العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ

نزولاً إلى الشباب... صعوداً إلى الحكومة (4)

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

اختتمت عمود يوم الأحد الماضي بنتائج دراسة حديثة حول أسباب غياب مشاركة منظمات المجتمع المدني في صياغة أمن المجتمع البحريني، وطرحت هذا التساؤل: «هل في مقدور الحكومة والمجتمع المدني إنشاء جسور حقيقية بينهما تسهم في حفظ أمن المجتمع وتستوعب الشباب وتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم وتفتح المجال للحوار البناء في شأن كل الملفات المهمة؟».

ولعل أبسط إجابة يمكن سوقها هنا هي أن عدم إفساح المجال من جانب الدولة للمجتمع المدني للمشاركة الفاعلة في ترسيخ الأمن والسلم الاجتماعي سيؤدي إلى تفاقم المشاكل مستقبلاً، ويتطلب ذلك إنشاء جسور التعاون بين الطرفين للتعاطي مع الملفات الأمنية المهمة، ومعالجتها وفق ما تتطلبه المعالجة... أمنياً إذا ما كانت المشكلة أمنية، وسياسياً إذا ما كانت المشكلة سياسية، وقس على ذلك سائر الملفات والقضايا طبقاً لمسبباتها وآثارها.

إن عدم وجود دور مؤثر لمنظمات المجتمع المدني على الساحة الأمنية له عواقب في غاية الخطورة، ودعونا نلقي نظرة على نتائج الدراسة التي أشرت إليها أعلاه، ففي الجانب المتعلق بكيفية مشاركة منظمات المجتمع المدني في تعزيز الأمن أشارت نسبة 44.4 في المئة من المبحوثين إلى حرص المجتمع المدني على المشاركة الديمقراطية لإنجاح المشروع الإصلاحي وتنمية الوطن، وقالت نسبة 29.6 في المئة بالتعاون مع الدولة في دراسة الظواهر والقضايا الاجتماعية والأمنية، أما من اختار (الكيفية) بقيام تلك المؤسسات بالأنشطة والفعاليات والتوعية لتحقيق المزيد من المكتسبات للسلم الاجتماعي فبلغت نسبتهم 26.0 في المئة.

أما من الذين رأوا أن المجتمع المدني ليس له أي دور في تعزيز الأمن، أرجع 62.4 في المئة من المبحوثين السبب إلى عدم إتاحة الفرصة لتلك المؤسسات لشراكة مجتمعية حقيقية مع وزارة الداخلية، بينما الذين أرجعوا السبب إلى أنها هي ذاتها لا ترغب في أن يكون لها دور وتكتفي بالعمل السياسي فبلغت نسبتهم 25.8 في المئة.

وأرجعت نسبة 11.8 في المئة السبب لاستمرار وجود ممارسات يمكن إدراجها ضمن ما يسمى بعقلية الحرس القديم.

ولعل من أهم التوصيات التي خرجت بها الدراسة هي تأسيس هيئة وطنية مستقلة تضم في عضويتها ممثلين عن الحكومة من جهة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني لتطبيق مفهوم «الشراكة المجتمعية»، على أن تتولى هذه الهيئة مسئولية معالجة الظواهر المضرة بالأمن الوطني بكل حرية وموضوعية وتجرد، وبدعم كامل من الحكومة من خلال تشخيص الوضع الأمني وفق أسلوب علمي مدروس، وتصنيف الظواهر والقضايا الأمنية كل واحدة على حدة، والعمل على دراستها والبحث في أسبابها واقتراح سبل معالجتها، كما أن من التوصيات المهمة هي أن تتصدى الدولة للخطاب الديني والإعلامي المثير للعداء والطائفية والاحتراب بين أبناء المجتمع، وتطبيق القوانين على المتورطين وعدم التهاون معهم، ويشمل ذلك التصدي لظاهرة إصدار الكتب والمطبوعات السرية والتقارير ذات الانعكاس المدمر للوحدة الوطنية.

ومن الضروري، حسب التوصيات، أن تبادر الدولة والمجتمع المدني إلى كشف ممارسات التمييز والتصنيف المذهبي، وتجريم التشكيك في ولاء وانتماء المواطنين البحرينيين لبلادهم وقيادتهم، وإتاحة الفرصة لمنظمات المجتمع المدني والوجهاء وعلماء الدين للتواصل المنجز المدعوم من الدولة لتلبية احتياجات المواطنين، وإنشاء قنوات فاعلة لإنهاء المشاكل الأمنية والاجتماعية، والتصدي لممارسات ذوي النفوذ المتجاوزة لقوانين وأنظمة البلد.

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 2879 - السبت 24 يوليو 2010م الموافق 11 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 12:10 م

      متى سترعوي حكومتنا عن ظلمنا

      هل تعرف ان عنوانك فيه سب للحكومة
      انت تقول صعوداً للحكومة : بمعنى ان الحكومة لا تنزل للشباب كي ترى مشاكلهم
      فكيف لك ان تطلب من الشباب ان يصعدوا اليها
      سعيد محمد : هذه السلسة التي تتحدث عنها ، اعتقد انها درامة فاشلة تحتاج الى صياغة جديدة وهي
      ( متى سترعوي حكومتنا عن ظلمنا)

    • زائر 11 | 8:11 ص

      شكرا استاذ سعيد

      اولا اريد ان اشكرك يا استاذنا الفاضل على ابدائك الاراء المنيرة التي تصب في مجال السلم الاهلي و اقول لكم ان الله لن يضيع اجر من احسن عملا.فعلا القرى تحتاج الى من يزرع الوعي فيها.و اعتقد ان المنطق هو ان يتم استغلال طاقات الشباب في البناء لا الهدم.و ما هو حاصل لدينا ان جميع القوى الدينية و المجتمعيه قد نأت بنفسها عن شجب هذه الممارسات و هذا يعتبر بحد ذاته تخاذل عن اداء الواجب الوطني.يمكن للجميع التعبير عن مطالبه عن طريق الطرق السلمية و من خلال القنوات الشرعية و ليس من خلال تبني سياسة الارض المحروقة

    • زائر 10 | 7:38 ص

      هل يسمعك أحد

      يا خوي السلسلة مهمة ومعالجتها وايد عميقة وفعالة والأفكار موضوعية لكن هل يسمعك أحد؟ نصيحتي لك يا خوي ترى البلد فيها الإنسان الطيب الشريف معرض للخطر دير بالك.. والحكومة لو تبي تحل المشكلة تعرف الطريق زين ما زين..

    • زائر 9 | 6:40 ص

      عقدة النقص والمؤهلات والامتداد التاريخي لعشرات القرون

      يااخ سعيد عندما تتحدث مع اي انسان سوا خليجي او عربي او اجنبي-دائما يقولون ان البحرين بلد ثقافة وعلم وشعب راقي ومحترم ودو خلق ودمث خلق من سحيق القرون وهناك شواهد ومعالم واثار وكتب وقبور ونخيل واشجار ومكتبات تشهد على مااقول-ولكن المشكلة مع الطرف الاخر وعقدة النقص والتحصيل العلمي والتصحر وعدم الانتماء الى عيون ونخيل وشواطي واشجار هدة التربة-واستيراد بعض البضائع من الخارج لكبح واقصى وتهميشم الكفاءات والعقول المزروعة كااشجار عين عداري وقصاري والجنبية وسترة والدير وباربار-هنا تكمن العقدة والنقص-

    • زائر 8 | 6:36 ص

      اذا حجا الشرع

      اما انا اقول اذا حجا الشرع عبدعلي البصري فالكل يسكت لا دراسة ولا مقالات ولا احد يعرف يكتب الا هو مشكل مسوي روحه مناضل وما يعرفهم يفرق بين الفوضى وبين المطالب.. تعال شوف المشاكل اللي في الديرة ويا ريت تقول لينه شلون استفدنا..من يقول لك ما في ناس تحرق بس حق الفوضى..لا فيه ناس واجد وشبعنا من السكوت ومن الطبطبة عليهم وانشان ما تدري انا اقول ليك ما نبغي تخريب وما نبغي طرطنقية يسوون لينه مشاكل واذا ما يقدرون يطالبون صح خلهم يدلفون.

