العدد 3475 - الإثنين 12 مارس 2012م الموافق 19 ربيع الثاني 1433هـ

المأزقُ السياسيُّ والحلُّ المنتظر

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما هو مؤكد حتى الآن هو طلب جهات مسئولة في الدولة من الجمعيات السياسية تسليم مرئياتها بشأن الحراك السياسي في البحرين والإصلاحات الممكن تنفيذها لإخراج البلد من المأزق الحالي.

الجمعيات السياسية قامت بدورها وسلمت مرئياتها كُلٌ على حدة، وهي تنتظر الآن الخطوة المقبلة من جانب الحكومة، إن كان هناك مثل هذا التوجه لدى السلطة، فالوضع السياسي بشكل عام والتعتيم المتعمّد على أيِّ تحرُّك في هذا الاتجاه لا يمكن أن يقدم أيَّ مؤشر أو يوحي بأنّ هناك انفراجاً قريباً مقبلاً، فالجميع متأكد من أنه لا مجال لحوار مقبل ما لم يتم التوافق بين جميع الأطراف (الحكومة والمعارضة والموالاة) كخطوة أولى.

لا أحد يتحدث عن الحوار المقبل غير جهات قريبة من الحكومة تشير وبشكل غير رسمي إلى ملامح عامّة لا يمكن الاستناد إليها في حين تنفي الجمعيات المعارضة بشكل كامل قيام أي حوار بينها وبين الحكومة.

وفي حين يرى البعض أن ما يتم الحديث لا يعدو كونه بالونات اختبار لردات فعل الأطراف المعنية وما يمكن أن تقدمه من تنازلات، حتى أنهم يقولون إن المعارضة قدمت تنازلات معيَّنة في مرئيّاتها التي قدمتها، يؤكد البعض الآخر بأنه لا توجد نيّة جادّة للحوار في الوقت الراهن وأن لا أحد من جميع الأطراف مستعد لتقديم أي تنازلات مهما كانت وخصوصاً الجانب الحكومي.

هناك أطراف تستبق الأمور وتضع شروطاً مسبقة وغير عقلانية بهدف تعطيل أيّة بادرة أو توجُّه لحلِّ الأزمة، وكأنّ الوضع الحالي هو ما تريد استمراره، وليس مهمّاً عندها سقوط المزيد من الضحايا، فكل ما يهمها هو الحفاظ على موقعها الذي فقدته خلال السنوات الماضية وبدأت في استرجاعه خلال فترة الأزمة عن طريق «الفزعة»، واستطاعت خلال الفترة السابقة تحويل المطالبات الشعبية بالإصلاح والتنمية إلى نزاع طائفي بين مكونات المجتمع.

لا يمكن لأحد التنبُّؤ بما هو مقبل وما هو حجم التضحيات التي يجب على البحرين تقديمها من أجل أن يقتنع الجميع بأن لا مجال آخر سوى الحوار والتوافق والإصلاح، وأن التعنُّت والاستمرار في رفض الآخر من أجل الحفاظ على مكاسب آنيّة لا يمكنه إلا إرجاع البحرين للخلف مع المزيد من الخسائر والمزيد من الفرقة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3475 - الإثنين 12 مارس 2012م الموافق 19 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 9:45 ص

      خيار التوافق

      لا مخرج لأزمتنا الوطنية غير الحوار والتوافق وتنازل كل الاطراف عن الشروط والمطالب التعجيزية التي تعيق التوصل إلى أتفاق وطني ، فالوطني لايقتات على آلام وجراح أبناء وطنه ، فمن يريد المصلحة الحقيقية للبحرين وشعبها فهناك العديد من المخارج والحلول ، كما أن هناك المجال لخلق الاجواء السلبية والأزمات المفتعلة من قبل أصحاب النفوس المريضة والتي لن تحصد في النهاية إلا الدمار....

    • زائر 4 | 9:23 ص

      تحية صادقة الى الأخ المحاري من اخوك البارباري

      احسنت يا جميل ، لقد استحققت الجمال ، فأنت جميل عن حق وحقيقة ، ومقالتك عكست بصدق جمالك العقلي وصفاء ذهنك الفكري ، لقد اصبت كبد الحقيقة وعبّرت بصدق عن ما يجول في ذهن وعقل المواطن البحريني من شكوك في ما يجري من حوله ، نعم ان هناك اطراف لها مصلحة في استمرار الوضع على ما هو عليه متلبسة برداء الوطنية بعد ان فقدت ما كانت تنعم به من امتيازات وليس مهما لها سقوط العديد من الضحايا ، المهم استرجاع ما فقدته من مواقع في ابان الأزمة ، من هنا نلاحظها تستعين بما هو سائد في عقلية البسطاء لتحريكهم لعله يجدي نفعا

    • زائر 2 | 2:22 ص

      جميل يامحاري ماتنتظره الاجيال

      يوليدي قبل لا تولد بسنين وقبل مايسكن الوالد القدم بفتره اشوي اطول صارت حريقه في قريه سار اكلت الاخضر واليابس وعلى كثره العيون المتناثره على شارع البديع الا ان بعض الحكماء اصر مايطفي حريقه سار الا ماء من الحنينيه عاد يوليدي يابو الماي من الحنينيه على عربات تجرها الحمير الله يعزك ويعز القراء الكرام واعتقد انها كانت 4wheel ووصلت لقريه سار بعد ان اكلت النار ما اشتهت موجودات القريه تحكي عن اي حوار؟؟؟ حوار الطرشان مثلا؟؟؟ديهي حر

    • زائر 1 | 1:12 ص

      الحياة مستمره

      لا يبقى شىء على ما هو عليه و لا تبقى الأشياء على ما هى عليها إلا وجه . الذين لا يعتقدون بسنة الله و لا يقرأءون التأريخ البعيد و القريب و لا يستطيع أن يستوعب الزمان فعليهم أن يتقبلوا ما ينزل على رأسهم . فصول السنه لا تتوقف . و ألأمثال كثيره من سونامى اليابان الى الثلوج كرواتيا و العواصف المدمره فى امريكا .

اقرأ ايضاً