العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ

اختبار جديد لتشخيص السل في ساعة

هل يصبح في متناول الدول الفقيرة؟

يرى العديد من الخبراء أن الاختبار الجديد لتشخيص مرض السل في ساعة واحدة فقط لن يساهم بشكل فعال في المكافحة العالمية للمرض إلا إذا ما أصبح في متناول الدول الفقيرة.

وقد علق مدير قسم مكافحة السل بمنظمة الصحة العالمية ماريو رافيجليوني على ذلك بقوله: «إذا تحقق هذا الاختبار وظل عالي التكاليف، فمن الواضح أنه لن يكون مجدياً. إذ يجب أن تكون تكلفته منخفضة بشكل يمكن البلدان الفقيرة من استخدامه على نطاق واسع».

وجاء اختبار الساعة الواحدة، الذي تم تطويره من طرف وكالة الحماية الصحية البريطانية، في أعقاب الإعلان الأخير عن التوصل لاختبار Xpert MTB/RIF لتشخيص مرض السل في ساعتين.

ووفقا لوكالة الحماية الصحية، فإن الاختبار السريع الذي يستخدم الحمض النووي لتشخيص مرض السل، يتمتع بحساسية أكثر من غيره من الاختبارات المتوافرة في الوقت الراهن. غير أنه قد لا يصبح متوافراً في الأسواق قبل نهاية التجارب المقرر إجراؤها خلال العام القادم.

ويستغرق اختبار السل الأساسي المستخدم حاليا حوالي 24 ساعة لإظهار النتائج في حين قد تستغرق الاختبارات الأعمق والأكثر دقة فترة تصل إلى ثمانية أسابيع أحياناً.

وأشار رافيجليوني إلى أن استخدام الاختبار الجديد في المرافق الصحية الأساسية يتوقف على مدى بساطته، مشيراً إلى أنه «يجب أن يكون بسيطا بما فيه الكفاية حتى تستطيع المرافق الصحية الأساسية استخدامه. إذ يجب أن تتمكن هذه الأخيرة، عند استقبالها لمريض يعاني من السعال من تشخيص مرضه وتمكينه من بدء العلاج على الفور... لذلك، يتعين على هذا الاختبار أن يكون في مثل بساطة اختبار تشخيص فيروس نقص المناعة البشري».

ويشكل التشخيص المتأخر واحدا من العقبات الرئيسية التي تواجه البرامج العالمية لمكافحة السل، حيث إن التشخيص المبكر سيساعد على خفض مستويات انتقال العدوى. وقد علق رافيجليوني على هذا بقوله: «لا تكمن المشكلة فقط في عدم تشخيصنا لحوالي ثلث مرضى السل على الصعيد العالمي ولكن أيضا في كون التشخيص لا يتم سوى في مرحلة متأخرة من الإصابة مما يؤثر بشكل سلبي على النظم الصحية وعلى الصحة العامة، حيث يتسبب المصابون في انتشار العدوى بالمرض دون أن يدركوا ذلك».

من جهته، قال مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل والجذام بكينيا يرى يوسف سيتييني لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أنه طال الانتظار وآن الأوان لظهور اختبار سريع لتشخيص المرض. وجاء في قوله: «نحن مازلنا نستخدم اختبار البلغم الذي يعد نظاماً عتيقا يبلغ عمره 125 عاما. لقد حان الوقت لاستخدام اختبار أكثر كفاءة... في الوقت الراهن، يضطر المرضى لمغادرة العيادة والعودة مرة أخرى للحصول على نتائج فحصهم في اليوم التالي، وقد يضطر البعض منهم للانتظار لعدة أسابيع للتأكد من النتائج، كما أن بعض المرضى لا يعودون أبدا للحصول على نتائجهم أو لبدء العلاج».

وأضاف سيتييني أن توافر الاختبار على نطاق واسع ومساهمته في زيادة التشخيص يعني الحاجة إلى المزيد من الأموال، حيث «ستصبح هناك حاجة لموارد إضافية ولمزيد من العاملين في مجال الصحة ولتدريب أكثر ولغير ذلك من الاحتياجات الأخرى».

ووفقا لرافيجليوني «يعتبر السل واحدا من أرخص الأمراض من حيث تكلفة العلاج، لذلك ينبغي ألا يكون هناك عذر لعدم توسيع نطاق خدمات العلاج... لابد من إيجاد طريقة لتغطية التكاليف الإضافية للرعاية».

ويكلف علاج مريض السل ما بين 20 و25 دولارا باستخدام استراتيجية منظمة الصحة العالمية للمعالجة قصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر DOTS.

وعلى الصعيد العالمي، يتم تشخيص حوالي 400,000 حالة إصابة بالسل سنويا. ويشكل السل القاتل الأكبر للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري في إفريقيا. ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية للعام 2009 عن مكافحة السل على الصعيد العالمي، تم تسجيل ما يقدر بـ 1.37 مليون حالة جديدة من حالات السل بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشري في العام 2007.

العدد 2969 - الجمعة 22 أكتوبر 2010م الموافق 14 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً