العدد 3482 - الإثنين 19 مارس 2012م الموافق 26 ربيع الثاني 1433هـ

متى يتحرك العرب في اتجاه الأقصى؟

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

الأحداث في غزة تتسارع بصورة لافتة للنظر، وعلى رغم الهدنة المتفق عليها بين سائر الفصائل وبين حكومة الصهاينة، فإن هذه الأخيرة لم تتوقف عن اغتيال القيادات الفلسطينية، وأحياناً تغتال أشخاصاً عاديين – مع أهمية الجميع – كما تدمر بعض المصانع بحجة أنها تسهم في صنع السلاح للمقاومة، إلى غير ذلك من الجرائم التي مازالت تفعلها بين آونة وأخرى دون النظر إلى كل الاتفاقيات المبرمة مع القيادات الفلسطينية والتي رعتها مصر في الآونة الأخيرة، وحاولت الاستمرار في هذه الرعاية رغم رفض الصهاينة التوقف عن الاغتيالات بحجج واهية دوافعها، فيما أظن، احتقار العرب وقياداتهم.

وفي الآونة الأخيرة بدأ بعض غلاة الصهاينة اقتحام المسجد الأقصى وإقامة صلواتهم في معظم جوانبه وتحت حراسة الأمن الصهيوني دون إقامة أي اعتبار لقداسته عند المسلمين جميعاً.

فكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم للنبي سليمان (ع) مكانه، فكرة يتبناها الصهاينة وقد عملوا من أجل تحقيقها زمناً طويلاً؛ فهم يحفرون عشرات الأنفاق تحت قواعد المسجد، ولا يسمحون بأي عملية ترميمية له، كما أن تهجير الفلسطينيين من القدس بكل الطرق لم يتوقف، كل ذلك لكي يتمكنوا من هدمه بكل بساطة ويكون المستوطنون وحدهم من يقيم حوله فيخلوا لهم الجو لفعل ما يريدون دون أي مضايقات كما يعتقدون!

انشغال العرب بربيعهم من جهة، والضغوط الأميركية والصهيونية على بعضهم من جهة أخرى، سهّلت للصهاينة مهمتهم إلى درجة كبيرة، وربما يفعلون الكثير قريباً إذا استمر التجاهل العربي لأحداث غزة ولمحاولات هدم الأقصى.

أتفهم أن ينشغل بعض العرب بأحداث سورية وهي مهمة إلى درجة كبيرة، ولكني لا أستطيع أن أفهم لماذا يتجاهلون جرائم الصهاينة بكل أنواعها؟ لماذا صمت الكثيرون عن قتل بعض القيادات الفلسطينية في غزة؟ ولماذا لم يتحركوا لإنقاذ الأقصى مع أنه ثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الأعظم (ص)؟ وكيف يسوّغون لأنفسهم السكوت عن ذلك كله؟ وكيف سيفسّرها العدو الصهيوني؟

دول الخليج عليها مسئولية مضاعفة؛ فهي تملك المال والمكانة وقد وعدت بعضها كقطر وغيرها ببناء ما هدمه الصهاينة من منازل ومدارس ومؤسسات عامة، فلعلها تقوم بما وعدت به سريعاً، كما أن لهذه الدول تأثيراً على أميركا ومن حق الفلسطينيين عليهم أن يحقنوا دماءهم ويحافظوا على مسجدهم.

الجهد الذي تبذله الجمعيات الخيرية في الكويت وما يقوم به بعض أعضاء مجلس الأمة جهد مشكور، ولكن الحاجة تستدعي أكثر من هذا الجهد، فلعل جهود اخواننا في الكويت مضاف إليها جهد الدولة يحقق بعض تطلعات اخواننا في غزة، بالإضافة إلى إنقاذ المسجد الأقصى من المكائد التي تحيط به.

ومصر هي الأخرى، عملت الكثير ومن واجبها أن تتابع ما قامت به وأن تقف بحزم إلى جانب أشقائها في غزة؛ تمدّهم بالكهرباء والغاز والطعام وجميع متطلباتهم التي تساعدهم في الدفاع عن أنفسهم بالإضافة إلى الدعم السياسي.

الربيع العربي خطوةٌ فارقةٌ في التاريخ العربي الحديث، ولكنه سيبقى ناقصاً ما لم يصل هذا الربيع لكل الفلسطينيين... فهل يعي العرب هذا؟

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3482 - الإثنين 19 مارس 2012م الموافق 26 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 6:18 ص

      بوصلة المعاداة اتجهة الى اتجاه آخر

      لقد اصبح الصهاينة اخوة اشقاء ولهم ما لنا وعليهم ما علينا فلماذا نحرك جيوشنا ضدهم
      خلاص البوصلة اتجهت الى المقاومة واعوان المقاومة
      اي الدول الداعمة للمقاومة فهم العدو الاول

    • زائر 14 | 6:16 ص

      إجابة سؤالك

      طبعا العرب سوف يتحركون للأقصى بعد أن يتدربون على شعوبهم. أعطهم مجال شوي

    • زائر 13 | 5:54 ص

      ردا على تساؤلك . انهم "الأنظمة العربية" مشغولون بقتل بعضهم البعض ، وسياتي ذلك اليوم الذي نتوق إليه لنرى الظلمه وهم مهانون مقتولون . لآن الله عادل لا يرضى بالظلم . وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .

    • زائر 12 | 5:37 ص

      اتمنى من الكاتب الكريم

      ان لا يحرجهم لانه لم تصلهم التوجيهات العليااا من الاسياد

    • زائر 9 | 4:10 ص

      قريباً جداً

      العرب الآن يتدربون على قتل بعضهم البعض ويقومون بهدم وتخريب مساجد الله وتدنيس القرآن وبعدها سيحررون الأقصى و ربما يهدمونه او يحرقونه!!!

    • زائر 7 | 2:39 ص

      عند العرب اولا تحرير سوريا اولى من تحرير القدس ؟

      والا لماذا اجتمعوا على سوريا ولم ولن يجتمغوا ضد الصهاينة وتحرير القدس ؟
      بماذا نفسر هذا الموقف ؟
      يا قدس لا تخاف لا تخاف ... كلنا تحت الحاف
      يا اخوتي لا تتكلموا أن الكلام محرم
      ناموا ولا تستيقظوا ما فاز الا النوم

    • زائر 5 | 1:28 ص

      رب ارجعوني,

      اترك الأعراب في سباتهم يعمهون, واترك أميركا وإسرائيل يلعبون بمصائر الشعوب العربية, ليحولوها مرة إلى حمامة سلام تدغدغ مشاعر الصهاينة, وأخرى إلى خناجر وذخائر تمزق العرب بالأعراب كما في سوريا الجريحة, هكذا ستنصرون الفلسطينيين بقتل بعضكم بعضا من أجل عين أميركا وإسرائيل وأعرابيل, فتتشابه عليكم متناقضات الأقاويل, حتى يصبح لديكم هابيل كقابيل.

    • زائر 4 | 1:25 ص

      تحركوا يرحمكم الله

      متى يتحرك العرب في اتجاه الأقصى؟
      سامحوهم تراهم مشغولين بأمور وقضايا أهم من الأقصى وفلسطين . إذا إنتهو منها سوف يبدأون بالتحرك نحو هذا البلد المبتلع .
      Rendez-vous quand vous voyez nous et les
      Arabes
      يعني متى نراكم وترونا يا عرب

    • زائر 1 | 12:36 ص

      عجبي علي بعضهم

      أستغرب حينما تهرول بعض الدول العربيه الأنتقاميه الي صب جام غضبها علي سوريا من غير التفكير في العواقب المستقبليه المترتبه علي هذا الأسطفاف الغريب والمريب والمخيف بنفس الوقت , اما غزه وفلسطين بصوره عامه لا نرى غير الأستنكار الاعلامي الخجول والمصحوب بعباره (ندعو كافه الاطراف الي الجلوس الي طاوله الحوار ) ولم نسمعها مع سوريا لماذا ؟؟!!

اقرأ ايضاً