العدد 1778 - الخميس 19 يوليو 2007م الموافق 04 رجب 1428هـ

عجباه... مما يجري

علي الشرقي ali.alsharqi [at] alwasatnews.com

في معظم مجالس البحرين وملتقياتها تدور أحاديث بشأن قضايا متشعبة، ساخنة وباردة، لعل من أهمها: خليج توبلي، تهريب المخدرات والمتاجرة بها واستعمالها، والاختطافات، القتل المتعمد، الدعارة، وغيرها وغيرها، ما جعل أجواء البلد تتلبد بسموم الخوف والهلع، خصوصا ما يتعلق منها بالأطفال وصغار السن، الذين تطالهم جرائم الاختطافات والاعتداء الجنسي، والقتل، كما حصل للصغيرين، فاطمة وبدر، ومثل هذه الجرائم لا تخلو منها صحيفة محلية أو حديث شارع، ما يعكس الوجه غير الحقيقي وغير المعتاد لمجتمع البحرين الوديع المتحاب المؤمن، أو الذي كان كذلك في ما مضى، فماذا تعني هذه الظاهرة الخطيرة التي عمت البحرين، وغيرت حقيقتها التي كانت تغبط عليها من قبل الجميع، حتى صارت سمة من سماتها؟

أجل... لقد كان الجميع يغبط أهل البحرين لما يتمتعون به من أمن وأمان، خصوصا مجتمع القرى المتآزر المتآخي المتعاون في درء الخطر وإشاعة الأمان في ربوع الوطن.

لقد رأى أكثرنا أو سمع كيف كان يعيش الناس في بيوت من دون أبواب، أو أبواب غير موصدة، نتيجة توافر الأمان في المجتمع البحريني، حتى بلغ الأمان حدا جعل رب الأسرة يسافر مدة طويلة تاركا زوجته وأولاده أمانة لدى الأهل والجيران من دون أن يصبهم سوء أو مكروه.

أما الآن، وعلى رغم وجود الأسوار العالية، والتحصينات القوية وأجهزة الإنذار الحديثة، والجيران الكثيرين، فإن الأمان غير متوافر بالشكل الذي يطمح إليه الناس في هذه القرية أو تلك، فإلى أين نحن سائرون؟ إن وجود وتكاثر هذا الكم الهائل من الجرائم يتطلب من المعنيين القيام بدراسات وافية تحد من تفاقمها، وتوفر الأمن والأمان لقاطني هذه الأرض الطيبة.

إننا حين نلقي الضوء على مسببات الجريمة في بلدنا العزيز، نجد أنها لا تنحصر على العمالة الأجنبية والتعطل كما قد يتصور البعض، وإنما هي تتسع لتشمل أسبابا أخرى منها بعض وسائل الإعلام، وما تعرضه من برامج تحث في معضمها على مزاولة الجريمة بأنواعها، كما تشمل تقصير الوالدين وأولياء الأمور تجاه أبنائهم، ولا ننسى أيضا تقصير بعض المؤسسات التربوية والتعليمية والدينية في هذا الجانب.

كما يجب أن نضع أمامنا وسائل الاتصال الحديثة، وما تنشره من معلومات ووسائل تساعد على انتشار الجريمة والانحراف في وسط الناشئة والشباب، وتجعل منهم أناسا مدمنين على مشاهدة ما يؤدي بهم إلى الانزلاق التدريجي، بحيث لا ينفع الندم بعد أن وقع الفأس في الرأس، وحينئذ لا يجدي أسفنا وقولنا: «عجباه... مما يجري».

إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"

العدد 1778 - الخميس 19 يوليو 2007م الموافق 04 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً