سعت بعض الجهات الى تحميل حزب الله مسئولية تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.

فما إن أعلنت أجهزة التلفزة تنفيذ حزب الله عملية أسر جنديين إسرائيليين حتى بادرت بعض الجهات لتعلن أنها تحمل حزب الله كامل المسئولية عما يجري في لبنان من دمار وحشي.

ولعل المتابع لما يجري في لبنان، ويسمع ما يحدث خارج أراضيها يتساءل؛ في الوقت الذي زادت فيه اللحمة بين أبناء الشعب اللبناني بكل طوائفه وأطيافه وأعلن الكثيرون وضعهم بأنهم يضعون أيديهم في يد بعض، نرى ردود فعل عربية خارج سياق التضامن العربي المفترض، وصحافيين يتحدثون وكأنهم خارج التاريخ، يحللون الوضع حسبما يرتأونه من أبراجهم العالية.

ألم يتمكن المجاهدون في الجنوب من إلحاق أول وأكبر هزيمة عسكرية بالعدو الصهيوني في 25 مايو/ أيار من العام 2000، فغادر حصونه مخلفا هزيمة سجلها التاريخ بحروف من ذهب؟

ألم يتمكن حزب الله من تغيير المعادلة في المنطقة فهزم القوة نفسها التي هزمت العرب في 1967 في ست ساعات وألحقت بهم شر هزيمة؟

هل هذا هو الموقف المطلوب من الدول العربية التي لم تستطع خدمة القضية الفلسطينية طوال تاريخ الصراع الدامي الذي استنزف الشعب الفلسطيني؟

أسئلة محيرة تلف رد الفعل العربي وتصيب الشعب العربي بالدوار، فلطالما عرف عن العرب سكون القبور أيام المحن، وطالما كانت تتفرج على ما يجري من مذابح وقتل يومي للفلسطينيين واللبنانيين.

ما أسهل التكهن والتنظير من خارج ميدان المعركة، خصوصاً اذا مان ذلك من موقع المتفرج على ما يجري.

ولعل ماقاله الامين العام للجامعة العربية أمس يعبر عن الحال المأساوية للسياسة العربية، اذ قال ان عملية السلام في الشرق الأوسط ماتت. أما الشارع العربي فيعتقد أيضاً بان بان الجامعة العربية ماتت، ولايتوق العرب من اجتماعات الجامعة الطارئة سوى الادانات والتوصيات بحلول دبلوماسية، وكمنها من دون آليات ومن دون قوة تفعيلية لأي من تلك التوصيات، او الاقتراحات، خصوصاً وانها أصبحت مداهنات خارج سياق الزمن