العدد 3035 - الإثنين 27 ديسمبر 2010م الموافق 21 محرم 1432هـ

المتقاعدون... عز الوطن

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

ينطبق المثل الشعبي المشهور «عومة مأكولة ومذمومة» على المواطن البحريني المتقاعد، فبدلاً من أن يكافأ على إفنائه رحيق شبابه وريحانة عمره في البناء والتعمير والنماء في قطاعات العمل الأهلي والحكومي المختلفة، يجازى برفع فترة عنائه وشقائه بإبقائه كادحاً حتى سن 65 عاماً، ومن ثم يترك ليمضي باقي حياته في دار رعاية الوالدين أو مقعداً يترقب حسن الخاتمة في أية لحظة.

أقل ما يتمناه أي متقاعد في هذا البلد، هو رفع راتبه التقاعدي كاستحقاق إنساني قبل أي شيء آخر، حتى يضمن الحصول على مستوى لائق من المعيشة يتناسب مع شيبته وكبر سنه، وخصوصاً أن من يعملون بكامل صحتهم وطاقتهم الجسدية يشكون ضعف الأجور وخواء الجيوب في الربع الأول من كل شهر، فكيف حال من يتقاضى 170 أو 250 ديناراً وفي ذمته زوجة وأبناء وبنات لم يبلغوا سن الزواج بعد.

من أين يستجدي المتقاعد لقمته إن كانت بالكاد تغطي ديونه نظير حصوله على قرض استبدال أو سداد أقساط الوحدة السكنية التي يقيم فيها مع أحفاده؟ هل يعقل أن يترك كالسائل يمد يده عند أقرب مسجد وهو الذي شيد بسواعده حاضر هذا الوطن ونهضته العمرانية والاقتصادية؟ وهل من اللائق أن يترك كالملفات في الأرشيف للاستعانة به كلما دقت ساعة الحاجة إليه؟ أليس من الواجب إكرامه وإعلاء شأنه حتى يشعر الآخرون ممن سيتقاعدون لاحقاً مع مر السنين أن وطنهم لا يمكنه أن يتخلى عنهم أو يتركهم لأمواج الحياة تتقاذهم كيفما شاءت؟

المؤمن عليهم والجهات التي يعملون لديها يسددون اشتراكاتهم شهرياً، وليس للهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية أن تلوح بحرمانهم من راتبهم التقاعدي بحجة وجود عجز اكتواري تواجهه الخزينة، كما لا يحق لها أن تنسف توحيد المزايا بين القطاعين العام والخاص بحسب المرسوم رقم (3) لسنة 2008 للسبب ذاته.

شريحة المتقاعدين هم شيوخ وكهول هذا الزمن، وإن كان للنواب أن يسترخوا على مقاعدهم الوثيرة ويسرحوا في أنباء زيادة مكافآتهم الشهرية، فعليهم أن يستذكروا من تكبد عناء المجيء للتصويت لهم في مراكز الاقتراع متكئاً على عصا أو متنقلاً على كرسي متحرك، وليعلموا كم كانت قلوب هؤلاء معهم في يومي 23 و30 أكتوبر/ تشرين الثاني 2010، لأنهم يحملون في داخلهم أملاً كبيراً ببلوغ مستقبل جميل أكثر إشراقاً، وقطعاً كانوا عناوين في برامج المرشحين الانتخابية ولكنهم يترقبون أن يصبحوا أرقاماً في لوحات التصويت الإلكترونية ومشاريع بقوانين تحفظ لهم شيئاً من حقوقهم التي سلبتها تلابيب الدهر.

سيبقى البحريني هو الطاقة الحقيقية التي يراهن عليها الوطن في تحقيق أهدافه وخططه التنموية بعيدة المدى، وليس من اللائق حرمانه من مكافأة نهاية الخدمة، وإلغاء الزيادة السنوية عنه، وزيادة عدد سنوات احتساب متوسط معاش الموظف التقاعدي، فليس ذلك الذي ينتظره أي إنسان تعز عليه كرامته.

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3035 - الإثنين 27 ديسمبر 2010م الموافق 21 محرم 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 5:20 م

      دهن عود

      سأروي لكم قصة والدي ( بعد أنقضى16سنة في العمل كشرطي وبعدها التحق بالقطاع الخاص بأحدى الشركات وعمل 16 سنة وعندما وصل عمره56 ذهب لكي يطلب تقاعد مبكر ولكن الجواب ليس لك حقوق وعليك أن تستلم معاش أذا أكملت 60 سنةوبعد خبر رفع سن التقاعد الى 65 سنة من قبل الحكومة هل يوجد امل في التقاعد لمثله الجواب للسادة النواب

    • زائر 6 | 8:39 ص

      شكرا على هذا المقال الانسانى (( الحقيقه المرة ))

      لا استطيع الا ان اوصفك على هذا المقال الا بصحفى الشريف حيث ان موضوعك جدا مهم الى ناس ليس اليهم فى هذا الدنيا سوى الله وامثالك الطيبين اناس خدمو البلد وكدحو وفى النهايه نسوهم والكل يبتعد عنهم اصبحو عائله على المجتمع الذين هو بنوا سبحان الله الكل يهرب منهم القروض ممنوع عليهم والسبب السن ووصلوه الى 60 وكان سن 60 نهايه الحياه .. لا يوجد اى تقدير من الحكومه اليهم او اعطاء تسهيلات اليهم او على الاقل بطاقه خاصه تميزهم وقت تقديم الخدمات او وجود خصومات الاداريه فى الجهات الحكوميه على الاقل وشكرا

    • زائر 5 | 7:09 ص

      إنهم يسرقون أموالنا لتغطية مصاريف المجنسين

      هذه أموالنا وبدل من أن نكافأ عندما نتقاعد إذا بنا تقلص امتياراتنا لكي يغطوا العجز الحاصل بسبب التجنيس وغيره من امور الفساد
      يجب على كل الموظفين والعاملين في القطاع الخاص رفع عقيرتهم وعدم السكوت لأن نوايا الحكومة لا تطمّن وهي بين فينة وأخرى تجس النبض لكي تتعرف على ردة الفعل حين تقوم بعمل فهي تسرب بعض الأخبار لمعرفة مدى رفض الشارع للموضوع وإنكم بسكوتكم سوف تسهمون في إعطاء الضوء الأخضر لهم
      إننا في انتظار التعديلات لكي نتقاعد وإذا بهم يحاولوا التلكؤ معروفة السالفة

    • زائر 4 | 1:29 ص

      ال

      مايصرح به المسئولين في البلد بأن الانسان هو اغلى ما في الوطن ... فأين العزة والكرامة للمواطنين .... ؟؟؟؟؟

    • زائر 3 | 1:21 ص

      من تقاعد مات!؟

      صح من تقاعد مات فى البحرين لا امتيازات ولاغير الله فى العون

    • زائر 2 | 12:18 ص

      رفع راتبه التقاعدي كاستحقاق إنساني ؟ وكيف يكافىء بخصم نسبة من العلاوة الاجتماعية ؟؟؟

      وبدل هذا الحق من بعد الجهد الجهيد والمشقة المضنية في خدمة يكافئ بأذلالة يكفف ويتسول من الناس بعد الديون والقروض للبيت والسيارة والأبناء ،اليس هو إنسان كباقي البشر له حق العيش السعيد ؟؟
      لماذا لا يترك يعيش بقية حياته مثل الناس ، بل يترك للإهمال والهواجس
      بعد ما شقي طوال عمره وكبرفي السن " استعملتموه في شبابه وتركتموه في شيخوخته " .
      يا من يهمه الامر انظروا الى حاجة المتقاعد غدا الجميع سوف يعبر هذه القنطره وتصبحون متقاعدين .

    • زائر 1 | 9:53 م

      الحكومة و النواب نسوا وعودهم للمتقاعدين !

      الحكومة و النواب نسوا وعودهم للمتقاعدين !
      أو تناسوا

اقرأ ايضاً