العدد 284 - الإثنين 16 يونيو 2003م الموافق 15 ربيع الثاني 1424هـ

سلاح ذو حدين

منيرة العليوات comments [at] alwasatnews.com

على رغم التقدم الحضاري والتكنولوجي والتطور السريع الذي شمل جميع الأمور الحياتية للانسان البحريني الا انني مازلت أعرف بعض الآباء والامهات الذين يرفضون الزج بابنائهم في متاهات الحياة، فالأب يرفض السماح لأولاده بالذهاب إلى أماكن مجهولة لا يعرفها ولم يتعود عليها، والأم مازالت ترافق ابنتها الصبية والمراهقة الى الاسواق والاماكن العامة خوفا عليها من ذئاب الطريق. ولكنني وللأسف الشديد أجدهم لا يبالون بترك فلذات أكبادهم أمام شاشات الانترنت اعتقادا منهم بأنها الوسيلة الآمنة المريحة لكسب المعرفة والبحث العلمي والادبي ويفوت هؤلاء الآباء والامهات أن المجال مفتوح أمام أبنائهم من خلال شبكة الاتصالات الدولية الانترنت وعبر العالم لتبادل الاحاديث والمناقشات البديئة مع وحوش المجتمعات وذئابها الضالة الباحثة دائما عن فريسة سائغة سهلة يخدرونها بما يبثونه من مناظر جنسية صريحة فاحشة وتبقى اكبادنا مهددة في أية لحظة بالوقوع في حبائل شياطين الانترنت. أيها الآباء والامهات.. قليل من وقتكم يكفي لتوجيه اولادكم وإرشادهم وتبصيرهم بما قد يترصدهم من اخطار ودسائس من وراء استخدامهم الخاطئ لهذه الوسيلة الحضارية العالمية. ولا أعتقد أن هناك من يجهل هذه الاخطار، وان جهلها فمن السهل جدا تعلمها بدافع من حماية اكباده من الضياع والتهتك النفسي والصحي. نعم بعض الآباء لا يبالون باخطار هذه الوسيلة، أما لجهلهم بالنتائج أو لعدم مبالاة بها. سيداتي سادتي الا تعرفون أن سبيل الاتصال بالعوالم الفاحشة عبر هذه الشبكة سهل، وميسور مع برامج يمارس فيها الجنس حيا صريحا بكل تفاصيله، عوالم يراد من بثها تدمير اخلاقيات وسلوكيات أولادنا وتوجيههم الى طرق الفساد والانحلال تاركين خلفهم كل ما غرسناه فيهم من قيم اخلاقية ومبادئ روحية سامية تنبض بالعفة والطهارة والفضيلة. ماذا لو عثر طفلك اثناء بحثه في هذه الشبكة على برامج يمارس فيها الجنس الفاضح مع الاطفال والحيوانات أو ان تشاهد ابنتك اغتصاب فتاة وتعذيبها بممارسة جنسية شاذة. أي انحراف ودمار يسكن نفسية الابناء ويجعلهم أسرى لهذا الاخطبوط الوحشي، معذرة سادتي ستقولون نحن يقضون نراقب أولادنا ونحميهم من هذا الخطر الفتاك وقادرون على ابعادهم عن هذا المجال القذر، أوافقكم الرأي ولكنه الوباء ايها السادة يكمن لهم في كل زاوية ويترصدهم في كل مكان في بيوت الاصدقاء، في صالات الانترنت في الاندية في كل مكان خطر متربص يفتك بالمبادئ والقيم بما ينفثه في سموم سياسية اخلاقية هدامة.. هذا لا يعني أن هذه الوسيلة شر محض ولكنها سلاح ذو حدين حد يفتك بالنسل والعرض وآخر يفتح نوافذ المعرفة والبحث ويقرب المسافات للدارسين ومن يطلبون العلم النافع والمفيد، ان هذه الوسيلة الحضارية سلاح معرفي اذا احسن استخدامه وأبعد مستخدمه عن مزالق الشبكات الفاسدة الضالة، وسؤالي الآن لمن غاب وعيهم بخطورة الشبكات وفقدوا قدرتهم على التحكم في تحركات اولادهم ومساراتهم الاجتماعية والاخلاقية: ماذا لو اكتشفت يوما ان ابنتك الوادعة الهادئة على علاقة محرمة بشخص يكبرها بكثير نصب لها شباكه فاصطادها وقعت أسيرة طيشه وبطشه وجهلها فاخذ منها ما اخذ ثم وجهها حيث يشاء لتخدم أغراضه الدفينة الفاسدة. أو ان ابنك الصغير قد تعرض لاعتداء جنسي من شخص تعرف عليه من خلال شبكة الانترنت فأغواه واستدرجه لطريق الفساد الخ.

أي ألم وندم يحطم كيانك ووجدانك وسمعتك بعدما انهارت كل القيم والاخلاق على عتبات الرذيلة والفساد انهم اولادك يا سيدي فاين المفر. هل تقتلهم هل تستر عليهم وتعيد تربيتهم أم تبارك لهم عبقريتهم في استخدام شبكة الانترنت... واليكم أقول حتى لا تقع هذه الكوارث بادروا لانقاذ أولادكم من حروب لا اخلاقية مدمرة يشنها أعداء العروبة والاسلام. والغرض هدم المبادئ والانسان العربي المسلم وأولادنا بداية الطريق.

وللحديث بقية

العدد 284 - الإثنين 16 يونيو 2003م الموافق 15 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً