العدد 3205 - الخميس 16 يونيو 2011م الموافق 14 رجب 1432هـ

قنابل موقوتة على طاولة الحوار

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لدى استقباله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله، توقف ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عند محطة الحوار الذي دعا إليه جلالة الملك، وستنطلق أعماله في مطلع شهر يوليو/ تموز المقبل، حيث أكد سموه على حاجة المرحلة المقبلة إلى تكاتف الجميع، و «تجاوز الأزمة، والنظر إلى البحرين بروح متفائلة، وأن يسود الأمل بالمستقبل روح الحوار الوطني الشامل الذي يحتاج من جميع الأطراف إلى الإيجابية والتفاؤل والنظر إلى المستقبل نظرة شمولية ترتقي بالوطن من جديد».

الاهتمام بقضية الحوار ليس مسألة جديدة بالنسبة إلى سموه، لكن الجديد في الأمر هذه المرة، والذي سيجعل الحوار مختلفاً، كمّاً وكيفاً عن الدعوات السابقة هو:

1 - دخول الكتلة السنية كطرف معارض قوي، عبّر عنه تحول «تجمع الوحدة الوطنية»، إلى جمعية سياسية، لها حضور حاشد في الساحة السياسية. لم يعد الشارع السني، بموجب هذا التحول، محصوراً في قواه التقليدية المنظمة، بل تجاوز الجميع، وراح يشكل لنفسه أشكالاً تنظيمية متنوعة ومتعددة، الأمر الذي يعني أن المعارضة لم تعد محصورة في القوى التقليدية. هذا الدخول القوي، بقدر ما يضيف تنوعاً مطلوباً وضرورياً في هذه المرحلة، فهو، في الوقت ذاته، يضاعف من تعقيدات آليات الحوار، الذي لم يعد ثنائياً، بل ثلاثياً، في أفضل الأحوال. وهذه إحدى القنابل الموقوتة في وجه الحوار القادم.

2 - نشوء تكتلات، تتراوح في بنيانها وبرامجها بين الاجتماعي المحض، والسياسي الكامل، وهذا من شأنه إضعاف التيارات التقليدية في الساحة، أو تصعيب مهامها، إن جاز لنا التعميم. يختلف وضع هذه التكتلات عن حال تجمع الوحدة الوطنية، إذ إنها جزء من البنية السياسية الداخلية للقوى التقليدية، وليس من خارجها. هذا يقود إلى أن المنافسة توغلت في صفوف من «احتكرت» صفة المعارضة، ويمكن أن تفتت صفوفها، ما لم يسارع أصحاب المصلحة إلى وضع المتاريس، وإغفال المداخل، من أجل الدفع عن تماسك الجبهة الداخلية أولاً، والحؤول دون تفكك تلك المعارضة ثانياً. وهذه ثاني قنبلة موقوتة تشكل خطراً على الحوار.

3 - الملفات التي استجدت على طاولة الحوار، والتي لم تكن مدرجة على جدول أعماله، فيما لو تم عندما أطلق سموه دعوتيه له، وضاعتا وسط ضجيج «دوار التعاون»، والهتافات العالية التي طغت على أصوات المنطق والعقل. من بين أهم تلك الملفات، هناك ملف «المحاكمات»، و «التسريحات»، وما هو متفرع منهما. لذا فمن غير المستبعد أن تنهك أطراف الحوار في مناقشة تلك الملفات الإجرائية، عوضاً عن التركيز على تلك السياسة. هذه هي الأخرى يمكن أن تشكل أيضاً قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة.

جميع هذه الملفات تشكل القنابل الموقوتة التي على المشاركين أن ينزعوا فتيلها قبل أن تنفجر فتنسف، لا قدر الله، طاولة الحوار

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 3205 - الخميس 16 يونيو 2011م الموافق 14 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 2:44 م

      اتفاق مع الشيخ علي سلمان

      اتفق مع الشيخ علي سلمان فيما قاله في المهرجانين الأول والثاني من تهيئة لظروف ناجحة للحوار والتماشي مع مبادىء ولي العهد ، ونتفق مع اوباما رئيس امريكا حينما قال لا يمكن ان يجري حوار وبعض افراد المعارضة بداخل السجن

    • زائر 25 | 9:47 ص

      نحن في أمس الحاجة للتفكير بعقول متفتحة وتقبل الآخر بروح رياضية والشفاء من الأمراض الطائفية الخطيرة .......... ام محمود

      اسمح لي يا استاذ لأني أقتطفت من مقال لك سابق في العنوان وهذه الفقرة (....ونرتدي عوضاً عنها عباءات المواطنة الصحيحة المخلصة فتتحول ولاءاتنا من دائرتها الطائفية الضيقة إلى فضاء المواطنة الفسيح )
      تعليقي: لقد انتظرنا هذا الحوار الوطني سنوات طويلة جدا وبسبب تأخيره والمماطلة كانت النتائج المؤسفة في الأحداث لانقطاع حبل الثقة والتفاهم والتواصل والاتفاق وغيرها وللهوة العميقة بين الطرفين
      الآن حانت فرصة الحوار ووضع النقاط على الحروف وأي فشل سيكون نتائجه
      مدمرة وكارثية علينا
      ما رأيك؟

    • زائر 24 | 9:31 ص

      يا كاتبنا العزيز .. نريد ورود زاهرة وأيدي ممدودة وقلوب متآلفة على طاولة الحوار ......... ام محمود

      وليس قنابل ناسفة قابلة للانفجار .. من حقك أن تقلق وكلامك منطقي حسب الوضع الحالي ولكننا في البحرين لا نريد أن يكون هناك انحياز وتعصب وتكتل وتمركز للمذهب لانريد تجمع سني وآخر شيعي نريد شعب واحد متعايش
      كما لا نريد للحوار أن يكون ضبابي ومتشعب يناقش جميع القضايا والمشكلات الشائكة في وقت واحد وهذا مستحيل
      نحن نريد للحوار أن ينجح لذا يجب أن يكون له عنوان وهدف واستراتيجية معينة وقادة مؤهلين لهم مقدرة كبيرة بكيفية ادارة الحوار وعندهم دراية تامة بالمعوقات وعمق الجروح النازفة
      للموضوع تتمة

    • زائر 23 | 8:45 ص

      لا نقبل إقصاء جمعية وعد

      ظلم فادح إبعاد وعد........

    • زائر 22 | 7:19 ص

      جمعية وعد

      أستمرار الشمع الاحمر لجمعية وعد .. قنبلة موقوته فعلى طاولة الحوار .. لدا نرجوا من السلطات فك القيد الاحمر لدلك.

      تحياتي ..
      جميل الدرازي

    • زائر 17 | 6:28 ص

      عدة حقائق

      نكرر ونقول وعد وهذه حقيقة كيف ان وعد من بين الجمعيات الغير طائفية بمتياز رغم وطنية الوفاق ونزاهتها ولكن هذه هي الحقيقة الثانية ان هذه الجمعية رغم شعبيتها ولكنها بتركيبتها هي طائفية بمتياز غصبا عنها وهذه الحقيقة كالشمس في عز النهار ومايزيد الطين بله هناك حراك جمعية الوحدة الوطنية والتي هي دخلت على الساحة بقوة وهذا حقها وهي تزيد من زيادة الافكار في الحوار ولا تختلف هذه الجمعية عن جمعية الوفاق هي ايضا جمعية طائفية غصبا عنها بسبب تركيبتها ادن نحن في حاجة الى جمعيات مثل جمعية وعد فسفاء جميلة

    • زائر 14 | 4:05 ص

      حتى يكون الحوار مجديا

      اعتقد انه يجب ان تتم دعوة جميع الاحزاب والجمعيات والحركات السياسية والاقتصادية والدينية والرياضية والثقافية والاجتماعية والاعلامية والمهنية.....حتى يكون الحوار مثمراً ومجديا للجميع!

    • زائر 11 | 3:33 ص

      المساواة

      بخصوص العمل يجب أن تكون الوزارات و الشركات و المؤسسات تساوي بين الطائفتين مثلا لو إن وزارة با 1000موظف يجب أن يكون 500سني و 500شيعي ,,,لتخرس الألسن التي تقول الأعمال لطائف واحدة فقط فسنرى من سيجلس بالبيت .

    • زائر 10 | 3:19 ص

      ما زلنا نطالب بإشراك جمعية "وعد" في الحوار

      "وعد" هي التلاحم الوطني الفعلي وبدونها سيكون أثر انفجار القنابل الموقوتة أشد وطأة على طاولة الحوار.
      لذا نطالب ولي العهد فك القيد غن هذه الجمعية المعتدلة.

    • زائر 4 | 1:56 ص

      من قال أن الحركة المطلبية تريد أن تستثني أو تقصي أحدا

      .......بعض المطالب ربما تقلل نوعما من مصالح البعض ولكن هذا لا يعني أقصاء أو استثناء أحد ولكن من أجل أن يكون المواطنون كلهم سواسية في الحقوق والواجبات لكل فرد صوت والوزارات مختلطة للطائفتين والوظائف العليا للجميع كل حسب مؤهله ومستواه العلمي مسألة التمييز والإقصاء من أهم الأمور لقد بدأ البعض حاليا يقصي طائفة بعينها من الوظائف (لا تجيبوا لي احد من هالطائفة لوظيفة) هذه الكلمات يجب ان تمحى وتحارب

اقرأ ايضاً