العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ

الحل الوطني يأتي عبر إصلاح في مصلحة الجميع

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نستذكر الكثير في 14 فبراير / شباط، عندما صوت الشعب في 2001 على ميثاق العمل الوطنب بنسبة 98.4 في المئة. مرت سنوات طويلة، وجاء لنا العام الماضي بأحداث جسيمة، وتصاعد الأحداث خلال الأيام الماضية وهو ما يجعل الاحتمالات مفتوحة، فلا يمكن لأحد توقع ما قد يحدث خلال الساعات المقبلة؛ فالوضع يمرُّ بمرحلة لا يمكن التكهن بنتائجها.

التوتر الحاصل أثبت أن الحل الأمني أو حتى أنصاف الحلول، لا يمكن لها أن تضمن الاستقرار، وأن الحل الوحيد هو الحوار الجدّي بين مختلف القوى السياسية بشكل متوازن يضمن الوصول إلى اتفاق من أجل الخروج من الأزمة قبل أن تستفحل وتصل إلى طريق مسدود لا يمكن الخروج منه.

نعم مازال هناك أمل في أن يسود منطق العقل، وأن يقدم الجميع مصلحة البحرين وأبنائها قبل أيِّ اعتبار، على الجميع أن يفهم أنه ليس هناك أعداء يجب هزيمتهم وخونة يجب تطهيرهم وموالون للخارج يجب نفيهم؛ فالوطن يمكن أن يسع الجميع ويحتضن الجميع.

خلال الأيام القليلة الماضية تم الحديث عن تحركات واتصالات تجرى من أجل البدء بحوار وطني شامل، فيما يشير النائب السابق عبدالجليل خليل في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إلى «أن اتصالات غير رسمية تجرى مع السلطة من أجل إعادة إطلاق الحوار». ويؤكد أن المعارضة مستعدة للحوار إن كان يهدف إلى تسوية جدية وشاملة.

في مقابل ذلك أصدرت أربع جمعيات سياسية بياناً أمس الأول تنتقد فيه الدعوات الصادرة من قبل بعض التكتلات السياسية والداعية لبدء الحوار، مع أن هذه التكتلات قد وضعت سبعة شروط تعجيزية للموافقة على دخولها الحوار!

إن استمرار حركة الشارع المطلبية خلال السنة الماضية على الرغم مما تعرضت له من قسوة أوردها تقرير لجنة تقصّي الحقائق، وانتهاجها الخط الوطني الجامع على الرغم من محاولة البعض لتحويلها إلى مشكلة طائفية بين أبناء الوطن الواحد، يؤكد أن على البعض أن يعيد حساباته، ويدرك بأن الحل لن يأتي من خلال القفز على المطالب، وإنما يكمن في توافق وطني على الإصلاحات التي ستكون في مصلحة الجميع.

إن إعادة الأخطاء السابقة في التعامل مع المطالب، سيبقي الأزمة مفتوحة؛ ما يعني المزيد من الخسائر للبحرين، والمزيد من الاحتقان السياسي والاجتماعي، ورجوعنا للوراء بدلاً من التقدم للأمام.

ما عاد الوضع يحتمل المهادنة مع المتمصلحين من تفاقم الأزمة، وتجّار الحرب، وغربان المصائب، ولذلك فإنّ على المخلصين من أبناء الوطن، نبذ هؤلاء وإسكات أصواتهم والدفع باتجاه المصالحة الوطنية والإصلاحات السياسية، فلا سبيل آخر غير ذلك

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3447 - الإثنين 13 فبراير 2012م الموافق 21 ربيع الاول 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:50 ص

      مصلحة الاصلاح واصلاح المصلحة

      من الأسئلة الكثيره التي تبادر في الأذهان مثل ماذا نريد من الاصلاح؟ وكيف نصلح المصلحة؟ وما الشيء الغريب الذي طرأ وبحاجة الى اصلاح؟؟ فالمصلحة تنتفي عندما يكون الحل صحيح وسليم وغير مبنى على أساس المصالح والمصلحة.
      فالبديهي أن العام غير خاص وليس الصالح العام كا الخاص فمن أين جائت المصلحة؟
      أم انه يراد من المصلحة في المصالحة دون مصارحة؟

    • زائر 1 | 1:55 ص

      فتحنا القلوب والعقول وقلنا أهلا ومرحبا وبعدين ما هي النتيجة

      الضحك على الشعوب فيه خطورة كبيرة جدا خاصة عندما تكون هناك مرحلة انتقالية وتسامح وصفح
      ثم بعد ذلك ينقلب على الشعب هنا تكون المشكلة اكبر واصعب. لأن الشعب في هذه الحالة يتجرع الحسرات على ما قدم من دماء وآلام وعذابات ثم
      يصفح ويتناسى من اجل الوطن وإذا به يجد نفسه
      في وضع اسوأ من السابق.
      إن ما حصل لا بد من الوقوف عنده ومحاولة رأب الصدع
      بجدية وشجاعة ومكاشفة والا فالبلد يسير الى المجهول

اقرأ ايضاً