العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ

الأكراد جزء من العراق الفدرالي

فاروق حجي مصطفى comments [at] alwasatnews.com

كاتب سوري

لقد سمعنا كيف أقامت هيئة العلماء المسلمين في العراق الدنيا ولم تقعدها بسبب تصريحات رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني بشأن العلاقة مع «إسرائيل»، وسمعنا أيضاً رد ديوان رئاسة الاقليم، إذ اعتبر ديوان الرئاسة أن ما جاء في تصريحات البارزاني فسر بشكل خاطئ، مع الإشارة إلى أن هيئة العلماء المسلمين هيئة غير منتخبة، وتعتبر نفسها ممثلة لكل المسلمين، لقولها إن تصريحات البارزاني أساءت لشعور المسلمين.

ولم نبتعد كثيراً، ففي بحر أسبوع تابعنا الحوار الذي أجرته قناة «الجزيرة» الفضائية مع رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان البارزاني، إذ أكد أن أي تطور إيجابي في العراق سيؤثر إيجابا في الوضع بإقليم كردستان، وأن أي تدهور في المناطق العراقية الأخرى سينعكس سلبا على وضع إقليم كردستان. واعتبر البارزاني أن شعب كردستان أثبت منذ عام واحد وتسعين أنه عامل استقرار في المنطقة وسيستمر في هذه السياسة.

في كلا الموقفين، ومن مسئولين أكراد من الصف الأول، نشم رائحة ارتباط المصير بالعراق كدولة للجميع، وهذا أمر جيد تستفيد منه كل الأطراف. ففي تصريحات البارزاني عن العلاقة مع «إسرائيل»، ربط البارزاني هذا الموقف بالعراق الفيدرالي، وقال وهو كان يجيب ممتعضاً من تصرفات الصحافيين، الذين لا يفوتون فرصة إلا ويسألونه عن العلاقة مع «إسرائيل»، بالقول: «إذا فتحت إسرائيل سفارتها في بغداد فستكون لها قنصلية في أربيل». واعتبر العلاقة مع «اسرائيل» ليست جريمة، لأن عددا كبيرا من الدول العربية لها علاقة مع «إسرائيل». ولكيلا ننسى، تساءل ديوان الرئاسة في كردستان العراق في بيانه كيف أن ابن رئيس هيئة العلماء المسلمين يقيم في القاهرة التي يرفرف علم «إسرائيل» في سمائها.

إن الموقفين يشيران إلى صدق الأكراد في تعاملهم وعلاقاتهم مع المركز، ومن المفترض أن يؤسس مثل هذا الموقف لدى كل العراقيين علاقة من الثقة التي تفتقر إليها الأطراف في الساحة في هذه اللحظة الخاصة. ويتحدث الأكراد عن اصرارهم على البقاء مع العراقيين في رسم مستقبلهم، لكن ضمن إطار القانون والدستور. ولا يخفى على أحد أن هناك ثمة محاولات لخلق حال من انعدام الثقة بين الاطراف العراقية، من إثارة النزعات الطائفية وإصدار الفتاوى التكفيرية ضد الشيعة والأكراد من قبل فئة ضالة ومخترقة في العراق، ما ادى إلى خلق شروخ وجروح. في الوقت الذي تحتل مسألة التوزان الاجتماعي والسياسي والقبول بالآخر مكانة كبيرة، في هذه اللحظة التاريخية الحساسة للعراق. والأكراد من جانبهم، وفي كل تصريحاتهم، يشيرون إلى أن مستقبلهم مع العراق الفيدرالي، ولكن الشيء الذي يمتعضون منه، هو تصويرهم بأنهم غرباء عن العراق، وأنهم ليسوا عراقيين بالانتماء وبالمستقبل. فهل يأتي وقت يفهم فيه الجميع أن الأكراد جزء من العراق، وأنهم باقون فيه إلى نهاية التاريخ، وأن وجودهم على أرضهم يدوم إلى الأبد؟

إقرأ أيضا لـ "فاروق حجي مصطفى "

العدد 1358 - الخميس 25 مايو 2006م الموافق 26 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً