم القوانين الوضعية وانه يجب الا يتم احترام الا القانون الديني، وبالتالي فإن هذا التوجه يدفع الطالب لعدم احترام القوانين الوضعية المدنية، ويؤدي الى تشويه افكار الطلبة».

وفي ورقته، قال عضو جمعية «وعد»، غسان ضيف: «نيلسون مانديلا يعتبر بطلا عالميا للتسامح، والتسامح كمصطلح يطلق على احترام وجهات النظر، وهو يعبر عن دعم الممارسات التي تعبر عن رفض العنصرية، وهناك تسامح سياسي وديني وعرقي وهناك ايضا تسامح ثقافي».

وأضاف «التسامح يؤكد على التمدن والاحترام، والتجربة الايرلندية نموذج واضح للتسامح، حيث دفعت بها عدة اسباب سياسية ودينية وتاريخية وطبقية، وتحولت الى حرب اهلية شاركت فيها جميع الاطراف، وظلت المشاكل مستمرة من العام 1968 وحتى العام 2007، الى ان اقتنعت كل الاطراف ان العنف لن يصل الى نتيجة تربح اي طرف على حساب آخر، وخاصة ان الخسائر البشرية وصلت الى 3500 ضحية من كل الاطراف».

وأكمل ضيف «وصلت كل الاطراف الى نتيجة ان عليهم جميعا الجلوس والاتفاق، عبر 4 أساسيات هي: الحقيقة والمصارحة والعدالة والسلام المجتمعي، وخلق الثقة والديمقراطية، ولكي يحققوا ذلك كله اتفقوا ان يكون الطريق الوحيد هو الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وعدم التمييز، وهو دفعهم الى تحقيق مصالحة تقوم على المساواة والديمقراطية التشاركية».

وختم «تم دفع تعويضات، واعطاء حق تقرير المصير الى الشعب الايرلندي بطريقة ديمقراطية، والنتيجة التي يمكن اخذها من هذه التجربة ان المصالحة ممكنة في اي خلاف مهما كان كبيرا اذا وصل الجميع الى قناعة بالجلوس مع بعضهم والاستماع للجميع».

العدد 5326 - الخميس 06 أبريل 2017م الموافق 09 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 2:01 ص

      والله البلد مملوء كفاءات لوضع مناهج التربية الاسلامية لكل المراحل الدراسية وحتى للمواد الاخرى الدراسية ولكن دائما المناهج تؤخذ من الاجانب وهذا هو سبب تعثر المناهج الدراسبة في البلد

    • زائر 8 | 4:53 ص

      ههههههه شوف من يتكلم عن الدين، الحمدلله رب العالمين الذي حفظ دينه

    • زائر 5 | 3:39 ص

      كما ونطلب إعادة النظر في القلوب.

    • زائر 4 | 3:34 ص

      و ما هو الحل في رأيك؟ ان يتم إلغاء منهج التربية الاسلامية و ان لا يتم تدريس الأحكام الادينية؟ الجميع يعرف ان السارق يجب ان تقطع يده و هو حكم شرعي و لا اعتقد انه يتعارض مع حقوق الانسان لأنه لو جاء سارق و سرق منزلك و ثرواتك التي تعبت عليها فلن ترضى الا بتقطيعه إربا إربا و ليس فقط يده ... قد اتفق معك في ان مناهجنا تحتاج لتعديل في عدة جوانب و لكن ليس لدرجة التنصل من أحكامنا الشرعية

    • زائر 7 زائر 4 | 4:03 ص

      هذه الاحكام الشرعية فيها خلاف في الشروط والتطبيق

    • زائر 11 زائر 7 | 6:53 ص

      الاختلاف في الشروط و الأحكام لا يعني ان نلغيها او ندعي تعارضها مع حقوق الانسان ... الله لم يشرع قانونا يتعارض مع الانسانية

اقرأ ايضاً