العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ

الله يسامح «الحكومة»!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

من المسلمات أن يكون العمل السياسي مباحا في دولة القانون والمؤسسات، والعمل السياسي ليس عيبا أو سبة أو مما يسيء للإنسان. إلا أن العيب والسبة والإساءة في طأفنة العمل السياسي، والارتزاق السياسي من خلال تملق الجماهير المذهبية وتغييبها عن الوعي الوطني في مختلف قضايا الوطن.

لقد جرت طأفنة العمل السياسي مذ تأسيس جمعية الوفاق، وأقولها بصراحة: لم يدرك الإخوة في الوفاق حينها مآلات هذا التأسيس على هذه الطأفنة، إذ تلاحقت التأسيسات الطائفية تباعا، من «المنبر الإسلامي» إلى «الأصالة» إلى «أمل»... إلخ من جمعيات طائفية في البلاد.

كان على الدولة عدم السماح بإقامة منابر للتنابز الطائفي، سني/ شيعي، أكثر منها للعمل السياسي الوطني، إلا أنها (الدولة) كانت مأخوذة هي الأخرى بما يجري في الساحة من انفتاح سياسي كان له ضرر بالغ على الوئام الاجتماعي في البحرين فيما بعد، أي الآن.

ماذا لو اعتذرت الدولة عن عدم السماح لتأسيس جمعيات سياسية قائمة على أسس طائفية؟! حينها كان سينزع الإخوة في المعارضة إلى اتهام الدولة بأنها تسعى إلى التضييق على العمل السياسي، وإنها تسعى إلى العودة إلى قانون أمن الدولة سيئ الصيت!

لم يكن العيش المشترك بين السنة والشيعة وحال الوئام الاجتماعي أن يتكدر لو أن الدولة منعت تأسيس جمعيات على أسس طائفية - مذهبية. وحتى لو قال البعض إن هذا في صالح الحكم فإن الواقع الحاضر، في الإقليم والبحرين، يؤكد أن ذلك ليس في صالح أحد يعيش على أرض البحرين، وحتى على صعيد السمعة الحسنة التي اكتسبتها البحرين طيلة تاريخ من التعايش السلمي بين السنة والشيعة، الآن بدأت تلك السمعة الحسنة تتلطخ جراء المراهقة الطائفية في العمل السياسي. تلك المراهقة التي لا يريد المراهقون مغادرتها إذ هم يحصدون من ورائها وديمومتها أموالا ووجاهة سياسية في المجتمع. هذا حال الطائفيين. سامح الله الدولة على السماح لهؤلاء بممارسة العمل السياسي تحت مظلات الطائفة والمذهب!

«عطني إذنك»...

اللجنة التي أمر رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بتشكيلها لمراقبة الممارسات الطائفية، هي بحاجة إلى أن يلتف حولها الجميع، معارضة وموالاة ومن هم بين المنزلتين، جميع البحرينيين عليهم الالتفاف حول اللجنة والتعاون معها ومتابعة عملها وأدائها، إذ إن داء الطائفية يستشري في البلاد وعلينا جميعا تقع مسئولية محاصرته والحد من آثاره السلبية على المجتمع البحريني، أملا في أن يعود النقاء البحريني الأصيل إلى سابق عهده. أمنية عزيزة علها تتحقق.

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً