العدد 3341 - الأحد 30 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي الحجة 1432هـ

الزراعة تحتضر

مالك عبدالله malik.abdulla [at] alwasatnews.com

.

الزراعة تمثل قوة إستراتيجية لأي بلد تتواجد فيه، إلا أن الجميع يرى أن الزراعة في البحرين رغم بعض التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة البلديات (كونها الجهة المشرفة على الزراعة) تتراجع إلى الوراء خطوات كبيرة.

مشهد تكرر أمامي مرات، غير أن الصورة التي كانت أمامي وأنا في طريقي للمنطقة الغربية دمستان، الهملة، كرزكان، وباقي القرى، أثارت داخلي شجوناً كبيرة، فكلما مررت بأحد الطرقات المؤدية لتلك المناطق كانت هناك أرض كبيرة للغاية خضراء فيها النخيل والزرع بأنواعه، إلا أنها تحولت إلى أرض قاحلة تجوبها الشاحنات وحركتها تدل على أن المنطقة ستتحول إلى العمران بدلاً من الزراعة.

ما يثير شجوني، هو أنني وقبل نحو 15 سنة مررت مع والدي - الذي امتهن الفلاحة لأكثر من أربعين سنة ولكنه أُجبر على ترك أرضه مع من معه - على طريق يقع بين قريتي باربار والدراز، وكانت حينها نخيل باسقات إلا أنه نظر إليها ليقول «إنهم سيقتلون هذه النخيل»، ولأنني لست خبيراً في شئون الزراعة لم ألاحظ الأمر، فجاء السؤال مستفهماً عن كيف عرف ذلك؟ ليقول «إنهم يعطشونها (لا يروونها بالماء لمدة طويلة) ومن ثم تموت لتقبل الجهات المعنية اعتبارها أرضاً غير زراعية»، أشهر كثيرة فقط وتحولت تلك الأرض الخضراء لفلل بالتأكيد لا يقطنها ذوو الدخل المحدود من البحرينيين.

الصورتان كانتا أمامي عندما اطلعت على تصريح المجلس البلدي في المحافظة الشمالية في مرئياته إلى مجلس النواب بشأن مشروع قانون بتعديل بعض أحكام القانون المدني الصادر بالمرسوم بقانون رقم (19) لسنة 2001 أنه «لا حاجة لتعديل القانون المدني بإضافة المواد المتعلقة بالزراعة وذلك لكون مملكة البحرين تعاني من شح في الأراضي الزراعية، وهي في طريقها نحو الانهيار بصورة شبه كلية، ما لم يتم تدارك ذلك».

أعتقد أن فقدان الزراعة يعني فقدان أحد مقومات الحياة الرئيسية في هذا البلد الذي ظلت مناطقه وخصوصاً «الشمالية» و «الغربية» غنية لسنوات بالزراعة.

فلابد من خطة عملية على أرض الواقع بدل التصريحات لحفظ ما تبقى من رقعة خضراء وتوسعتها إن أمكن، لا أن يتم التفكير في تحويل أكبر الأراضي الزراعية إلى جامعة! لأنه إذا ظل الحال على ما هو عليه فإننا سنضطر يوماً للاعتماد على الدول الأخرى بنسبة 100 في المئة في المنتوجات الزراعية

إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"

العدد 3341 - الأحد 30 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 5:33 ص

      ايه والله الزراعه تحتضر

      لا تقلب المواجع يا استاذ مالك الزراعه بستان يفصل الديه عن السنابس اغتيل كامل بين عصر الخميس ومساء السبت يعي خلال الاجازه الرسميه اقتلعت حالي 300 نخله اضافه الى اشجار منوعه اصبار ليمون لوز اكنار والبستان الثاني ذاق ما ذاق الاول وهو مقابل كوبري السيف كانت الرافعه تسحب شجره المنجه بثمارها الى الارض شجره الليمون بثمارها لدرجه ان فلاح البستان عانى من حاله نفسيه صعيبه بعد تقطيع اوصال الاشجار المثمره امام عينيه لاحماه حزام اخضر ولا وردي انه النفوذ يا مالك اقراء الفاتحه على الزراعه والزراع

    • زائر 1 | 3:14 ص

      آكول خوي اي زرعة تتكلم عنها ارجو التوضيح

      صبحك كالله بالخير خوش عنوان ( الزراعة تحتضر ) توك مكتشف طيب اكول ترى الزراعة ماتت من زمان ما عاد في زراعة ليكونتتكلم عن زراعة الأسنان او زراعة الشعر لأن زراعة البكل والرويد والبربير ماتت وصار مكانها طابوق نعم بلادنا تزرع طابقاً فوق المساحات الخضراء تزرع بنايات تعانق السماء ليس لنا فيها شيئاً ولا ظلاً نستظل به كما كنا تحت النخيل .. جني صرت شاعر اكول خلك على هل المواضيع بس تكلم عن زراعة حلزونة الأذن او عن الشعر او المساج الخ

اقرأ ايضاً