العدد 259 - الخميس 22 مايو 2003م الموافق 20 ربيع الاول 1424هـ

رفقا بأعصاب الطلبة

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

نحن نحترم النظم التربوية التعليمية ونتفق مع الارشادات الإدارية والتنبيهات التوعوية لكل مدرسة، ونقدر باحترام بالغ ما يبذله المربون والمدرسون الأفاضل من جهد لا يتوانى. ومتابعة مستمرة لأبنائهم الطلاب ابتداء من المرحلة الابتدائية وحتى نهاية المرحلة الجامعية، لكننا نقول لهم: رفقا بأعصاب أبنائكم، يكفي ما يعانون من إرهاق وتوتر أعصاب حتى يتحملوا إضافة قوائم ولوائح جديدة من شأنها إضافة ثقل على اثقالهم... نعم فما إن اقتربت امتحانات نهاية العام الدراسي حتى اجتهد المربون مشكورين في توزيع لوائح وقوائم تتضمن أوامر ونواه وتحذيرات وضوابط سلوكية وانذارات الى غير ذلك.

كل هذه النظم والقواعد بلاشك كانت متبعة طوال العام، وكان يمكن توزيعها ايضا منذ بداية العام لتعويد الابناء عليها حتى لا يصل الطالب الى هذه الفترة من عامه الدراسي إلا وقد اعتاد عليها واتبعها حتى في الأيام الدراسية. أما الآن فانها تمثل طوقا سلطويا قد يجعلهم في حال من الرعب والارهاب النفسي. لذا فاننا نقول: رفقا بأعصاب أبنائكم فهم يعيشون فترة عصيبة في عامهم هذا فترة يشوبها الخوف والقلق والتوتر النفسي والعصبي.

فالجو المدرسي قد تغير فبعد أن كان ملعبا متسعا يمرح فيه الأصدقاء ويتبادلون الأخبار والخطابات وترتفع بينهم الضحكات البريئة أصبح جوا مشحونا بالقلق والترقب والانتظار الرهيب لدقات ساعة تعكس بدء الامتحان، فهذا منهك في مراجعته في اللحظات الأخيرة وآخر يردد التعليمات والتوجيهات والقوانين الادارية ويحذر هذا وينذر ذاك من أصدقائه. ومدرسهم الذي كان بالامس القريب يستقبلهم ببشاشة وترحاب ويستفسر هذا ويسأل عن زميله يمر بهم اليوم متجهم الوجه مقطب الجبين في حركة دائمة مستمرة هنا وهناك يمر بهم وقد تجمعوا وعيونهم تراقب حركة الامتحانات والخوف يملأ كيانهم ويزعزع الأمن في نفوسهم، أضف الى ذلك قاعة الامتحانات الواسعة، اذ يحتدم في نفوسهم الصراع النفسي بين الخوف والاطمئنان وجو الصيف الحارق يختلط بجو الامتحان الخانق حتى توزع الأسئلة وتتعالى معها صيحات الانذار والترهيب والوعيد في أرجاء القاعة... بالله عليكم ألا يستحق هؤلاء الأبناء أن نرفق بهم؟.

وللوالدين نقول: ترفقوا بأبنائكم فلا تضيقوا عليهم الخناق، فلم تعد أعصابهم تتحمل أوامر هذا ونواهي ذلك ادفعوهم للمراجعة برفق، حببوا لهم الاستذكار، أشعروهم بنشوة النجاح ولا تحكموا عليهم بالوحدة والانفراد اتركوهم بعض الوقت للراحة ليستعيدوا نشاطهم وتركيزهم ليسود ثانية ليلتهم المعلومات كما تطلبون وعليه أن لا يرفض ولا يعترض ويقول حاضر والويل له إذا مر به صديق له في أمر ما تقوم الدنيا من الصراخ والتأنيب ولا تقعد وتبدأ المعايرة والتوبيخ والتذكير بالفشل وفي الوقت نفسه لا تتوقف زيارات اصدقاء العائلة ولا مجاملات الجيران والاقارب وتستمر المجالس حول التلفاز وترتفع اصواتكم بالحوار والنقاش.

أنت سيدتي تتابعين مسلسلك المفضل وبرامجك وزوجك يتابع الاخبار والبرامج المليئة بالصراع والمشاحنات كل هذا على حسابهم... بالله عليكم ألا يستحق الأبناء الرفق بهم في هذه الفترة العصيبة؟ عزيزتي الأم أفيضي عليهم من حبك وحنانك ورعايتك، عامليهم برفق ولطف فانت مسئولة عن نجاحهم وتقدمهم، بل وحتى فشلهم، فعليك التزام الهدوء والتحلي بالصبر والتأني فيما تقولين وتفعلين، وتحاشي اللوم والعتاب والتوبيخ واغدقي عليهم حبك وحنانك ورعايتك واسهري معهم لتشجعيهم على المذاكرة أنت أيضا احملي كتابا في يدك لتعيشي معهم الجو. رتبي معهم أوقات المذاكرة قدمي لهم من الطعام الصحي ما يفضلونه، أيقظي فيهم روح التحفز والنجاح وإن شئت ألا ينشغل أولادك بالتلفاز قاطعيه أنت الا من بعض الوقت تمنحيه لهم للراحة... حافظي على هدوء الصغار ليدرس الكبار، إنها فترة امتحانات لجميع الأبناء تمتحن في المواد التعليمية، وأنتم أيها الآباء والأمهات تحصدون ثمرة جهودكم وتربيتكم وتوجيهاتكم التربوية السليمة. وأنت أيها الأب حين توصله للمدرسة لا تجعل صمتك الرهيب سوطا يخنق أنفاسه ويفقده السيطرة على قواه بل حاوره باحترام لتشعره بقيمته وانسانيته بين افراد الاسرة أعطه من الوصايا ما تشد به عزمه وتوقظ به همته، علمه كيف يواجه الصعاب بعزم وثبات. نعم إنه من واجبنا الالتفات الى أمور أولادنا الطلبة والمحافظة على هدوئهم واستقرارهم. إنهم في فترة الحصاد، حصاد ما زرعوه وجني ثمار جهودهم وعلينا عدم المساس بمشاعرهم واحاسيسهم فمن «جد وجد ومن زرع حصد»

العدد 259 - الخميس 22 مايو 2003م الموافق 20 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً