العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ

من حيث انتهى الآخرون

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

الشعب الأميركي والياباني هما من أكثر شعوب العالم اهتماما بالرياضة، وكانا حتى ثمانينات القرن الماضي لا يعشقان لعبة كرة القدم، وليست لهما شعبية كبيرة على غرار مصارعة السومو والبيسبول في اليابان وكرة القدم الأميركية والبيسبول وكرة السلة في أميركا، والظاهرة العجيبة أن شعبية الألعاب تختلف من ولاية إلى أخرى. ولكن إرادة الشعوب ورغبتها في أن تكون لها فرق ومنتخبات قوية قادرة على التأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم كأهم وأبرز محفل رياضي هو دافعها من أجل خلق قواعد للعبة، والصدفة وحدها جعلتني أطلع على التجربة الأميركية في نشر لعبة كرة القدم حينما كنت أحضر احدى الدورات التدريبية المتخصصة في الإدارة الرياضية في ثمانينات القرن الماضي، فقد كنت أحرص على التواجد في ساحات الجامعات الأميركية الثلاث التي تدربت فيها، ولكوني أعشق لعبة كرة القدم فقد كنت أبحث عن فرقها للفرجة عليها ومتابعتها، لذلك اكتشفت أن الطالب الجامعي المتفوق رياضيا في احدى الألعاب الشعبية يحصل على بعثات في أبرز الجامعات، في حين لا يحصل نجوم بقية الألعاب على هذه الامتيازات السخية، وكانت الجامعات تجلب مدربين هواة من إنجلترا لتدريب الفرق الناشئة، وكانت رواتب المدربين متواضعة لا تقاس بالرواتب التي يحصلون عليها في دول الخليج! وحينما زادت شعبية اللعبة بدأت الشركات التجارية استثمار هذا الاهتمام والتعاقد مع الجوهرة السوداء بيليه للعب مع احد الفرق الأميركية مقابل 4 ملايين دولار فقط؛ لكونه كان يعيش ضائقة مالية بسبب خسارة مدخرات العمر في مضاربات مالية، لذلك زادت شعبية اللعبة ما حدا بالشركات للتعاقد مع نجوم بارزين آخرين.

نعود إلى كأس العالم الأخيرة لكرة القدم التي أقيمت في جنوب إفريقيا فنجد أن المنتخبات اليابانية والأميركية كانت لهما بصمات واضحة في البطولة، ولم يكونا ضيفين ثقيلين على المشاهدين، كما أصبحا يفوزان بألقاب بطولات القارات نتيجة التخطيط والتصميم والعزيمة والإرادة القوية من أجل أن يضعا اسم بلديهما بين مصاف الفرق المشاركة في أبرز وأهم محفل رياضي كروي.

لذلك أكثر ما أطالب به في حياتنا الرياضية أن نطلع على تجربة الدول التي سبقتنا وأن نستفيد منها، وليس بالضرورة أن نطبق تجربتها على أنفسنا. ولكن من المهم أن نتعرف عليها وندرك أن البطولة لا تتحقق إلا بالتخطيط والإرادة القوية ووجود أناس يدركون أهمية ذلك. لا أن نجلب أشخاصا لا يفهمون «كوعهم من بوعهم» في عالم الرياضة

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً