العدد 3247 - الخميس 28 يوليو 2011م الموافق 27 شعبان 1432هـ

قراصنة الطائفية وأثر الوشاة على وضع البلد

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تطرقنا في المقال السابق، عن التصدي لأضرار الطائفية على المستوى المحلي، ونطل اليوم لنعطي الموضوع حقه، ونحدّد أبعاده وتداعياته على البلد على المستوى الدولي، الرياضي والطبي والاقتصادي والاجتماعي والحقوقي.

أولاً: لا أعتقد بأن من له ولاء لبلده، يقوم بشق الصف بين المجتمع مهما بلغ الاختلاف في الأيديولوجيات والرؤى السياسية بين الأطياف، أو يعمل على توريط البلد في قضايا دولية تضر بسمعة وطنه. والمؤسف أن هذه الوشايات أضرت بسمعة البحرين، وأرجعتها درجات متدنية نحو الخلف على المستوى الحقوقي والأمني. وكذلك عقدت العلاقات مع منظمات دولية عديدة، منها منظمة العمل الدولية، والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ومراسلون بلا حدود ومنظمات صحية عالمية «أطباء بلا حدود»، وحقوق الإنسان وغيرها.

باعتقادي كل ذلك حدث بسبب قراصنة الطائفية والوشاة، الذين لا يهنأ لهم بال إلا بإشعال البلد أمنياً وسياسياً، وبشق اللحمة الوطنية لهذا الشعب الكريم، كي لا يفقدوا المزايا والغنائم التي يتحصّلون عليها. فلو تم أخذ مطالب الشعب بجدية، وإغفال الوشاة لجنينا أكثر مما خسرناه.

أيضا نعلم جيداً، أن بعض الحكماء تدارك الموقف قبل الدخول في نفق يصعب الخروج منه، وقام بإيقاف بعض الوشايات التي تدعو جهاراً لانتهاكات خطيرة لحقوق المواطنين، إلا أنه بالمقابل، تم الأخذ ببعض آراء المراهقين السياسيين «الوشاة» الذين لا يدركون أبسط المفاهيم في العلاقات الدولية، مما سبب مشاكل عديدة لبلدنا مع كثير من هذه المنظمات العالمية. ولو تجاهلت السلطات دعاة الفتنة والوشاة ولم تعرهم اهتماماً، لما حصل هذا التوتر وتدهور العلاقات مع كثير من هذه المنظمات الدولية.

أما من ناحية الوضع الداخلي، فأنتجت هذه الفتن توترات متعددة نكتوي بها قبل غيرنا، وكرّست الكراهية في نفوس الناس، ما أدى إلى إفرازات خطيرة أثرت على الوضع الاقتصادي والسياحي والمجتمعي، منها تسجيل هبوط مؤشر بورصة البحرين، وخسائر مالية لكثير من الشركات المسجلة في هذه البورصة. فهل نعي إلى مخططات الوشاة ونتدارك أفعالهم لتطويقها والحد منها؟

إن البلد لن يستعيد عافيته إلا إذا ابتعدنا عن هؤلاء القراصنة وتجاهلنا دعواتهم المفرطة التي تهدم ولا تبني، والتوافق حول القضايا السياسية الملحة، من برلمان كامل الصلاحية وحكومة تمثل الشعب، وقضاء مستقل ودوائر عادلة، وإطلاق الحريات، بالإضافة إلى ابتعادنا عن الانتهازيين الذين لا يريدون خيراً لأهل هذا البلد.

لقد سعدت كثيراً عندما تداركت السلطات هذه الأزمة، وقامت ببعض الإجراءات التي تمهد إلى عودة علاقاتها الطيبة مع بعض المنظمات كـ (الفيفا وأطباء بلا حدود). ولكي تكتمل الفرحة نعول على هذه القيادة بمواصلة الاجراءات التي تصب في خدمة البلد وتحسين سمعته من جهة، وعودة العلاقات الطيبة مع المنظمات الدولية من جهة ثانية، ولاسيما منظمة العمل الدولية، بإرجاع المفصولين إلى أعمالهم، وإرجاع العلاقات الطبيعية مع منظمات حقوق الانسان الدولية، بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بمناسبة حلول هذا الشهر الفضيل.

