العدد 2896 - الثلثاء 10 أغسطس 2010م الموافق 29 شعبان 1431هـ

الذكرى السادسة... من وحي الجنازة

عبدالله هاشم comments [at] alwasatnews.com

طيفٌ ساطعٌ لا يغيب... يا لهذا الحضور؟

طيفٌ ساطعٌ لا تراه العيون... طيفٌ ساطعٌ يملأ الأفئدة في كل صباح وكل مساء وفي كل حين، فلسانك يلهج بذكر محمد وعلي وعمر والحسين... فأنت سليل الشجاعة عندما دعاها وطن كسير، أنت عضيد الفقراء في الخفاء مواسي المرضى قلب رحيم ممسك بتعاليم ديننا العظيم، هذا أنت أيها الشيخ الجليل ستة أعوام مضت من لحظة الرحيل وأنت تصول أمامنا وفي وجداننا كل ما قلته لنا من حكايات المظالم والقهر سيراً يعيدها الزمن، قلت لنا يوماً آلامكم لن تتوقف جرحكم لن يندمل فابقوا مثابرين ابقوا هناك حيث تنعدم الهزيمة إذا لم يأتِ الانتصار إياكم والقفز على موجات الزمن ليكن لديكم صلابة العشب لا هشاشة السنديان أبقتنا الشجاعة وحدها في زماننا، لذلك كانت سيرة العذاب، فزماننا غير زمانكم، إياكم وأن يلعب الدهاء بكم فأنتم فرسان العلم وحملة الحلم واسدنة القلم.

نعم قلنا للشيخ ذهب الأحباب في صمت آخرهم هشام ذلك الفتى الذي شرب من ذات النبع، كنت تحثنا لأن نشرب منه فشربنا، كنت تقول لنا هذا النبع لا يرده إلا الأحرار، كنت تسير أمامنا ونحن نقتفي أثرك، كنا نتهامس ونعجب ونحن نرى عمق وَطْء قدمك ثابتة رصينة.. اللهم ثبت قدمك يوم تزل الأقدام، مشيت في دنياك وحيداً، خاف الناس الاقتراب منك وأنت تمسك بجمر الحق، وتدفع بسخاء ضريبته تجاهلاً وسخريةً وسجناً وعذاباً، ولكن الناس أتوا من كل صوب وحدب آن تلك اللحظة المهيبة، لحظة الرحيل عندما كانت الجنازة.

كان سيلاً قوامه البشر... كان هديراً لم تشهد مدينة الأحرار المحرق الأبية له مثيلاً... كان مسيراً طويلاً وأنت تتهادى على الرؤوس في سلام، نفس مطمئنة تعلم ويعلم العالمون ماذا فعلت وما كسبت القلوب، فهي راجعة إلى ربها راضية مرضية تلقاه تعالى في خشوع المؤمنين حيث إنها لم تقبل بأن تنخرط في صفوف تجار الدين، فكنت بصيراً عندما اجتاح العمى من آمنوا بموزعي الكلأ على الجائعين.

كان المسير طويلاً وكأن المودعين متمسكون بذكراك، متمسكين بما تركت لهم من إرث المحبة وقولة الحق، تعددت آراؤهم وأفكارهم وإلى ماذا ينتمون، في هذه اللحظة أجمعوا على منزلتك التي لا تضاهى وهم يتلفتون، يرمق كل منهم الآخر ولسان حالهم يقول: دعانا للحق طوال حياته ووحدنا لحظة موته تلاوين وأطيافاً تشكل موج الجنازة التي عنت الكثير، وأرسلت إلى الناس خلاصة الدروس، ها هو الشيخ يقول افعلوا يا أحبتي فعل الخير تجدوه في القلوب فرضاء الله من رضاء عباده... ومازالت الجنازة تسير وأبناؤك يحيطون بالنعش، عيونهم معلقة عليه، إذ قال أحد حكماء المدينة لأحدهم: أترى؟ فرد عليه نعم أرى موج الوداع الأخير فقال الحكيم إنه رضوان الله، هذه ساعة الحقيقة لا مجاملة فيها ولا تزلف، فمن عمل صالحاً مخلصاً لله سخر الله عباده للحظة وداعه وهي ساعة العرفان، فقد يخاف الناس، وقد يكتمون أو يخاصمون، ولكنهم يعرفون من قام من أجلهم وقال قولتهم وحمل همهم، وواساهم في أحزانهم وبارك أفراحهم.

هذا هو الوالد...

هذا هو الوالد الذي قالت له المحرق قولتها، وأسرَّت له بسرها في حياته، واستحلفته أن يودعه صدور الأبناء لحظة الوداع شريطة حفظه والعمل به، فكان لها ذلك، فهو الصادق والشجاع والأمين.

إقرأ أيضا لـ "عبدالله هاشم"

العدد 2896 - الثلثاء 10 أغسطس 2010م الموافق 29 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 1:35 ص

      هذا الشبل من ذاك الاسد

      هذا الشبل من ذاك الاسد
      نراك الشبل يابوالوليد

    • زائر 5 | 6:27 م

      تكلم حين منع الكلام وصمت حين سمح للكلام .

      تعلمنا نحن المحرقين الجرأة من هذا الرجل الذي وقف وحده فى الميدان فى وقت كان الخوف ساريا مستبدا فى وجوه الكثيرين بسبب بطش القانون السائد فلم يهادن ولم يرجع لحظة وقف صامدا متحمل كل الالام وتحمل هم الدفاع عن المحرومين والفقراء ودافع عن الشرفاء ووبخ من تخاذل ولام من تراجع وقف فى وجه المتملصين وآكلي السحت ولاعقي الاحذية وقف اما الانبطاحين وكشف سؤتهم وسؤء عملهم عارض دخول البرلمان وصرخ فى وجوه رجال الدين اللذين ارادوا ان يشوهو صورة رجل الدين فقد كان هذا الشيخ رجل عن40 نائبا .

    • زائر 4 | 2:41 ص

      ونرغب بعودتك انت عبدالله هاشم للموقعك السابق...(الجزء الثاني)

      ينهيها.مانطلبة منك وانت صاحب التأثير والتي تحاول الجهات الكثيرة الرسمية والغونغو منها ان تسيء اليك والى تاريخك وان تحيدك واستطاعت فعلا؟ان تعود الى طريق المرحوم الذي تنتفض فرائض المسؤولين لحظة رايته وبالذات في مجالس التعزية ولوعاش رحمه الله وراى ماحل بالمحرق وبالذات من يتشدق بحماية عروبة البحرين وغيرهم من اكلي السحت والمسيرين بالريموت كنترول لما سلموا منه رحمه الله.اعود وبرحمة المرحوم ومعزته ان تلتفت لما يوجه للمحرق فلقد تغيرت المحرق كثيرا بسبب التجنيس والاحلال فهل نسمع بعودتك من هذ الباب نرجوا

    • زائر 3 | 2:27 ص

      ونرغب بعودتك انت عبدالله هاشم للموقعك السابق...(الجزء الاول)

      ماذكرته أخي العزيز هو معروف للجميع وتذكيرك لنا به لهو واجب على الغيورين من امثالك فلقد كانت لك المواقف المشرفة والكبيرة والشجاعة فلقد كنت ترهب الكبير بقوة منطقك وحجتك ودفاعك عن السياسين والفقراءويما تعرضت للغدر وتلفيق التهم ولم يثبطوا من عزيمتك فأنت كنت تلميذ في مدرسة المرحوم اسكنه الله فسيح جناتة..لكن أخي في غمضة عين تغيرت وبدأت تتكلم عن المناطقية والطائفية وجماعتي وجماعتكم ومسجدي ومسجدكم؟؟والنتيجة هي يأخي الفاضل خسارة مدينة الصمود والشموخ المحرق الابية لهويتها فالتجنيس والتهجير لمواطنبها يكاد

اقرأ ايضاً