العدد 2721 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ

الحاجة إلى الاستماع للآخر

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تحدثت بلغة مماثلة للرئيس الأميركي باراك أوباما عندما أشارت إلى انطلاق «بداية جديدة» في العلاقات بين الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية، وحثت على التعاون بين الجانبين في كلمتها أمام منتدى الولايات المتحدة والعالم الإسلامي الذي عقد في العاصمة الدوحة يوم الإثنين الماضي. وقالت كلينتون إن حكومة أوباما، خلال عامها الأول، «سعت من أجل تغيير وترسيخ طبيعة علاقاتنا مع شعوب تختلف خلفياتها وشعوب من جميع مناطق العالم»، وإن النهج الجديد للولايات المتحدة يستند إلى الاحترام المتبادل والمصلحة المتبادلة والمسئولية المتبادلة؛ والالتزام المشترك بالقيم العالمية، منبهة إلى أن «الإصلاح الديمقراطي» عنصر مهم وحيوي في تقدم المجتمعات الحديثة، ومن لهم كلمة في القرارات التي تؤثر على حياتهم، ومن يستطيعون الحصول بحُرّية على المعلومات والتعبير عن وجهات نظرهم وآرائهم يُتاح لهم أفضل وضع للاستفادة من إمكانياتهم وقدراتهم الكامنة، وهو ما يخدم أيضا مصالح وطنهم».

كلام وزيرة الخارجية الأميركية ينبهنا إلى أهمية الاستناد إلى منهجية الاستماع لجميع الأطراف لتغيير الصورة النمطية وإحلال محلها صورة التقارب وتقبل الرأي الآخر، وهذه المنهجية التي دخلت اليوم في عالم الدبلوماسية الأميركية هو ما نحتاج إليه في حل قضايانا الداخلية، تماما كما هو الحال في الوضع الدولي... ذلك لأن النقيض لسياسة الاستماع هو «التطنيش» وإلقاء التهم المتبادلة وانتهاج السلبية في كيفية التعامل مع مشاكلنا، وهو ما لا يخدم المصلحة العامة خصوصا إن كان هذا التجاهل يرتبط مباشرة بالواقع المعاش.

نحن بحاجة إلى بداية جديدة على المستوى المحلي، لأن المشهد السياسي في البحرين أصبح غير مبالٍ بعواقب ما يحدث من متغيرات تحصل بصورة تنمُّ عن سلبية تعقد الإشكالات الحالية، وترى كتابات متناقضة عن الواقع، فالبعض يرسم في مخليته صورة وردية مبالغة و ربما يخطئ آخرون في تقديراتهم، ولأن غلطة الشاطر بألف، نرى عواقب متتالية لتصريح هنا أو هناك.

ولدينا حاليا نماذج لقراءات متناقضة، وقد أثارت ورقة النائب عبدالعزيز أبل أمام منتدى التنمية الخليجي الأسبوع الماضي رفاقه السابقين، وكان ردة الفعل جلية في الأسلوب التهكمي الذي استخدمه عدد من المشاركين في الرد عليه، هذا في الوقت الذي اكتفى بالرد المقتضب والسلبي على تساؤلات المشاركين.

نرى أيضا تناقضات في تصريحات بعض المسئولين ووعودهم الكثيرة التي لا تؤخر ولا تقدم شيء، وهؤلاء ربما انخدعوا ببعض الأقلام الصحافية التي تطبل لهم وتصف الوضع بالمدينة الفاضلة، هذا في الوقت الذي يصف آخرون البحرين بما يخالف ذلك. ولعل التناقضات انصبت على تصريحات الرئيس السابق للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان عبدالله الدرازي في 8 و 9 فبراير / شباط الجاري، وربما أن تقديراته لردود الأفعال لم تكن محسوبة بشكل جيد مما أوقعه في مشكلة مع أكثر من طرف، وتسبب ذلك في تقديم استقالته.

إننا بحاجة إلى الاستماع لبعضنا البعض، وبحاجة إلى انطلاقة جديدة، وإذا كانت أميركا قد التفتت إلى خطأ عدم الاستماع و»التطنيش»، ورأت كلفة ذلك عليها، فلِمَ لا ننتهج «الحوار» القائم على سياسة إصلاحية واضحة المعالم بدلا من تبادل الاتهامات والاتسام بالسلبية التي لن تحل مشاكلنا؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2721 - الثلثاء 16 فبراير 2010م الموافق 02 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 12:52 ص

      الخليج العرب فارس

      نشرت الخليج الأماراتيه ص 29 خبر مفاده بان وزير المواصلات ستلغي تصاريح لأي طيران يستخدم الخليج العربي! لماذا يكرهون العرب؟ اليس مايتلون من قرآن بالعربي؟ اليس المرشد ذو العمامه السوداء من آل البيت وبالتالي فهو من قريش..أ تكره إيران العرب؟
      بوفارس

    • زائر 6 | 12:46 م

      نريد الحقيقة كلها لا نصفها ..

      فقط نريد الأستماع الى الحقيقة .. و لا نريد من الصحفيين المزيفين و المسؤلين القفز على المشاكل, نريد التحدث بالوقائع التي نعيشها لا الخلط و تزوير الحقائق..

    • زائر 5 | 2:13 ص

      مواطــــــــــن (الجزء الثاني)

      فعندما يطبل السفيه ويستقبل صاحب النفوذ والقرار ذلك التطيبل بكل رحابة قفصه الصدري فحينها نقول على الإمةِ السلام وعلى التاريخ السلام .. اعلم ان هناك من يقول ان هذا المواطن يعشق الفلسفه والمبالغه في الحديث ولكن عندما ننظر جميعاً الي رواد وقادة التاريخ وأعني الصالحون الإيجابيون منهم .. لم يصلوا إلي تلك المكانه ويتم تدوين أسمائهم بالصفحات الناصعة البياض من التاريــــــــخ لو أن من رجالهم ورعيتهم من أبناء المزمار وأحفاد الطبل ..

    • زائر 4 | 2:02 ص

      مواطـــــــــــن (الجزء الأول)

      اتعلمين أن هذه النقطه مربط الفرس لكل أمه ولكل تاريخ ولكل حضاره (( تصريحات بعض المسئولين ووعودهم الكثيرة التي لا تؤخر ولا تقدم شيء وهؤلاء ربما انخدعوا ببعض الأقلام الصحافية التي تطبل لهم وتصف الوضع بالمدينة الفاضلة )) ... نعم وليس هناك أي مبالغه في ذلك فلو رفعنا بصرنا وبصيرتنا قليلاً ورأينا هنااااك دولاً تقدمت وتطورت وتعلمت وعلمت بأنها لم تصل الي تلك المكانه لو أن من أبناءها جبناء وأغبياء وسفهاء يطبلون ويزمرون لكل شئ لتحقيق المكاسب لذاتهم ونمو مدخراتهم وتذهب اوطانهم الي الجحيم ..>>>

    • زائر 3 | 12:56 ص

      هامور ملكاوي

      ه\\ا اول مرة يصطاد هامور كبير

    • زائر 2 | 12:06 ص

      مواطــــــــــــــــــــن

      سيدتنا الكريمه .. الحوار لايقبل تطبيقه والتعامل به إلا الأذكياء وأهل الثقه بالنفس فقط ومن هم عكس ذلك لايقبل الحوار نفسه التعامل معهم نهائياً ....
      أما الحديث عن السيده الكلنتونيه يطـــــــــول ولكني سأختصره .. هذه السيده ستصنع لكل الشعوب مالم يصنعه قادة المعارك ورواد التاريخ .. اليست هي المنتصره بالحفاظ علي رجل واحد في المعركه التاريخيه من جيش مونيكا العرمرم ...

    • زائر 1 | 10:26 م

      الى متى

      يا ليتنا ونحن نناقش شؤوننا المحلية لا نعيش بين مئات الآلاف من المجنسين والذين دخلوا على الخط لينظروا في شؤوننا حيث أن وجود هذا العدد من المجنسين افقدنا الرغبة في الخوض في أي موضوع غير التجنيس لأنه الواقع المر الذي إذا تخطيناه شعرنا بالتقصير وهو المشروع الذي تريد لنا الدولة إن ننساه ولا نعير له انتباهً حتى تغرق البلد بمن فيها

اقرأ ايضاً