وقبل الختام، وفي ظل التغييرات التي يشهدها الوطن العربي باتجاه تحقيق الديمقراطية، من الصعب التعويل على حوار أكثر المشاركين فيه يمثلون أنفسهم أو أسرهم، وتعودنا على مواقف الكثير منهم ضد قطار التغيير.

إننا نتعشم ونأمل خيراً من السلطات العليا، بحلحلة جميع القضايا العالقة، وتذويب كل الأزمات لتعود البلاد للاستقرار وعهدها الزاهر، لتحتل مكانتها الدولية على جميع الأصعدة بين الأمم

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3247 - الخميس 28 يوليو 2011م الموافق 27 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:33 م

      اشرف

      استاذنا العزيز والله القراصنة اشرف منهم زائر 3 و 4 الواشي الذي وشا بك اذا وشا بك وانت برئ فلا تجزع فان الله سيفتح لك ابواب خير لا علم لك بها ..........

    • زائر 9 | 6:28 ص

      الوشاية افاة خطيرة

      الوشاية سلاح الضعفاء بيد انها معول خطير لهدم مقومات الامن الاجتماعي والوطني والتاثير السلبي على واقع العلاقات الاقليميةوالدوليةويمكن تحدث خللا خطيرا في العلاقة مع الجار وجاره وبالمناسبةوصلني تقرير يوصف ما فعله الوشاة والنصابين في زعزعة العلاقةبين دولتين خليجيتين تربطهم علاقاة متميزة في حسن الجوار بيد ان مشيئة الله وحكمة القيادة السياسيةفي البلدين فوتت الفرصة على هؤلاء الوشاة وعادة المياه الى مجاريها واتمنى ان تسود الحكمة في بلادنا وتعود اللحمة الى مجتمعنا ولدينا فيض من الحكمة تؤهلنا لتحقيق ذلك.

    • زائر 8 | 5:46 ص

      ستراي مفصول

      أشكرك بعنف يا ولد الديرة ، وكثر الله من أمثالك.
      أثلجت صدورنا بهذه الكلمات الطيبة. ولو ما استحي ابوسك على جبهتك يالعزيز

    • زائر 7 | 5:37 ص

      ستراوي غيوووور على البلد

      لقد احتليت مرتبة كبيرة بين الاهالي. وشكرا لمقالاتك الرائعة

    • زائر 6 | 5:05 ص

      همسة ألم لصديقي الواشي!

      يامن كنت أخي وصديقي، يامن كنت آثره على نفسي، يامن ساندتك في محنتك المادية، يامن دافعت عنك عندما أراد بك الآخرين السوء... ويامن بوشايتك رميت أطفالي بالهم والعوز... عندما تدخل البيت تحتضن اطفالك، تذكر أن دموع أطفالي تتناثر من عيونهم لإنقطاع رزق والدهم.

    • زائر 5 | 5:03 ص

      همسة ألم للواشي

      يامن كنت أخي وصديقي، يامن كنت آثره على نفسي، يامن ساندتك في محنتك المادية، يامن دافعت عنك عندما أراد بك الآخرين السوء... ويامن بوشايتك رميت أطفالي بالهم والعوز... عندما تدخل البيت تحتضن اطفالك، تذكر أن دموع أطفالي تتناثر من عيونهم لإنقطاع رزق والدهم.

    • زائر 4 | 4:42 ص

      شكرا على هذا المقال الرائع

      فعلا كما قلت أيها الكاتب البعض لا يرى إلا نفسه ولا يرى الحق إلا حقه ولا يرى المطالب إلا مطالبه هو
      ولا ينظر إلا لوضعه هو وأسرته ويصدق عليهم المثل
      (أنا ومن بعدي الطوفان) لذلك هم لا يرون أي مبرر للآخرين في تحركهم لأنهم لا يحسون بمعناتهم
      فليس لديهم أكثر من 5 من العاطلين في بيت واحد لأنهم لم يمنعوا من التوظيف في وزارة أو دائرة أو مؤسسة معينة لأنهم لم يعانوا من التمييز ليأتي غيرهم ويأخذ تعبهم وعيونهم تبص لأنهم لأنهم
      الكثير من الكلام هؤلاء هم أس المشكلة وأسبابها

    • زائر 3 | 3:07 ص

      مقال رائع

      شكرا لهذا الحس الوطني
      شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم شكرا لكم

اقرأ ايضاً