العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ

مشرف محاصر بين أصدقاء الماضي

هنادي منصور comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

فارق زمني بسيط يفصل بين القمة التي جمعت الرئيس الأفغاني حامد قرضاي والرئيس الباكستاني برويز مشرف في اسلام آباد منتصف الشهر الماصي وبين الاتهامات المتبادلة بين البلدين بشان سبل مكافحة الأرهاب والقضاء على تسلل فلول انصار «القاعدة» و«طالبان»، و جاءت تلك المناوشات اللفظية ايضا في زمن قياسي لايتعدي ليالي مع اختتام الرئيس الأميركي جورج بوش جولته في باكستان والتي واجهت احتجاجات حاشدة من انصار المعارضة واشهر ت السواد في يوم زيارته.

قرضاي سلم مشرف قائمة لمجموعة من المطلوبين من «القاعدة» و«طالبان» الموجودين في باكستان، بوش من جهته شدد خلال لقائه مشرف على ضرورة محاربة المسلحين. وقال له إن هنالك «عملا كثيرا قبل هزيمة القاعدة ويجب أن نحدد مواقعهم وأن نكون مستعدين لإحالتهم إلى القضاء». واعتبر أن أفضل استراتيجية لهزيمتهم هي تبادل المعلومات الاستخبارية بين البلدين ومطاردة قادتها وتقديمهم للعدالة».

توقيت زيارة بوش تزامن مع قصف شنته القوات الباكسنانية في منطقة وزيرستان القبائلية التي تقع عند الحدود الافغانية واوقعت مئات القتلى تقول انهم من المسلحين المتشددين المختبئين في تلك المنطقة الجبلية النائية وتلك الرواية تخالف ما افصح عنه السكان الذين ذاقوا مرها وتكبدوا خسائر كلفتهم سكنهم وحياة غالبية المدنيين العزل الابرياء الذين سقطوا في تلك الغارات التي وجتها القوات في المنطقة.

رغم الجهود الا انها لم تلق صدى ورضا لدى الدولة المجاورة افغانستان التي اتهمت باكستان بالتغافل والتساهل في جهود حرب الارهاب والسماح لتسلل اولئك المتشددين اليها للقيام بتفجيرات انتحارية تستهدف قوات التحالف الاميركية المرابطة هناك. الا ان مشرف سارع على الفور بالهجوم على قرضاي معتبرا أنه «فاقد الذاكرة تماما حيال ما يحصل في بلاده». قبل يومين يظهر لنا شريط جديد منسوب للزعيم الثاني بالقاعدة ايمن الظواهري مسجل فيه انتقاده على وقائح حديثة مرت على الامة العربية كفوز حماس مثالا وهذا يشكل لنا شاهداً حياً ودليلا على بقاء الظواهري وامثاله احياء يرزقون فيما تبقى باكستان محاصرة بين الضغوط التي تطالبها بتعزيز جهودها لمحاربة انصاره، اذا يبقى السؤال اذا استطاعت اميركا فرض نظام تصنت على مكالماتها الهاتفية بغرض محاربة الارهاب لم لاتورد ذلك النظام نفسه الى باكستان مع ضمان عدم ظهور أية بوادر احتجاج من احد، وخصوصا ان تلك البقعة تقع في قبضة رئيس يمسك بزمام القيادة الحكومية من جهة والعسكرية من جهة اخرى على رغم استهجان شعبه لذلك ورفضة الانصياع لمطالبه... ولاحياة لمن تنادي

العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً