العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ

الثراء المفاجئ سبب للهلاك

يتمنى أكثر الناس «الغنى» لما يرون من احترام الناس لأهل الثراء ولما يسهله المال الوفير من صعوبات الحياة وهم محقون في ذلك فإن المال «زينة الحياة الدنيا» وبسبب المال صار التباغض والتنافس بين البشر بل إن أكثر الحروب انما نشبت بسبب الصراع على الثروات وقد جرت السنّة الإلهية في عباده ان المال لا يأتي لكل من يطلبه وإذا جاء فإنه يأتي رويداً وعلى مهل ويتراكم ويزداد مع مرور الوقت. قال تعالى: «وما ننزله الا بقدر معلوم» (الحجر: ) ويبدو أن الحكمة الربانية في ذلك هي كون الإنسان لا يتحمل الثراء المفاجئ وكم سمعنا عن أناس أصابهم داء الكبر وداخلتهم العنجهية بسبب مفاجأة الثراء لهم حتى صاروا مثلاً لإساءة التصرف لكونهم محدثي نعمة هذا ما كنت أعرفه عن ضرر الثراء المفاجئ حتى اطلعت على نص نفسي أورده العلامة ابن قيم الجوزيه، تقول القصة ان السلطان أحمد بن طولون سلطان مصر والشام أواخر القرن الثالث الهجري كان يسير في طريق من الطرق في أحد الأيام الباردة فمر بصياد معه ولد فرق لهما وامر غلامه فدفع إليه ما معه من الذهب فصبه في حجره ومضى. أما الصياد فقد اشتد فرحه بالمال فلم يتحمل قلبه الفرح الشديد فمات مكانه. ثم عاد السلطان ابن طولون يتفقد حال الصياد فوجد الصياد ميتاً والصبي يبكي عند رأسه، فقال من قتله؟ فقال الصبي مر بنا رجل «لا جزاه الله خيراً» فصب في حجر أبي شيئاً فقتله، ولو أعطيناه ذلك بالتدريج لما قتله. فحرض الصبي على ان يأخذ الذهب فأبى، وقال: والله لا آخذ شيئاً قتل أبي.

وللعلم فإن أحمد بن طولون كان من خيار الملوك.

جمعة جعفر محمد

العدد 1162 - الخميس 10 نوفمبر 2005م الموافق 08 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً