العدد 1887 - الإثنين 05 نوفمبر 2007م الموافق 24 شوال 1428هـ

كذب الساسة ولو صدقوا!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

يمارس - غالبية - الساسة الكذب. وهؤلاء ترجع لأضابير العمل السياسي الخاصة بهم تجدها مليئة بالمراوغات والتدليس واستخدام الألفاظ ذات الدلالات المزدوجة؛ استكمالا لمسلسل خداع الجماهير!

فمثلا حينما يحتج نائب برلماني على وزير «...» أمام الجمهور، تجده يرسل رسائلَ (SMS) إلى الوزير ذاته في الليل يعتذر عمّا بدر منه في النهار أمام الملأ!

وحينما يقول أحد المترشحين أثناء الانتخابات النيابية إنه يريد حماية أبناء الطائفة السنية من الآخرين، يصفق له الناخبون ويمتثل له الناس قياما، على حين إن كان في مواجهة أمام أحد من إخوتنا أبناء الطائفة الشيعية بهذا الكلام فإن المترشح يقول له: لا أنا لا أعني حماية السنة من الشيعة وإنما أعني آخرين غير الشيعة! هذا استخدام مزدوج للكلمات يمارسه الكثير من الساسة، وهو الكذب عينه!

ولا أنسى ذاك النائب المنتمي إلى الطائفة الشيعية الذي كان يردد للجمهور، وعلى صفحات الصحف صباح مساء، أن «لا فرق بين سني وشيعي وكلنا إخوان ونحن ضد الفساد في أي مكان ومن أي إنسان». وحينما قالوا له: إن الدكتور «...» يمارس ضربا من ضروب الفساد، فتحرّك من خلال سلطتك الرقابية بالمجلس لمحاسبة هذا الدكتور، فما كان رده إلا أن قال: إنه ينتمي إلى الطائفة! أي أنه ابن الطائفة، وإن كان فاسدا فإن انتماءه إلى الطائفة يحميه من المساءلة! أليس ذلك خداعا وكذبا على الجمهور؟

ليست مفاجأة لي أن أرى تقلب مواقف وآراء كتل ونواب «الريموت كونترول»، إذ هؤلاء نواب المراكز العامة مع مرتبة الشرف. وهم لا يمثلون إلا من استخدم جميع السبل لإيصالهم، وبالنتيجة هم «لا يخرجون عن طوع من أوصلهم»... ولن أطيل في هذا الباب كيلا أفسد على البعض غداء/ عشاء عمل برلماني من فوق/ تحت الطاولة! وكل اتهام يوجهه هؤلاء إلى المسئولين أصله الكذب على الجمهور في النهار، ومسح جوخ ذاك المسئول في الليل. إنهم نواب خداع الجمهور بلا منازع. وكذب الساسة ولو صدقوا!

زبدة القول: إنه لحريٌّ بالجمهور العريض «لفظ» هذه «الكتل» التي لن تمثله، إلا تمثيلا يتوافق مع مصالحها؛ إذ هم مجموعات المصالح وجماعات الحزبيين الفئويين. وهذه الكتل تطبق المبدأ الفقهي بالمقلوب فيكون «جلب المصالح مقدم على درء المفاسد». وشاهدي على ذلك مفسدة تبديد ثروات البلاد على زيد وعمرو والناس تتضور جوعا!

«عطني إذنك»...

نواب خداع الجمهور بدأوا يشمّرون عن سواعدهم هذه المرة ضد وزير نظيف اليد، إلا أنهم لن يستطيعوا تقديم المبررات القانونية اللازمة للجنتهم؛ بسبب نظافة يده والكيدية المصلحية الواضحة التي تتدثر بها لجنتهم. وما نضح عن اللقاءات التي جمعتهم في أحد المنتجعات الفخمة مع أحد كبار المستثمرين ينبئ عن ذلك!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1887 - الإثنين 05 نوفمبر 2007م الموافق 24 شوال 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً