العدد 3124 - السبت 26 مارس 2011م الموافق 21 ربيع الثاني 1432هـ

فواز الشروقي... هل افتقدت القرية؟

سعيد محمد saeed.mohd [at] alwasatnews.com

ذات يوم ليس ببعيد... كان بحارة الحد يجأرون بالشكوى مما فوجئوا به من تدمير لساحلهم ومرفئهم وتعرض أرزاقهم وأرزاق عيالهم جراء ما حل بساحل الحد العريق من مصيبة بسبب ذلك التدمير الناتج عن المشروعات القائمة هناك.

لم يكن البحارة يتمنون أكثر من أن تخصص لهم الجهات المعنية مرفأً مناسباً يطلون به على البحر، وقد حاولوا مراراً وتكراراً عرض شكواهم في الصحافة لكنهم لم يجدوا آذاناً صاغية! في تلك الفترة، كان الزميل الكاتب والأديب والشاعر المبدع فواز الشروقي قد ترك العمل في الصحافة، لكنه مع ذلك، أخذ على عاتقه أن يوصل صوتهم الى المسئولين، ووجدته يتصل بي لإجراء تحقيق صحافي لمعاناة بحارة الحد، وقبل أن أشرع في إعداد الموضوع، وجدت الزميل الشروقي وقد أجرى كل اللقاءات مع البحارة وأرسلها جاهزة للنشر... كل ذلك لأنه كان صادقاً في ايصال معاناة البحارة ولم يألُ في ذلك جهداً.

قبل أيام، كان النص الرائع للشروقي يتحدث عن جاره (أبي محمد) الذي غاب عن الوعي، وفي غمرة المشاعر الحزينة مما تشهده بلادنا من آلام، كان الشروقي يرمز الى النفس الطائفي البغيض الذي ألم بالبعض ممن يسهل اصابته بالفيروسات الطائفية بلا رادع ديني أو وطني أو انساني، وتمنى ألا يفيق (أبا محمد)، وهو البحريني ذو النفس الطيبة المحبة لكل أبناء البلد، حتى لا يصيبه الوجع القاتل لما حل بالبلاد الطيبة، بل وكان الشروقي يخاطب جاره الغائب عن الوعي بما معناه أنه اذا كان سيفيق من غيبوبته، فليكن هو مكانه... أبعد الله عنك وعن أبي محمد وعن كل أهل البحرين كل سوء ومكروه يا بو ريم.

الزميل فواز الشروقي، لم يتغير أبداً منذ أن عرفته صحافياً خريجاً متدرباً في أواخر التسعينيات، وحتى يومنا هذا، فإنني ألقي بثقل الأوجاع والآلام والهموم عليه كلما نزلت بنا نازلة، وهو كذلك يفعل، فهو وأنا نعتز بأخوتنا التي لم تتأثر برياح الطائفية التي تصر جماعات وأفراد وإعلام على بثها في المجتمع البحريني، وفي قناعتي، فإن هذا هو حال كل البحرينيين الشرفاء من الطائفتين الكريمتين الذين لا يرضون لكائن من يكون أن يدمر علاقاتهم الطيبة أياً ما كانت الأزمات والظروف، وفواز، واحد من الكتاب والأدباء الذين لا يرتضون للدعوات المذهبية التفتيتية أن ترتفع وتنال من السلم الاجتماعي.

فواز الشروقي... هل افتقدت القرية؟ لا أعتقد ذلك أبداً، فالقرية البحرينية كما هو يصرح، وهو ابن قرية بحرينية عريقة هي قرية «قلالي»، كيان أصيل يجمع أهل البلد بالحب والكرم والأخوة، حتى أنني لجأت له ذات مرة عندما كنت أحرر صفحة (القرية) استعداداً لكتابة ريبورتاج خاص عن قرية «قلالي» فتحدثت معه وأسعدني كثيراً حينما طلب مني الاتصال بوالده الكريم الذي ملأ مسامعي كلاماً طيباً عن تاريخ قريته الجميلة، وعن علاقات أهالي القرى وتحابهم، وذلك الكلام الطيب ينم عن خلق ديني وبحريني أصيل لا يخلط الحابل بالنابل، ولا يستغل الظروف ليثير النعرات الطائفية بين الناس.

كنت من الناس الذين يحرصون على حضور لقاء في منزل الحاج ميرزا المحاري، والد الزميل جميل ميرزا، في قرية القدم ثاني أيام كل عيد سعيد، وكان فواز معي ومعنا غيرنا من أبناء الطائفتين الكريمتين... فهذه اللقاءات في حقيقتها هي الحصن القوي والصرح الشامخ في وجه كل الأفكار الطائفية أياً كان مصدرها... وعلى أي حال، فإن الكثير من المجتمعات العربية اليوم ستشهد حركات وانتفاضات ولن يسلم منها أي بلد، لكن الخطر كل الخطر، أن يخضع الناس لطائفية الدول ودول الطائفية لينالوا من بعضهم البعض.

فواز... أتذكر أنك قلت لي قبل أيام، أن ما يحدث في البحرين لا يجب أن يدمر المشاعر الأخوية والأسرة الطيبة بين أبناء الطائفتين الكريمتين، وأننا في حاجة إلى أن نضمد الجراح، ونحن قادرون على ذلك، وأصدقك القول يا (بوريم)... أنا معك، ولاشك أن الآلاف من البحرينيين معنا.

وسيبقى شعارنا الحقيقي: «إخوان سنة وشيعة... هذا الوطن ما نبيعه»

إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"

العدد 3124 - السبت 26 مارس 2011م الموافق 21 ربيع الثاني 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 6:28 م

      نعم هذه هي البحرين

      شكرا لهذا الكلام النابع من الاصالة لبحريننا الغاليه وكل من يقول غير ذللك فهو بحريني دخيل

    • زائر 32 | 2:42 م

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      الله يلعن السياسة الميكافيلية التي تتخذ شعار (الغاية تبرر الوسيلة) منهج للوصول لإهادفها ، استخدموا نار الطائفية من اجل التشويش على المطالب التي احرجتهم، فأرادوا احراق الوطن بهذه النار من اجل ان تبقى امتيازاتهم كما هي لا ينقص منها شئ. ولكن حكمة ووعي ومبدئية الأكثرية من ابناء هذا الوطن الطيبين وخصوصاً علماء الدين الحكماء ،قد فوت الفرصة على سياسة الخبث والمكر .والله يحفظ البحرين من كل مكروه ورد كيد الماكرين الى نحورهم .

    • زائر 31 | 1:38 م

      حزر فزر من قلبها من حركة سلمية لطائفية!!

      أنت طيب يا سعيد وأكيد الطيب أصدقاؤه طيبين، ونعرف عائلة الشروقي جيراننا بالمنامة بفريق الفاضل القريب من فريق الحطب، طيبة هذه العائلة واندماجهم معنا في أفراحنا وأتراحنا قلنا ربما الدنيا غيرتهم ولكن مقالك غمرنا بالطمأنينة، فشكراً جزيلاً لك يا أيها الصحفي الطيب القلب وشكراً لصديقك فواز الشروقي.

    • زائر 29 | 11:57 ص

      لقد أجمعت عيني

      كنا اخوان وسنظل كذلك لكن كل الرجاء أن لا يسمعوا الناس لتلفزيون البحرين لأنه لا يخرب المحبة بين الناس بل يقتلها عشنا مع بعض وسنعيش والبحرين لا تستطيع الاستغناء عن كلمة يوووووو و وووووي

    • زائر 28 | 11:52 ص

      إخوان سنه وشيعة

      ما اجمل ان يستذكر الانسان جمال العلاقة الانسانية " ما دمت معترفا حقي فأنت أخي آمنت بالله ام آمنت بالحجر" والناس صنفان إما اخ لك في الدين أوشريك لك في الخلق" فإحذروا الفتنه فإنها اشد من القتل فمن يدعوا لقتل أخيه الانسان دون ذنب فقط لانه دعا او تقول او كان من طائفة معينة فقد اتى بهتانا كبير فلاتزرو وازرة بوزر اخرى

    • زائر 26 | 6:19 ص

      لا سنة ولا شيعة ....

      لا سنة ولا شيعة الكل يعلم الحقبقة ولا حاجة لتغيير الواقع مطالب شعبية وتصحيح الواقع واعطاء كل ذي حق حقه فقط لا غير هذا مانفهمه وما يجب ان يفهمه الجميع

    • زائر 25 | 4:56 ص

      في أوائل السبعينات درسنا في مدرسة قلالي ( الصف الأول )

      موضوعك ممتاز جدا أنا من سماهيج وعلاقتي ممتازة مع أخواني في قرية قلالي وكذلك الاخوان من الدير ودرسنا في مدرسة سماهيج والهداية ومدرسة المنامةالتجارية و إلى الآن. وكذلك إخواني البحارة من 3 القرى وسلامي إلى إخواني من عائلة الشروقي والجودر والمناعي

    • زائر 24 | 4:28 ص

      قتل الشيعة

      بصراحة بصراحة بصراحة بدون لف ودوران والله على ما اقول شهيد.. آنه صح جدام عيني الشوارع مغلقة والمسيرات كبيرة ضخمة والأسواق متعطلة لكن ما ظن ان هناك مواطن شيعي يتمنى قتل اخوه السني.. بس يا جماعة.... آآآآآآآآآآآآآآآآآآىىسف الطرف الآخر كان يدعو لقتل الشيعة شاهر ظاهر... شاهر ظاهر

    • زائر 22 | 3:44 ص

      عدوة الطائفية

      صدقت يا أخي الكريم فنعم أهل الحد وقلالي الطيبين فالطالما تربطنا معهم ذكريات جميلة لن ننساها ولن أنسى زميلاتي ومديرتي الطيبة والحل هو تكاتفنا ولانجعل للمغرضين الاعلاميين فرصةلتفريقنا

    • زائر 20 | 3:23 ص

      يستاهل ولد ديرتي بو ريم

      يستاهل ولد قريتنا بوريم فواز الشروقي، كريم ولد كريم وكلمته كلمة انسان يخاف الله سبحانه وتعالى، وعلى فكرة يا استاذ سعيد هو يحبك حب كبير والله يشهد على ما اقول موب من الحين من قبل بسنين.. والله يديم المحبة بين ابناء البلد سنة وشيعة ما قدرت الخطة والحملة الطائفية تأثر فيهم اما اللي تأثروا وخربوا علاقاتهم مع بعظهم بعظ فهم من الأساس طائفيين وناس عقولهم متشددة.. أما الطيبين واللي يبون الفضل والثواب من رب العالمين عمرهم ما يتغرون الحمد لله

    • زائر 19 | 3:21 ص

      الى هذه اللحظة وكتابة هذه السطور علاقتنا من الطفولة مع اهالي قلالي جارتنا نتزاور الى الآن ولم ولن ينطع حبل المودة

      الى هذه اللحظة وكتابة هذه السطور علاقتنا من الطفولة مع اهالي قلالي جارتنا نتزاور الى الآن ولم ولن ينقطع حبل المودة .
      اخوانكم اهالي الدير

    • زائر 18 | 3:08 ص

      فرق ما بين السماء والأرض

      فرق ما بين السماء والأرض بين الأستاذ فواز الشروقي وبين غيره.. فرق ما بين السماء والأرض بين صحافة وطنية صادقة وصامدة وبين صحافة طائفية سيئة الصيت مريضة.. فرق ما بين كتاب صادقين لا يتزحزحون وبين كتاب الفتنة والدراهم والأعطيات.. فرق بين من يقول كلمة الصدق وبين من يكذب ويدعي الوطنية.. فرق أن نشكر الأستاذ سعيد محمد على هذه المقالات الطيبة وبين من يشكر الطائفيين الذين يشعلون الفتنة في البلد بالوثن.

    • زائر 17 | 3:05 ص

      شكراً كبيرة للوسط وللكاتب

      يا الله.. يا كريم.. كنت منذ أيام في حالة نفسية سيئة، لكن من قريت هالمقال وقريت الردود يا الله يا الله يا الله تبارك الله ما شاء الله شيء يفرح النفس وشيء يخلي الواحد يؤمن أن اهل البحرين ما يتغيرون لو شنهو يصير.. شكراً للأستاذ الكاتب الذي اتحفنا بمقالاته الرائعة كلنا نعرف كقراء سنة وشيعة وطنية الكاتب ووطنية صحيفة الوسط فلأنكم تضمدون جراحنا شكراً كبيرة للوسط.

    • زائر 16 | 2:27 ص

      زينب العالي

      أعرف فواز الشروقي منذ سنوات قليلة، وهو دائم السؤال عني وعن منطقتي. لم يتغيّر بعد أن تغيّر كثير من الذين من حولي. أشكر وطنيته وصدقه

    • زائر 15 | 1:54 ص

      لا طائفية

      الكلمة الحرة الشريفة البعيدة عن الطائفية وليس التهجم واسغلال الطائفية لميل المطالب عن خطها الصحيح

    • زائر 14 | 1:46 ص

      زائر55555

      شكرا لكم ياشرفاء الوطن والصحافة أنا أضم صوتي لك اذا تسمح لي يأخي الكريم

    • زائر 13 | 1:15 ص

      قرية قلالي حبيتي

      نعم لقرية قلالي تاريخ كيبر في حياتنا لقد درست في مدرسة قلالي الأبتدائيه واحببت ناسها ومدرساتها لا زلت على تواصل معهم! هم اهلنا وجيرانا نحبهم جميعا جدا، لقد اخذت لهجتهم واخذت دفأ اسلوبهم في التعامل مع الناس لعائلة الشروقي ولعائلة الجودر - ولعائلة المناعي ولعوائل كثيره في قلالي كل المحبه والسلام انهم اهلي ، لا اعتقد ان يمر اسبوع دون ان نذهب الى ديرتنا قلالي ...ديرة طفولتنا...

    • زائر 12 | 1:07 ص

      سماهيجي

      لا أعرف ما تتكلم عنه. لكن عامةً إعيال الشروقي مال قلالي- والنعم وسبعة أنعام!! تربطنا معهم صداقات وعلاقات منذ الاعدادية في مدرسة سماهيج وكنا نتزاور في الطفولة على السياكل بين القريتين قبل التطور الى السيارات بعد التخرج والعمل.. ولا زلت أتذكر ناطور مدرسة سماهيج في نهاية الستينات وبداية السبعينات «ولد أحمد الشروقي» -رحمة الله عليه- كان مثال الطيبة والمحبة.
      ولا أصدق أن يخرج من عائلة الشروقي ذلك المذيع التلفزيوني الذي يحمل ما يحمل على طائفة كريمة تمثل نصف الوطن. يخرج بين الطيّبين «...»

    • زائر 9 | 12:39 ص

      صباح الكلمة الطيبة الشريفة والأقلام الحرة

      شكراً لكم..شكراً لكم..شكراً لكم.. شكراً استاذ سعيد.. شكراً استاذ فواز الشروقي (فواز الشروقي) وليس أحد غيره.. صباح الكلمة الحرة والأقلام الحرة الشريفة.. صباح الناس البحرينيين الأصليين.. صباح الصادقين..

    • زائر 5 | 12:16 ص

      لا للطائفية يا عدوان الوطن ..

      لا داعي لان استعرض علاقات الطائفتين منذ القدم لان الجميع يعرفها جيدا انها كانت اكثر من طيبة بل اخوة بكل المعاني ولكن ما يحدث اليوم من العزف الطائفي النشاز الذي يدوي في تلفزيون العين الواحدة وبعض الصحف الطائفية هز من تلك العلاقة عند البعض وهذا ما يتمناه الذين لا يحبون الوطن ويريدون دماره ولكن رغم كل ما تحاولون من اكاذيب ولعب على العقول الا ان هناك ممن لديه العقل والبصيرة ليدرك ما ترمون اليه من بث السم بالعسل ورغم انف كل طائفي سنبقى اخوان سنه وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه شئتم او ابيتم وشكرا ابو محمد

    • زائر 4 | 12:13 ص

      سنظل اخوان سنه وشيعة رغم كل انف طائفي ..

      لا داعي لان استعرض علاقات الطائفتين منذ القدم لان الجميع يعرفها جيدا انها كانت اكثر من طيبة بل اخوة بكل المعاني ولكن ما يحدث اليوم من العزف الطائفي النشاز الذي يدوي في تلفزيون العين الواحدة وبعض الصحف الطائفية هز من تلك العلاقة عند البعض وهذا ما يتمناه الذين لا يحبون الوطن ويريدون دماره ولكن رغم كل ما تحاولون من اكاذيب ولعب على العقول الا ان هناك ممن لديه العقل والبصيرة ليدرك ما ترمون اليه من بث السم بالعسل ورغم انف كل طائفي سنبقى اخوان سنه وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه شئتم او ابيتم وشكرا ابو محمد

    • زائر 2 | 11:40 م

      great great they are people of bahrain

      alow me to write in english pls
      very exellent article abu mohamed
      we know very well that the ginune bahrain people are great
      sunna and shiea
      but for every body let be carefull of
      thugs
      thanks mr saeed mohamed
      you are graet as usual

    • زائر 1 | 11:37 م

      دعوة صدق

      بثل هؤلاء الشرفاء ارتغعت راية الوطن وستظل مرتفعة بهم ومن سيرفعها نحن الشباب
      ادعوك لإقامة فعاليات تضمد الجراح
      إن كانت الآن او بعد انجلاء الإحتلال عن البحرين

اقرأ ايضاً