العدد 1332 - السبت 29 أبريل 2006م الموافق 30 ربيع الاول 1427هـ

ماذا يأمل الأكراد من زيارة رايس لتركيا؟

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

راقب الأكراد، كل الأكراد عن كثب ما سينتج عن زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندليزا رايس لأنقرة، وذلك لعاملين: الأول كون الزيارة لها أهمية قصوى في هذه الظروف، إذ تحشد تركيا أكثر من مئة ألف من قواتها على الحدود مع كردستان العراق، اذ تعيش هي أيضاً بقلق، وبرر قائد أركان الجيش التركي الجنرال حلمي اوزكوك أن سبب إرسال تعزيزات عسكرية تركية كبيرة إلى الحدود مع كردستان العراق بأن تركيا بتكثيف المقاتلين الأكراد عملياتهم. والعامل الثاني ما سيترتب على المباحثات الأميركية الكردية من نتائج، وظهور موقف أميركي واضح من كل التطورات الحاصلة في المنطقة.

وفي الحقيقة ان حشد تركيا قواتها على حدود كردستان العراق، ما هو إلا رسالةلأميركا، مفادها أنها لم يعد بمقدورها تحمل وجود حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق، مع أن الحزب يتحدث بالعكس، ويشكو من أن تركيا «لم تتوقف منذ إعلاننا الهدنة من طرف واحد الصيف الماضي، عن هجماتها على شعبنا، وإذ إن الظروف الجوية لم تسمح لنا بالرد على الهجمات، فإنها لم توقف يوماً عمليات التمشيط الجارية».

وبحسب «العمال الكردستاني» فإن تركيا هي التي تقوم بالهجمات وتفتعل الحوادث، وهي «لم تقم بأي فعل يساعد على تطور ايجابي بين الطرفين. وما يقلق الأكراد أكثر هو أن تركيا سوف لن تتأخر عن الفعل إذا حصلت على الضوء الأخضر من وزيرة الخارجية الأميركية لمقاتلة حزب العمال الكردستاني. وهو ما سيؤثر على الاستقرار الذي يسود في كردستان العراق، وسيترك تأثيره على كل المجالات، لكن وبحسب المراقبين فإن بين تركيا وأميركا للوصول إلى تفاهمات، مسافة كبيرة، ولو أن تركيا أرسلت أكثر من رسالة إلى واشنطن بأنها مستعدة للتعاون معها على كل الأصعدة في مقابل موافقتها على المساعدة في مقاتلة حزب العمال الكردستاني.

وثمة من يرى أن توقيت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس والإعلان عن موعد لزيارة ايهود اولمرت لأنقرة، فور إعلان الأخير عن تشكيلة الحكومة، وبحسب بعض أصحاب الرأي في الشأن الكردي فإن ما قامت بفعله تركيا ما هو إلا توقيع على صك الاتفاق بينها وبين واشنطن، لكن هناك من يرى بالمقابل أن القصف المدفعي الإيراني على مواقع أكراد إيران (موالين للعمال الكردستاني) أثر على كل رسائل انقرة إلى واشنطن، وان الاتفاق الأمني بين إيران وتركيا بشأن حزب العمال سيكون عقبة كبرى أمام التفاهم الأميركي التركي، وخصوصاً أن الملف النووي الإيراني أصبح على رأس قائمة الأولويات في الزيارات التي يقوم بها الاميركان.

وهناك من يعتقد أن الحشود التركية على حدود كردستان العراق وتهديداتها للأكراد بالقول ان «الجنود (الأتراك) يتوجهون إلى أي مكان يجب أن يتوجهوا إليه»، قد تسيء إلى علاقات تركيا مع أكراد العراق الذين يريدون أيضاً وبمساعدة انقرة، أن يطووا ملف حزب العمال الكردستاني. والسؤال الذي ظل يردده الأكراد بينما كانت وزيرة الخارجية الاميركية تتباحث في تركيا وفي ذهنها كل هذه المعطيات: هل بوسع الدبلوماسية التركية انتزاع شيء من رايس؟

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 1332 - السبت 29 أبريل 2006م الموافق 30 ربيع الاول 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً