استمر سعر الدولار في التدني في أسواق الصرف في مدن منطقة كردستان شمال العراق بشكل خطير، وعجزت الإدارتان الكرديتان عن تخفيف الآثار المرتبة على اضطراب قيمة العملة المحلية (الطبعة السويسرية من الدينار العراقي) بعد الانخفاض المفاجئ في سعر الدولار مرة أخرى في اليومين الأخيرين بنسبة 20 مقارنة بسعر الدولار قبل أسبوع و40 مقارنة مع سعر الدولار قبل بضعة شهور.

وفي اتصال هاتفي أفاد عدد من مديري مكاتب الصرف في اربيل والسليمانية ليونايتد برس انترناشنال أمس الاثنين أن سعر الدولار مقابل الدينار العراقي المعروف بـ «السويسري» انخفض من 13 دينارا إلى 10 دنانير عراقية من الطبعة السويسرية منذ ثلاثة أيام من دون أن ينخفض سعر الدولار في بغداد وبقية المحافظات العراقية التي تتعامل بالعملة العراقية المطبوعة محليا.

وقالوا إن سعر الدولار قبل الأزمة كان يعادل في شهر يونيو/ حزيران الماضي نحو 18 دينارا عراقيا من الطبعة السويسرية، وان عدم وجود مؤشر على احتمال ارتفاع سعر الصرف خلال الفترة القادمة، يخلق ظرفا حرجا في أسواق التعاملات التجارية. وعزا محمد الاربيلي صاحب احد مكاتب الصرف في اربيل تدني سعر الدولار إلى التهديدات الأميركية التي ترجح احتمالات تغيير في العراق وعودة القيمة إلى سعر العملة العراقية الأصلية مع تزايد انعدام ثقة التجار بسعر الدينار العراقي المطبوع من قبل الحكومة العراقية محليا.

وقال إسماعيل محمد وهو من كبار تجار اربيل: إن الدينار العراقي السويسري لم يطبع منذ أعوام وان غالبية المتداول منه أعيد تجميعه بعد أن اهترأ من كثرة الاستعمال وان كميات كبيرة من العملة المحلية الأصلية يتم شراؤها من الأسواق المحلية وتهرب إلى خارج كردستان.

وبعد أن ثبت سعر الدولار لبضعة أسابيع بتدخل من الإدارة الكردية وتشجيعها المقاولين باستئناف تنفيذ مشروعات الأمم المتحدة التي كانت بعهدتهم جاء انخفاض سعر الدولار الأخير، ضربة موجعة إضافية للمقاولين من جهة وللمشروعات المنفذة في كردستان من جهة أخرى، وترك أثرا سلبيا على انتشار البطالة في كردستان