    • زائر 7 | 5:53 ص

      شوي شوي علينه

      شوي شوي علينه.. ما عليه، ما نقول ان كل الشباب يحرقون ويخربون، بس اللي احنه انشوفه وانت كتبته في الحلقة الأولى (لا تنسى اللي صار ليلة الإسراء والمعراج من تحريق وتخريب في البلاد القديم تأذينا منه) هذه التصرفات من يوقفها؟ هي ليست مطالب ولا يتفق عليها الناس، وكتب اهالي البلاد لك رداً عن الأغلبية الصامتة المتضررة من همج هؤلاء الشباب والمراهقين.. أنا شخصياً أعتقد أنهم يعينون الظالم في الخفاء لإنجاح مخطط الإضرار بالقرى.. اما المطالب الدستورية فلا تهمهم لأنهم شباب مشكوك فيهم.

    • زائر 6 | 5:18 ص

      المليون هو الحل !

      الحل بسيط تعطي كل مواطن مليون وصدقني مستحيل تشوف احد في الشارع وحتى الشراكة المجتمعة اللي تتكلم عنها ما راح يكون لها ثأثير لكن المليون راح يسكت كل شخص محروم وصدقني هذا اقتراح مكلف ومستحيل وقد يعتبره البعض رد ساخر ولكن هو الحل ....

    • زائر 5 | 5:12 ص

      سلسلة مملة

      الرجاء التوقف عن هذه السلسلة والكتابة عن أمر مهم آخر. هل يصلح العطار ما افسده الدهر؟ بعدين: اعجز عنها فارس الفرسان اتلقاها أبو الصبان؟

    • زائر 4 | 4:47 ص

      اخوان سنة وشيعة يا البصري

      زائر رقم 1 او البصري مسامحة: شنهو تسوي اللي يسكرون الطريج جدام الناس.. شنهو تسمي اللي يحرقون في الدواعيس.. شنهو تسمي اللي يقطون مولوتف على واحد من الديرة اتهموه انه مخابرات ومباحث.. شنهو تسمي اجبار الناس على اغلاق محلاتهم في القرى.. شنهو تسمي تخريب المدارس.. شنهو تسمي الحادث اللي راح فيه شاب من الديه والثاني فقد بصره..

    • زائر 3 | 4:44 ص

      بحث موفق

      بحث موفق يا بو محمد .. ودائماً تتحفنا بمواضيعك المتزنه واختلف مع اللي يقول عنك انك ضد الحركة المطلبية فمقالاتك الكثيرة تبين أنك ضد التحريق والتخريب الهمجي الذي ابتلينا به في القرى، وليس ضد المطالب فنحن نقرأ ونفهم.المطلوب من المسئولين في الداخلية وفي جهاز الأمن الوطني الإستفادة من الدراسة لأن فيها تحديد مهم لمستقبل أمن البلد، ولا اعتقد أن هناك دراسة مهمة أمنياً أهم من دراسة الأخ سعيد، فهو مسئول الخدمات والبحوث في المحافظة الشمالية كما اعلم وهو اعلامي

    • زائر 2 | 4:40 ص

      الى الكاتب والى البصري

      الأخ عبدعلي عباس البصري: اسمح كقاريء اقول أن الكثير منا نحن القراء نريد أن نحرك الكتاب على مزاجنا.. يعني نبغيهم يكتبون على كيفنا وما يكون ليهم رأي يخالف رأينا والا فهم لا يعرفون الكتابة.. أما التحريق والتخريب العبثي والفوضوي فهو موجود وأنا واحد ضده.. الكاتب طرح خلال سلسلة من أربع حلقات تفصيلاً لما يجب أن يكون عليه الوضع ويبدو أنه نفسه كاتب الدراسة حسبما علمت من بعض الإخوة ومن فريق توزيع الإستبيانات.. الدراسة قوية وجريئة والسلسلة قوية وجريئة وشكراً للوسط.
      احمد الماحوزي
      اعلامي اكاديمي

    • زائر 1 | 11:09 م

      عبد علي عباس البصري

      بديت تعرف تكتب ، مو تروح تمسك الي احرقون وتكول لهم هه هه هه تعال وووويش صاير لللللليش اتتتتتحرقون . الحين دراستك دراسه اجتماعيه سياسيه اقتصاديه منطقيه، ارجو لك التوفيق

اقرأ ايضاً