العدد 1531 - الثلثاء 14 نوفمبر 2006م الموافق 22 شوال 1427هـ

لأجل الدفاع عن البيئة... هل لدى الجمعيات البيئية خيارات؟

خولة المهندي comments [at] alwasatnews.com

رئيسة جمعية اصدقاء البيئة

«لن تشاركوا معنا في الغد في اجتماعنا لأجل الدفاع عن حزام عراد الخضر؟».

«أنا مشغول جداً...».

- «وأنت؟ ألن تحضروا؟»

- «لا، لن أستطيع... لدي مناسبة أسرية».

- «لا بأس، هل سيحضر أحد آخر من جمعياتكم ممثلاً عنكم إذاً؟»

- لا.

- «لا؟ الحزام الأخضر بحاجة إلى وقفة الجميع».

- «نحن مشغولون».

- «كلكم؟ هذا موقع لتسجيل موقف ولدعم قضية بيئية مهمة... لا أفهم؟».

- «ربما اهتماماتنا مختلفة».

- «مختلفة؟ مختلفة عن ماذا؟».

ينتهي الحوار في منتدى بيئي جمعنا بمنظمات معنية بالبيئة من البحرين وخارجها. معظم المنظمات من خارج البحرين وجدت من وقتها القصير في البحرين ما تسجل به موقفاً لأجل بيئة عربية أخرى. ومعظم الجمعيات البحرينية كانت مشغولة أو «مختلفة»، فلم يعنيها موضوع الحزام الأخضر الذي يوشك أن يزال.

من الطرائف أن إحدى تلك الجمعيات احتفلت بعد يومٍ من هذه الواقعة بأسبوع الشجرة!

مختلفة!

أتساءل عن معنى وشكل وسبب ذلك الاختلاف... والأهم: أتساءل عن الخصم في ذلك الاختلاف. كيف يستطيع من يعمل في جمعية تقول إنها تهتم بالبيئة بل وتسعى إلى تمثل الجمعيات المهتمة بالبيئة في البحرين في محافل عالمية وإقليمية (بما فيها جمعية أصدقاء البيئة) أن يختلف مع قضايا بيئية جوهرية، ويصرّح انها خارج اهتمامه!

ما الذي يهتمون به إذاً؟

وماذا يقولون عنا عندما يمثلوننا في الخارج؟

وما هو اهتمام جمعيات البحرين البيئية في مفهوم من لم يرنا أو يسمع عنا ورآهم هم واجتمع معهم؟ أسئلة كثيرة تتفجر بعد تلك الواقعة المشوشة، وتاريخٌ طويلٌ من وقائع عدة كنا نحاول أن نغض الطرف عنها منذ زمن.

نحن لم نلتقيهم قط في أية فعالية بيئية جادة نفذناها أو خططنا لها، علماً بأننا ندعو الجميع خطابياً، وفي مرات أخرى نهدر الوقت الثمين في الاتصال بهم والتأكد من وصول الدعوات إليهم، فضلاً عن الإعلان في الصحف. ونخص بالدعوات الجمعيات التي تقول إنها تهتم بالبيئة. لم يكونوا معنا في مسيرة الجمعية الخضراء غرب عين عذاري الضاربة في أعماق كل بحريني في دفاعنا، مع جمعيات وشخصيات وأفراد كثيرين، عن الحزام الأخضر. ولم يكونوا في أي اجتماع تشاوري أو برنامج بيئي للتعرف على فشت العظم. لم يكونوا في ندوة «فشت العظم وبيئات البحرين المهدّدة»، ولا في ندوة «تأثير الطمي على البيئة والتنوع الحيوي في البحر»، ولا في ندوة «تدمير الاحتلال الصهيوني للبنية التحتية للبيئة الفلسطينية»، ولا في مهرجان الطفل والبيئة ولا في التكتل البيئي للدفاع عن فشت العظم. ولم يسجلوا قط موقفاً واحداً يذكر عندما وقفنا واستوقفنا للدفاع عن القضايا البيئية، بل كانوا (وفي أفضل حالاتهم) متفرجين من بعد.

ما هو اهتمامهم بالبيئة؟ موضوعات وجلسات غيبة ونميمة تعرض بجمعية أصدقاء البيئة والتكتل البيئي؟ محاولات لإحباط أي عمل جاد تتبناه أو تقوده أصدقاء البيئة؟

إن احتفال جمعية أصدقاء البيئة والتكتل البيئي الذي كانت الجمعية أحد مؤسسيه بأية مناسبة بيئية كان على الدوام عبر محاولة للتعريف بالموائل والدفاع عن الكائنات، إما من خلال برنامج توعوي أو من خلال تسجيل رفض لقرار غير عادل بيئياً.

المرة الوحيدة التي حاولنا فيها تنظيم فعالية احتفالية وبحسب صعد نشطائنا الذين كنا نهدف إلى ندائهم إلى المنصة لمفاجأتهم بالتكريم، صعدوا إلى المنصة وبدأوا العمل والمساعدة حتى اننا بالكاد حصلنا على مكرمين يصعدون وينزلون من المنصة كما كان مخططاً له، فلقد كانوا جميعاً على المنصة منذ بدء الاحتفال حتى نهايته!

لك الله يابيئاتنا!

من يدافع عنك؟

جمعيات تطوعية لا تقعين أنت - أيتها البيئة - ضمن أجندة اهتماماتها وتتحدث باسمك (رغماً عنك) في مواقع عدة؟ أم جهات مؤتمنة ترجح كفة أية مصلحة أخرى عليك؟

«ذلك لا يجوز أبداً لمن يعمل في مجال حماية البيئة». أستحضر العبارة التي رددناها مع بعض النشطاء البيئيين العرب ونحن نناقش الوضع البيئي وهموم العمل البيئي التطوعي، ولاسيما العمل الذي ينتهج خطاً لا يشتري مصالح أو راحة مزيفة على حساب القضايا البيئية.

لهذا السبب كان خيارنا في جمعية أصدقاء البيئة والتكتل البيئي أيضاً بجمعياته ومؤسساته وأفراده في الضغط، أو كما يقول زميلي في التكتل البيئي للدفاع عن فشت العظم الناشط الوطني غازي المرباطي: «لابد من التصعيد».

الخيارات كثيرة ومتنوعة للتعامل بين جميع الأطراف المختلفة، ولكن عندما تتخلى المؤسسة المسئولة (في بلد المؤسسات) عن مسئوليتها الأساسية في الدفاع عن الحقوق البيئية، ولا تكون البيئة على أجندة من يريد التحدث باسم البيئة، فالخيارات تضمحل ولا يبقى سوى خيار واحد

إقرأ أيضا لـ "خولة المهندي"

العدد 1531 - الثلثاء 14 نوفمبر 2006م الموافق 22 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:03 م

      الهم البيئي

      من أراد الحقيقة والعمل الجاد المجرد من المصالح كان الله في عونه

اقرأ ايضاً