العدد 2792 - الأربعاء 28 أبريل 2010م الموافق 13 جمادى الأولى 1431هـ

عبدالله بن راشد... حين يكون المسئول «مسئولاً»

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

أن تقف أمام مسئول، كبيراً كان أم صغيراً في الدولة... شاب في ريعان مشواره الوظيفي لخدمة الناس أم (شاب رأسه) وهو على كرسيه، وتستمع منه إلى قائمة من التبريرات والأعذار والمعوقات والمحبطات و(فاقعات المرارة) ورافعات الضغط، تجاه أمر يتوجب عليه أن يتعامل معه وفقاً للأمانة الوطنية الملقاة عليه مهما كان حجم الموقف أو المشكلة، فإنك لا تملك هنا سوى أن تضرب راحاً براح، وتحوقل وتتعوذ من الشيطان، والله يلوم الذي يلومك إن انتقدت أداءه.

أما إذا وجدت في ذلك المسئول الحرص والأمانة والاستعداد لتحمل هموم الناس ومشاكلهم، وينتقل معهم من موقع الى موقع، ويتابع بشكل شخصي ملفات تهم الناس، فإنك ستحترمه حتى وإن جاء الحل بعد حين من الزمن، فيكفي أن تتيقن في قرارة نفسك أنه لم يضع لك الشمس في يد والقمر في يد أخرى وأغدق عليك من الوعود وملأ جيبك بالأمنيات، لكنه سعى وفق المتاح من الإمكانات، وأخذ بخاطرك بما يبعث السرور في نفسك... والله إن المواطن البحريني يكفيه - وهو في شدة معاناته - أن يستمع للكلمة الطيبة واحترام المسئول له، ولا بأس بعد ذلك لو تأخر الحل قليلاً كما هو معتاد في أجهزتنا الخدمية.

لذلك، لم تكن حادثة كحادثة الشجار الذي وقع بمنطقة الرفاع الشرقي بين مجموعتين من شباب سترة والرفاع، أياً كانت دوافعها وحقيقة أسبابها، تافهة كانت أم مهمة... لم تكن هينة بالنسبة للمسئول الحريص على الاستقرار في المجتمع، والذي يدرك بأنه يجب أن يكون طرفاً رئيسياً في إعادة الأمور الى نصابها، وهكذا مثلت الحادثة امتحاناً أمام محافظ المحافظة الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد بن عبدالله آل خليفة في بداية مهامه كمحافظ، لكنه بادر لأن يكون هو نفسه ذلك (الطرف) الذي يطيب النفوس ويتصدى لانفلات الأقوال والتخرصات والتحريضات المريضة ويصلح بين الناس.

ولعل النجاح الأول، هو ذلك الشعور الذي عم الكثير من المواطنين، ولاسيما في سترة والرفاع الشرقي، تجاه (خطوة المصالحة) بجمع الأطراف ذات العلاقة بحضور القائم بأعمال محافظ المحافظة الوسطى وعدد من أعضاء مجلس النواب والمجلس البلدي ووجهاء وممثلي أهالي المحافظتين الجنوبية والوسطى ومدير عام مديرية شرطة المحافظة الجنوبية والقائم بأعمال مدير عام مديرية شرطة المحافظة الوسطى، لتطوى صفحة حادثة نسأل الله ألا تتكرر في أي منطقة من مناطق بلادنا الحبيبة.

إن تأكيد الحرص على تدعيم ركائز الأمن والنظام العام، ورفع مستويات الشعور بالأمان والطمأنينة والهدوء والسكينة والتصدي للظواهر والمشكلات التي تؤثر على الأمن واحتوائها والعمل على منع استمرار وقوعها أو تفاقمها لوقف التداعيات والتأثيرات السلبية على أطرافها وحماية المجتمع من أضرارها ومخاطرها، ليست مجرد شعارات أو كلام منمق للاستهلاك الإعلامي وحسب، وهذا ما ترجمه (عبدالله بن راشد) عملياً، فنال تقدير الأهالي لهذه المبادرة التي جاءت وفق توقيت سليم وخصوصاً أن هناك من يسعى لصب الزيت على النار في خطب هوجاء ومنتديات إلكترونية وضيعة، ورسائل جوال سيئة كسوء مرسليها.

وليس هذا الأمر بجديد على الشيخ عبدالله بالنسبة لمن يعرفه عن قرب، ويعرف اخوته ويعرف والده ويعرف مجلسهم العامر في الرفاع الذي يحتفي بالمواطنين من مختلف مناطق البلاد من الطائفتين الكريمتين بل ومن المقيمين أيضاً، ويصبح في بعض الأحيان بمثابة صدر مفتوح لأصحاب الهموم والمشاكل والمعاناة من المواطنين، لكن الأمر يختلف هنا لأنه يرتبط بمسئولية وأمانة وطنية وثقة وضعتها القيادة في شخص مسئول يجب أن يكون مع الناس أولاً بأول.

