العدد 311 - الأحد 13 يوليو 2003م الموافق 13 جمادى الأولى 1424هـ

عودة العسكريين المفصولين متأخرة ولكنها محمودة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

استجابة وزارة الدفاع للطلب المقدم من 47 مواطنا من المنتسبين للوزارة لعودتهم الى عملهم بعد ان تم تسريحهم اثناء حوادث انتفاضة التسعينات يستحق الثناء على رغم تأخره قرابة العامين. وتزامن هذا مع عودة قرابة 200 مواطن بعد فصلهم بسبب اطلاق لحاهم.

الذين اقيلوا منذ منتصف التسعينات عانوا الأمرّين. فمن جانب كانوا يعاملون من قبل بعض جيرانهم وكأنهم «عين» مسلطة عليهم، بينما كانت الجهات الرسمية تعاملهم كـ «مشتبه بهم» لأنهم من المناطق المنتفضة آنذاك. وقد اشتكى هؤلاء المواطنون من ضياع حقوقهم ومعاناتهم ومطالبة المحاكم لهم بسبب الديون التي أثقلتهم وعدم استطاعتهم تسديد أيٍّ منها لعدم وجود المعاش الشهري.

لقد التقيت بالمتضررين مرتين خلال العامين الماضيين واستمعت الى مصائبهم التي حلت عليهم لا لذنب إلا لأنهم من هذه المنطقة أو تلك. والمجموعة تصل قرابة المئة عندما يُضاف اليهم منتسبو وزارة الداخلية الذين عانوا من المصير نفسه. شكاوى هؤلاء المواطنين وصلت الى ديوان المظالم والى الديوان الملكي وكانت هناك توصيات مباشرة لحل المشكلة، ومع ذلك فقد تأخر الحل (البسيط) كثيرا.

إن المشروع الاصلاحي قام على أساس فتح صفحة جديدة والنظر الى المستقبل واعتماد حسن النية بين جميع الأطراف. ولدينا فرصٌ كثيرة لتعزيز الاصلاح فيما لو كانت الاستجابة من الجميع أسرع مما شاهدناه في مختلف الوزارات والمؤسسات.

على أننا ينبغي ان نسعى إلى حلول أكثر جذرية لإزالة اللبس وإبعاد الشبهات حول التوظيف في عدد من القطاعات المهمة والحساسة في البلاد. فعلى رغم أن التشريعات البحرينية تتحدث عن المواطن بصفته مواطنا، إلا أن الممارسة والحوادث المتتالية تفرض اولويتها على التشريع، وهو الأمر الذي يدفع باتجاه الحديث عن التمييز في هذا المجال او ذاك.

اننا وفي الوقت الذي لا نتوقع ان تحل جميع المشكلات بسرعة خاطفة الا ان بالإمكان البدء بطريقة افضل لمعالجة الخلل. والاعتقاد الذي كان سائدا في الماضي اثبت فشله، فالخطر لايتمثل في هذه الفئة دون غيرها، وانما في وجود فئة تشعر بالحرمان لاي سبب من الأسباب. ثم ان التطورات المتلاحقة غيرت الأمور كثيرا وهناك خلط في الأوراق على مختلف الأصعدة، ولذلك فإن التصور الذي كان سائدا في مطلع الثمانينات لم يكن دقيقا آنذاك وليس صحيحا الآن ويمثل خطرا على مستقبلنا فيما لو لم تتم معالجته بجرأة.

نستطيع جميعا ان نشارك في بناء وطن يشعر الجميع بأنه جزء كامل وغير منقوص، وهذا هو جوهر الاصلاح المنشود وهو ما ينبغي الاستمرار في السعي اليه

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 311 - الأحد 13 يوليو 2003م الموافق 13 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً