العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ

ما يطفح إلا اللوح

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يقال في المثل الشعبي لدينا أهل المحرق: «ما يطفح إلا اللوح وما ترتفع إلا السماده». المقصود بـ «اللوح» القطعة الخشبية الطافية على سطح الماء، وبالتالي تعلو على بقية الأشياء، حتى إن كانت تلك الأشياء ثمينة وذات قيمة أكبر ومنفعة ومردود أكبر من اللوح. و«السماده» المقصود بها مكب النفايات، فالمكب دائما يكون مرتفعا ويعلو على بقية الأماكن، حتى إن كانت تلك الأماكن أعلى مقاما وشرفا من «السماده».

ينطبق هذا المثل على كثير من زوايا المجتمع البحريني. فالمبدع والمفكر والمجتهد - الذي يجهد نفسه أيما جهد، ويغالب الظروف الصعبة ويكابد المشقة، مع الأسف - لا يأخذ حقه في المجتمع المتخلف، ولا يتبوأ مركزه في «النظام» سواء أكان الاجتماعي/ الوجاهي أم الإدراي في مؤسسات المجتمع المدني أم الدولة ككل. ويبقى المجتهد والمبدع خارج «الحسبة» دائما، وخارج نطاق الرؤية لدى الناس!

أما ذاك الإنسان الذي لا همّ له سوى بإصدار البيانات المحشوة بمفردات الفتن والمزركشة بصورة صاحبنا، والذي لا يفوّت «الترزز» الباهت أمام المسئولين، بمناسبة ومن دون مناسبة، يحصل على أكثر من حقه. ففي بعض الأحيان لا يقوم هذا «اللفد» إلا بعملية القص واللصق، وبالتالي فهو يأكل حق الآخرين، أو بصريح العبارة: هو مجرد لص وسط كثرة من اللصوص. فالكل يريد أن يقضم من الكعكة، ولا أحد يرقب في المال العام إلاّ ولا ذمة.

لذلك «ما يطفح إلا اللوح» هو مثل لطيف، وحكمة بحرينية أصيلة، أطلقها الأولون وهم على ما هم عليه من الفقر والحاجة. فما بالك اليوم؛ زمن النفط، فإن المثل ينطبق أيما انطباق في كثير من المشاهد البحرينية، ولنا في وزارات الدولة وإداراتها ومجالسها المنتخبة والأهلية الكثير من «الليحان والسمايد»!

«عطني إذنك»...

يخطئ أيما خطأ وزير الإعلام البحريني جهاد بوكمال إن هو سمح باستمرار الحال في «الوزارة»على ما هي عليه، وتحديدا مركز الأخبار. فالمسألة أكبر من جلب مجموعة من الملمِّعين والملمَّعين كي يتحدثوا إلى الناس في كل مناسبة، تحت مسميات مختلفة، تارة باسم باحث ومرة ناشط وأخرى باسم أستاذ وهكذا دواليك... وأخيرا، وبعد أن نفد مخزون مفردات التملّق والنفاق والمجاملات و «التلويص» لدى أحدهم قال: «توجيهات لاذعة».

عن نفسي، أول مرة أسمع عن توجيهات لاذعة! سمعنا وقرأنا عن: توجيهات صارمة، حازمة، محددة، قاطعة... إلخ، ولكن توجيهات لاذعة؛ لم نسمع عنها في اللغة أبدا البتة! وكفانا ملمِّعين وملمَّعين!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1870 - الجمعة 19 أكتوبر 2007م الموافق 07 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً