العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ

أنا أحب سترة

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

تربطني بسترة وتشدني إليها وشائج وعلائق صداقة حميمة، تمتد إلى أكثر من نصف قرن من الزمان. وقد بدأت تلك العلائق تتكون وتتسع وتكتنفها الطيبة، حين كنا نصطحب أمهاتنا - رحمة الله عليهن - ونساء أخريات لزيارة مقام الشيخ سهلان، الواقع في الجهة الشمالية الغربية من قرية العكر، فيما يسمى «لِشْرَاك»، أي المشاركة في الرحلة المتوجّهة للشيخ سهلان وغيره من الصالحين، إذ نبقى هناك من الصباح إلى المساء.

وأذكر أنه في جنوب مقام الشيخ سهلان بمسافة قصيرة تقع عين ماء تسمى «عين سهلان»، لقربها من مقام الشيخ المذكور، فكنا نسبح فيها كلما زرنا المقام، أو في الزيارات الأخرى إلى أهلنا في جزيرة سترة. ولا أنسى السلاحف التي تكثر في عين سهلان والتي تضايقنا كلما سبحنا في العين، بل رأينا الكثير منها يدخل البيوت القريبة من دون استئذان وخصوصا وقت العشاء.

أما علاقاتنا النسبية ووشائج الصداقة فهي غير مقصورة على قرية واحدة بسترة، وأذكر منها تلك العلاقات التي تربطني بكثير من العوائل، ومنها على سبيل المثال عائلتا الصائغ وحبيل في واديان، وعائلة العنصرة في مركوبان، وعائلة محمد بن جمعة (رحمه الله) في سفالة وأبوالعيش وعائلة الوزير في أبوالعيش، وعائلة الخورجاني في الخارجية، وعائلة العجوز في المعامير، وغيرها كثير.

ولن أنسى أبدا تلك المرأة الطيبة، السيدة أم ميرزا (رحمة الله عليها) التي كنت أزورها وأمكث عندها أياما وليالي، مثلما كنت أفعل مع بقية أهلنا في سترة، وكنت ومازلت أسأل نفسي: كيف استطعت زيارة سترة والبقاء ليالي وأياما والمسافة بعيدة وسبل المواصلات قليلة جدا، وأنا مازلت طفلا صغيرا في المرحلة الأولى من الدراسة، يُخاف عليّ من أخطار الطريق وما أكثرها.

ولا أنسى ثانية، تلك المرأة الطيبة (أم ميرزا) فهي كانت تزورنا باستمرار وتبقى عندنا أسبوعا أو أكثر، وتصطحب معها دجاجاتها التي تملأ «الكيسة» خوفا عليها من أي سوء لو تركت في بيتها بالعكر، وكنت أأنس بهذه المرحلة وأحبها كما أحب أمي - رحمهما الله - إلى أن توفيت فانقطعت الزيارة شيئا فشيئا.

أعود فأقول: نعم... أنا أحب سترة، ويسعدني ذلك، بل يشرفني أن تكون لي صداقات وعلاقات نسب بأهالي سترة الطيبين، وأملي أن تبقى هذه الوشائج مستمرة على مرّ الزمن، فهذا ما تعلمناه من آبائنا وأمهاتنا عليهم رحمات زاكيات من لدن ربٍّ رحيم.

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1582 - الخميس 04 يناير 2007م الموافق 14 ذي الحجة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً