العدد 1657 - الثلثاء 20 مارس 2007م الموافق 01 ربيع الاول 1428هـ

اللجنة اليهودية الأميركية... من يجرؤ على الكلام؟

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

وصلا لما بدأناه في يوم السبت الماضي، واتصالا بما عرّجنا عليه في يوم الإثنين اليوم، إن من الضرورة بمكان التعريف باللجنة اليهودية الأميركية. نعتمد في تعريفنا هنا على دراسات وبحوث قدمتها شخصيات عدة مهتمة بمسألة «التطبيع» وتفكيك العلاقات الدولية، التي تقيمها لوبيات الضغط الصهيونية، أو الأكثر من صهيونية، في الولايات المتحدة الأميركية.

تأسست «اللجنة» في العام 1906، وتعمل اللجنة تحت شعار «حماية اليهود وحياة اليهود على مستوى العالم». ويتتبع الباحث علاء بيومي اللجنة تاريخيا فيقول: «أصدرت اللجنة مجلة (كومنتاري) في العام 1945؛ لربط المثقفين اليهود ببعضهم بعضا». وفي وصف هيكلي للجنة، يقدر الشيخ حامد العلي أن لدى اللجنة 23 مكتبا و80 فرعا. كما تستضيف «اللجنة» بشكل مستمر قياداتٍ من دول مختلفة متخذة الولايات المتحدة الأميركية نقطة عبور لهذه الشخصيات والقيادات إلى «إسرائيل».

وفي تتبع المواقف السياسية للجنة برهان على تحول اللجنة إلى محضن من محاضن فكر المحافظين الجدد. وتحتل «اللجنة» المرتبة الثانية ضمن ثلاث منظمات كبرى موالية للكيان الصهيوني، وتُوصف بأنها «منظمة شديدة المحافظة».

و «اللجنة» مدعومة من جهات رفيعة المستوى في الولايات المتحدة الأميركية. وتمارس الضغط لصالح الكيان الصهيوني من خلال التأثير في رسم السياسات الأميركية في المنطقة، وعلاقاتها متعددة ومتشعبة.

وبحسب مركز المقريزي «لندن»، فإن الرئيس بل كلينتون قد تبنى تقرير اللجنة للعام 1996 بالكامل، الذي تضمن عشر وصايا، وأصدر قراراَ رئاسيا بذلك.

وواحد من أساليب اللجنة تجلى بعد عملية خطف حزب الله الجنديين الإسرائيليين؛ إذ قادت «اللجنة اليهودية الأميركية» حملة حشد تأييدا لـ «إسرائيل»، وأجرت اللجنة اتصالاتها بالكثير من الدول لتبني مواقف مؤيدة لـ «إسرائيل».

ويقول مسئولون في «كير» (مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية) إن «محاولات اللجنة اليهودية الأميركية البائسة التقليل من أعداد مسلمي أميركا هي جزء من حملة اللوبي الموالي لـ (إسرائيل) ضد مسلمي أميركا ومنظماتهم، التي استعرت بعد الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول؛ في محاولة لاستغلال هذا الحادث لمصلحة دولة أجنبية، وهي (إسرائيل)، حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة الأميركية ذاتها». ولا غرابة في ذلك، فمقولة ديفيد بن غوريون (أول رئيس وزراء إسرائيلي 1948-1953) تُعتمد شعارا للعمل إذ يقول: «عندما يذكر يهودي في أميركا أو جنوب إفريقيا لرفاقه كلمة (حكومتنا) فإنه يعني حكومة (إسرائيل)».

اللجنة اليهودية الأميركية - بحسب أحد المسئولين في «كير» - أصدرت كتابا يحمل بين طياته الكثير من المفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين بدعوى دعم حوار الأديان!

بعد هذا الإيجاز والعرض السريع لجولات وصولات «اللجنة» على المسرح السياسي في أميركا. هل من المنطق الإذعان لمقولة: إن باستطاعة المسئولين في الحكومة البحرينية التأثير على توجهات أو تغيير وجهات نظر اللجنة اليهودية الأميركية، وبالتالي يحق لهم تبادل الزيارات وتعدد اللقاءات؟

يبدو أن التمهيد لإقامة علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني يجري على قدم وساق، والنواب، «يا عيني» على النواب، في غفلتهم يعمهون! ففلسطين لا بواكي لها، في حين يهرع النواب لصورة هنا أو مشهد تمثيلي هناك في ربيع الثقافة! فعن أي إسلام يتحدثون وأبناء أمة الإسلام يُذبحون من ذبح الشياه في فلسطين؟ أما بشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني فليس من بينهم من يجرؤ على الكلام!

«عطني إذنك»...

أين الكتّاب والصحافيون والساسة والجمعيات القومية والإسلامية عن مثل تلك الزيارات؟ أم أن «أبوي ما يقدر إلا على أمي»؟ الموقف المبدئي ليس له وجهان، ومن يرفض التعاون مع مثل هذه المعاهد في أميركا، فعليه رفض زيارات التطبيع التي تقوم بها جماعات الضغط لبلادنا. بل إن أمر التطبيع مع الكيان الصهيوني هو أشد وطأة وأعمق تسبيبا للرفض من زيارة «المعاهد» في أميركا، فالزائر للمعاهد ليس بيده سلطة إصدار قرار، وأما الدولة فإن لها تلك السلطة!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1657 - الثلثاء 20 مارس 2007م الموافق 01 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً