العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ

المؤسسة العامة وأبطال كمال الأجسام

هادي الموسوي hadi.ebrahim [at] alwasatnews.com

رياضة

غريب أمر المؤسسة العامة للشباب والرياضة في تعاملها مع المنتخبات الوطنية في الألعاب المختلفة. فتراها تغدق بدعمها اللامحدود والمتواصل على منتخب ألعاب القوى (معظم لاعبيه من المجنسين) من أجل تحقيق الذهب للمملكة على جميع المستويات العربية والآسيوية والعالمية.

والأدهى من ذلك، تصرف الأموال الطائلة على احدهم وهو موجود طوال العام خارج البحرين من أجل إعداده وعلاجه، وهذا غير المكافآت الرسمية ومكرمات الفوز عند تحقيقه الذهب، حتى قال عنه البطل العربي السابق عويطة ان هذا الرجل يعد من أغنى لاعبي العالم... كيف لا وهو في جنة تجري من تحتها الأموال!

وفي المقابل، وهو من غريب وعجيب المؤسسة العامة وتنفرد به حصريا هنا في البحرين، لدينا أبطال من أهل البحرين المخلصين ولدوا وترعرعوا على هذه الأرض الطيبة، ومن قبلهم آباؤهم وأجدادهم، وصالوا وجالوا في المحافل الخارجية وعادوا بالذهب أكثر من مرة ورفعوا رأس المملكة عاليا، ونشروا بيارقها مُتَحَدّين الظروف القاسية والصعاب لا رغبة ولا رهبة ولا طمعا... بل لأنهم فعلا يحبون أرضهم ووطنهم، ولقد أكدوا علو كعبهم، وعاهدوا أنفسهم أن تكون لهم بصمات بطولية من أجل عيون البحرين وأهلها الطيبين، على رغم عدم وجود الدعم من المؤسسة العام للشباب والرياضة إلا ما ندر، ولا من أية جهة وطنية أخرى كالمؤسسات والشركات المحلية التي غضت الطرف عن هؤلاء الأبطال.

إنهم أبناء هذا الوطن، أبطال كمال الأجسام الذين صارعوا ومازالوا يصارعون الزمن بحسهم الوطني وحبهم لوطنهم على رغم المردود السلبي سواء كان ماديا أو معنويا، لكنك تراهم يرتفعون على آلامهم وجروحهم ليعودوا إلى الوطن مقلدين بالذهب، ولكن لا تكريم لهم لا عام ولا خاص غير كلمات الصحافة المعنوية التي لا تغني ولا تسمن من جوع.

هؤلاء الأبطال رسموا البسمة على شفاه أبناء هذا الوطن في كل بطولة يخوضونها وآخرها البطولة الآسيوية، عندما عاد اثنان منهم متوجين بالذهبية لأول مرة، سواء كان على مستوى الناشئين عندما حقق كميل الكوفي الذي يشارك لأول مرة الذهبية، وعلى مستوى الكبار حقق البطل فيصل عبدالله «مستوى الماستر» الذهبية الأولى للبحرين في هذا المجال، وعادا إلى البحرين ومر على هذا الانجاز نحو 3 أسابيع ولا من صوت دعا الى تكريمهما لا من المؤسسة العامة ولا من جهات أخرى، وكان التجاهل واضحا ومستمرا ما يولد الإحباط واليأس في نفوس هؤلاء الأبطال...

أبطال ألعاب القوى المجنسين يُغدق عليهم بكل شيء ولا تبخل المؤسسة العامة في منحهم المكرمات وخصوصا عند تحقيق الانجازات وهم يسيئون للبحرين، وكلنا تابع ذلك المجنس الذي لعب في «إسرائيل» باسم البحرين ضاربا باسمها عرض الحائط ومن دون أن تكون هناك إدانة واقعية ضد هذا المجنس الذي لم يحمل في قلبه حب البحرين أبدا حتى يشعر بأنه فعلا يدافع عن ترابها؛ لأنه لم يولد فيها ولم يترعرع بين أهاليها ولذلك تراه غير مكترث بما فعل.

أما أبطال كمال الأجسام فهم غير ذلك بتاتا، إذ على رغم قساوة الإعداد وصعوبة المهمة وخطورة الموقف في الإعداد الجسماني لأية بطولة قد يؤدي إلى الهلاك لو أخطأ هذا البطل أو ذاك في كميات الغذاء وتنشيف الماء من الجسم قبل بدء البطولات بأيام قليلة، ولكن على رغم ذلك تعرف في قلوبهم حب البحرين وإصرارهم على تمثيلها في المحافل تمثيلا مشرفا.

أبطال كمال الأجسام المدعومين معنويا من رئيس اتحاد اللعبة وأعضاء مجلس الإدارة الذين دائما تراهم مع هؤلاء الأبطال وان اختلفوا مع بعضهم بعضا إلا أن العامل المشترك بينهم حب البحرين.

وبهذا أكد رئيس الاتحاد محمد عبدالرحيم هذا الأمر على ارض الواقع عندما فتح ذراعه ومد يده للأبطال الذين غردوا خارج السرب للعودة من جديد لتشريف المملكة في المحافل الخارجية، وهذا الدعوة المخلصة من قلب هذا المواطن المحب لوطنه تعتبر بطولة وشجاعة عندما ينشد المصلحة الوطنية لاستعادة هؤلاء الأبطال من أجل رفعة وسمعة الوطن.

هذا الرئيس أعطى اللعبة كيانا ورفع بها اسم البحرين وخصوصا عندما استطاع سابقا نيل ثقة الاتحاد الآسيوي لتنظيم البطولة الآسيوية في البحرين وأحرزنا فيها الذهبية والمركز الأول، وها هو اليوم يعيد الكرة لنا على المستوى العالمي في العام 2008، ليؤكد هذا الرئيس أن البحرين لديها الإمكانات البشرية في التنظيم والأبطال في تحقيق الانجازات المتتالية.

وعبر هذا الأسطر لا أنسى البطل الكبير الفرساني الذي كافح وجاهد وحقق الكثير من الميداليات الملونة، إذ لن ينسى انجازه على المستوى العالمي يوم أن حقق الفضية، ولكنه عاد إلى الوطن وسط صمت مطبق من قبل الشركات والمؤسسات الوطنية والتي ظننا أنها سترعى أبطالنا ولكن لا رد ولا جواب!

عاد البطل الفرساني ليمارس هوايته في قهر الآسيويين في آسياد الدوحة وليعود متوجا بالذهبية وسط منافسة شديدة، ولكن ابن البحرين البار والمخلص قال كلمته الحاسمة ورد الجميل للوطن بهذا الانجاز الكبير، ولم يحرك إنجازه المؤسسة العامة كما تحركت مشاعرها وأحاسيسها تجاه مجنسي ألعاب القوى!

أخيرا، نحن في «الوسط الرياضي» نطالب المؤسسة العامة للشباب والرياضة بأن تعدل في دعمها للمنتخبات الوطنية وخصوصا تلك التي تحقق الانجازات الواضحة وهم أبطال كمال الأجسام، وان تلتفت إليهم جيدا وتعدل من أوضاعهم المعيشية الصعبة وترفع من قدراتهم وتقف إلى جانبهم في كل بطولة وخصوصا تلك التي ستقام في البحرين، وأملنا كبير في المسئولين بالمؤسسة العامة لتحقيق تطلعات هؤلاء الأبطال وعدم رميهم في وحل اليأس والإحباط ليستمروا على طريق البطولات الذهبية والانجازات الباهرة باسم البحرين في المحافل الخارجية.

إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"

العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً