العدد 2762 - الإثنين 29 مارس 2010م الموافق 13 ربيع الثاني 1431هـ

«ارتقاء» ... القرية والإنسان

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

تحتاج البحرين إلى 1000 مشروع مشابه لـ «ارتقاء» الذي تقوده بلدية المنطقة الشمالية بالتعاون مع القطاع الخاص والشركات الكبرى، علها تخفف من مشكلات البنية التحتية التي تعاني منها القرى القديمة والمناطق التي هجرها التطوير.

فكرة «ارتقاء» في حد ذاتها قادرة على أن تخلق المستحيلات، فليس أروع من الشراكة المجتمعية وإقحام الأهالي في تجميل وإبراز الطابع الجمالي للأحياء والمباني التي يقيمون فيها، فهم من يعول عليهم الحفاظ على المنجزات والمكاسب.

المشروع يمر الآن بمرحلته الثانية التي تشمل مناطق مدينة حمد وبوري والمرخ، وهناك 28 قرية في الشمالية أعلنت عن استعدادها تجنيد صغارها وشيوخها للإسهام في تغيير واقع مضت عليه دهور، وتترقب مجرد إشارة من البلدية لتتخذ خطوات عملية على أرض الواقع بالتعاون مع الشركات المساهمة.

في النسخة الثانية، أجريت بعض التعديلات على المشروع فأصبح ذا نمط متجدد يختلف عن التجربة الأولى التي دشنت بتاريخ 6 مايو/ أيار 2009 انطلاقا من قرية القدم ومرورا بالديه ودمستان، إذ أضيفت لأول مرة عملية ترميم واجهات المنازل بالكامل، فيما كان الأمر يقتصر على الصباغة والتشجير والتنظيف.

والأهم أن شركات كبرى مثل «ألبا» دخلت على الخط انطلاقا من مسئوليتها الاجتماعية فألقت بثقلها على هذا المشروع وأعطته زخما وتأثيرا ملحوظا، نتج عنه إنشاء ساحل المالكية بكلفة بلغت 800 ألف دينار.

إن الاستمرار في خلق مشروعات تنموية بالاشتراك مع القطاع الخاص على الصعيد التجميلي والعمراني، كفيل بالقضاء على حالة الاحتقان الأمني الذي تشهده بعض القرى، وإخراج مناطق محاطة بالمصانع من عزلتها البيئية، فما تجنيه الشركات الصناعية يفوق ما تقدمه للناس من تعويض عن الغازات والأدخنة التي تطلقها في الهواء دون توقف، وما تنفقه من أموال في المناسبات الجماهيرية لا يقارن مع ما تحققه من انتشار وقبول اجتماعي، وخصوصا عندما يزين شعارها الإعلانات والكتيبات والمطويات التي تعد لهذا الغرض.

ربما تكون فكرة «ارتقاء» القائمة على زراعة النخيل وصباغة الجدران ونقشها بالرسومات والآيات القرآنية، غريبة على المجتمع البحريني ولكنها قطعا ذات تأثير إيجابي بالغ، ومع مرور الوقت سيستشعر الناس قيمتها المضافة ومداها الذي يتجاوز تخضير التراب وتزيين الحجر.

التنمية الحضرية ترتكز على الشراكة بين ثلاثة أطراف، الدولة والمجتمع والقطاع الخاص، وهي عناصر استطاع مشروع «ارتقاء» أن يجمع خيوطها لتغيير الواقع العمراني للمناطق، وبالتالي فإن تجربة رائدة كهذه جديرة بأن تمتد لباقي المحافظات، حتى وإن رأى البعض فيها استنساخا لتجربة المنطقة الشمالية، فالشوارع التي لم يصل إليها التعبيد، والبيوت التي تعاني من فيضان مجمعات الصرف الصحي المؤقتة، والأحياء التي تفتقر إلى المواقع الترفيهية تغطي رقعة واسعة من البحرين وتترقب من يمد إليها طوق النجاة

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 2762 - الإثنين 29 مارس 2010م الموافق 13 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 9:52 ص

      عنوان المقال يحمل الكثير

      شدني عنوان المقال (ارتقاء .. القرية والانسان)
      ارجعني الى الوراء الى ايام الصبا ايام اجدادنا الطيبين ايام الانسان واخوه لانسان معا في قرية واحده يسودها الحب .
      ارتقاء تمثل القرية والنسان والنفس الطيب الموروث من الاجداد.

    • زائر 6 | 8:48 ص

      نمتمنى ارتقاء في كل القرى

      لقد تقدمت قريتنا لدخول ارتقاء، ولكن بين لنا المسؤلين انهم يسيرون على خطة لدخول قرى محدوده في كل عام حسب الامكانيات.
      ونتمنى ان ترصد البلديات للمشروع ميزانية تمكنه مواصلت المسيرة لاسيما ان المشروع لقى استحسان الجميع بدون استثناء.
      تحية للقائمين على ارنقاء.

    • زائر 5 | 8:32 ص

      ارتقاء اثبات روح المواطن في العمل

      اثبت الانسان البحريني في ارتقاء انه سر نجاح اي مشروع وارتقاء سر نجاحه وفكرته في اعتماده على المواطن كعمود فقري للمشروع.
      وحب المواطن لقريته ورغبته في تطويره دافع قوي لاشتراكة في ارتقاء.
      ارتقاء يستحق الدعم من الجميل وهذا المقال والمقالات التي كتبت في ارتقاء يمثل دعم كبير للمشروع عبر اقلامكم.
      وشكراً

    • زائر 4 | 5:01 ص

      نتمنى تعميم التجرية

      لماذا لا تعمم التجربة على جميع المحافظات ؟

    • زائر 3 | 2:48 ص

      جهد يستحق التقدير

      ارتقاء محل تقدير الجميع وعساكم على القوة، ويد بيد نبني مملكتنا الحبيبة.
      نعم نحتاج الى 1000 مشروع مثل ... ارتقاء

    • زائر 2 | 2:09 ص

      ارتقاء مشروع نموذجي

      ارتقاء مشرع نموذجي نتمنى أن يطور بما يسهم في تطوير القرى.
      وسر نجاحه أن المواطن أو الركيزة التي انطلق منها، عبر خلق القناعة في نفوس الناس.
      عجني شعار ارتقاء لعام 21010
      لنكمل ما بدأناه معا ،، دليل على الشراكة والارادة ومواصلة الانجاز والاصرار على تقديم الأفضل.

    • زائر 1 | 1:24 ص

      اتفق معك 100 في 100

      ارتقاء مشروع خلق جواً من الشعور بالرضا والراحة النفسية من قاطني القرى، واخذو يتفاعلون مع المشروع بشكل كبير، حيث ان العملية كانت مشتركة وكان لهم الدور الكبير في ترجمة أفكارهم لتطوير قريتهم على الواقع ، مما عزز مفهوم الشراكة المجتمعية واظهره بأبهج صوره.

اقرأ ايضاً