نتمنى ألا تصبح حوادث الشجارات الجماعية، كما حدث في الرفاع الشرقي وسبقتها شجارات عراد، ظاهرة في المجتمع البحريني، لكن، الأهم من ذلك، أن يقوم كل مسئول بدوره، وألا يقف موقف المتفرج أو المتلقي للمعلومات من هنا وهناك... ونيابة عن أهالي سترة والرفاع الشرقي، نقول شكراً للشيخ عبدالله بن راشد، وعساك على القوة دائماً.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2792 - الأربعاء 28 أبريل 2010م الموافق 13 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:56 م

      ولدي العزيز الشيخ عبدالله

      ولدي العزيز سعادة المحافظ: لقد إحترمتَ وأحببتَ وأخلصتَ للناس فاحترموك وأحبوك. أنا من جيل والدك أخي العزيز الشيخ راشد بن عبدالله، وكان زميلي في المرحلة الثانوية بمدرسة الهداية الخليفية بالمحرّق الحبيبة، وكان نعم الأخ والزميل الذي يحترم ويحب جميع االناس،وأفتخر بزمالته وأذكره بالخير دائماً،كما كان والدي رحمه الله يحبه. فإلى الأمام واعمل على التقريب بين إخوانك المواطنين سنة وشيعة، واضرب بيد من حديد كل من ينوي تفريقهم، سنياً كان أو شيعياً، والله معك ولدي العزيز وسدد على طريق الخير خطاك. /محرقي

    • زائر 6 | 3:01 ص

      ذلك الشبل0

      من ذاك ألأسد 0 بارك الله فيك يابوراشد0

    • زائر 5 | 2:15 ص

      ثقيلة يا طويل العمر

      بيض الله ويهك يا شيخ عبدالله.. شيخ ولد شيخ، ولا حرمنا الله منك وعساك على القوة وما نوصيك بالاهتمام بمشاكل الرفاعين تراها ثقيلة يا طويل العمر.

    • زائر 4 | 12:49 ص

      عندي تحفظ استاذ سعيد

      عندي تحفظ استاذ سعيد، يا يمنع اقول ان المسئولين اول شي لازم يضغطون على بعض النواب ومشايخ الفتنة ويأدبونهم وهذي مسئولية العائلة الحاكمة قبل لا تكون مسئولية دولة.. لأن روس الفتنة ما تهمهم الدولة بس يخافون من الشيوخ، وجان زين الشيخ عبدالله يتولاهم ويسنعهم

    • زائر 3 | 10:18 م

      ازيدكم من الشعر بيت

      جم مرة رحت بيت وزير الداخلية في المناسبات مع جدي، لكن بصراحة اللي يروح هناك يقول هذا مو وزير الداخلية ولا أولاده.. شقد ناس طيبين ولا يرتفع صوتهم يا الله ياا لله تسمع، بس يشيلونك على راسهم، انا اشوف الشيخ وابوه من الجناح المعتدل حتى لو حاول البعض ينال منهم من باب المعاداة والحرب ضد طائفة.. الميه تكذب الغطاس على قولة صديقي المصري المجنس، لكن ازيدكم من الشعر بيت: أول مرة اسمع الناس تمدح في مسئول من العائلة الحاكمة مو بس من اجل الشو والإستعراض لكن الرجال كان صريح وواضح.. بعد أنا ولد اختي متورط شكرا

    • زائر 2 | 10:14 م

      ودي بكلمة اضيفها

      والله احنه مو ضد تعيين الشيخ كونه من العائلة الحاكمة او كونه شباب صغير لا احنه مع المسئولا للي يعرف يتصرف مع المواطن ويخدمه.. وانا اختلف مع الناس اللي كانوا يقولون معينين واحد صغير، طيب نفس المشكلة صارت في عراد.. أكثر من مرة تكررت.. هل سمعتون أن محافظ (محافظ) راح هناك علشان يحل المسألة.. ولا شي، وبها المناسبة، أحب أشيد بمحافظ المحافظة الشمالية جعفر رجب واللي زارنا في مقر مسرح الريف بالمنطقة الغربية واشكره على برامج التدريب المخصصة للطلبة، ونتمنى من الدولة تدعم الشمالية بالفلوس تراها تعبانة.

    • زائر 1 | 10:10 م

      ما قصر الشيخ بو راشد

      بصراحةالشيخ عبدالله بن راشد (بو راشد) الله يحفظه ويخليه ما قصر أبد وانا اشهد.. أخلاق عالية وطيب نفس وتشعر انه من النوع اللي ما يخلي شي قدامه الا رب العالمين.. واحنه بصراحة كأهالي ما نخفي خوفنا من تصرفات هالشباب الكريهة المرفوضة سواء اللي يثيرون الهواش او الشجارات او اللي يحرقون، لأن الفئة الأولى عندها اتجاهات غلط في السلوك، والفئة الثانية عندها فرص للمطالبة بالحقوق لكن من دون الإضرار بالناس، والأهم نتمنى من الشيخ عبدالله أن يلجم أي خطيب يثير فتنة بين الناس وأكبرهم معروف.

اقرأ ايضاً